أبو مازن: مقاومة الدبابات الإسرائيلية في غزة عمل مشروع.. لكن التمثيل بالجثث ليس من تقاليدنا

TT

قال رئيس الوزراء الفلسطيني السابق محمود عباس (أبو مازن) ان مستقبل العلاقات بين الفلسطينيين والادارة الاميركية رهين بتحقيق الاصلاح المنشود في السلطة الفلسطينية في مختلف نواحي الحياة وتوحيد اجهزة الأمن الفلسطينية، موضحاً ان الموقف سيتضح بعد لقاء رئيس الوزراء الفلسطيني احمد قريع مع مستشارة الرئيس الاميركي كوندوليزا رايس وربما مع وزير الخارجية كولن باول. وقال ابو مازن في مقابلة اجرتها معه «الشرق الأوسط» في عمان ان الموقف الاميركي «يؤكد على ما ورد في رسالة الضمانات الاميركية لإسرائيل، الا ان هذا الموقف توسع في نقطة هامة وهي ان قضايا الحل النهائي كالقدس واللاجئين والمستوطنات والحدود تخضع لاتفاق الطرفين وهي نقطة نستطيع ان نبني عليها مستقبلاً». واكد ابو مازن ان حركتي «حماس» و«الجهاد الاسلامي» جزء لا يتجزأ من الشعب الفلسطيني وموجودتان على الارض الفلسطينية، موضحاً ان هناك تحولاً في موقف حماس والجهاد عندما وافقتا على قيام دولة فلسطينية في حدود عام 1967 مقابل هدنة مع اسرائيل لمدة 10 سنوات.

واوضح ابو مازن ان منظمة التحرير تتمسك بحق العودة للاجئين ولن تتنازل عنه وان وثيقة جنيف التي وقعها مسؤولون سابقون فلسطينيون واسرائيليون تعتبر غير رسمية وغير ملزمة لمنظمة التحرير.

* ماذا تتوقع من لقاء رئيس الوزراء الفلسطيني احمد قريع مع كوندوليزا رايس؟ ـ نتائج اللقاء تتوقف على ما سيقوله ابو علاء لمستشارة الرئيس الاميركي وما سيسمعه منها، بمعنى ان رايس تنتظر الرؤية الفلسطينية حول قضايا محددة مثل توحيد اجهزة الأمن الفلسطينية والاصلاح في مختلف نواحي الحياة، ولا ادري اذا كان ابو علاء قد حصل على تفويض من القيادة الفلسطينية بشأن هذين الموضوعين.

* هل نفهم من ذلك ان موقف الادارة الاميركية من القيادة الفلسطينية رهن بتوحيد اجهزة الأمن وتحقيق الاصلاح المطلوب؟ ـ نعم...

* ماذا لو فشل قريع؟ ـ اذا لم ينجح ابو علاء فإن الامور ستزداد تعقيداً.

* ماذ عن حصار عرفات؟ والى متى؟ ـ القضية ليست قضية شخصية ولكنها قضية عامة، قضية شعب ووطن، وهذه القضية يجب ان تحل.

* ماذا عن خلافك مع الرئيس عرفات؟ ـ كان هناك خلاف عندما كنت رئيساً للحكومة، وهذا الخلاف ينصب حول تفسيري وتفهمي للأمور العامة والخاصة وهذا ما أدّى الى استقالة الحكومة، لكن ينبغي ألا نتوقف عند موضوع الاستقالة، يجب ان نفكر كيف يمكن للحكومة ان تقوم بواجباتها ازاء الشعب الفلسطيني وتحقيق مصالحه، وكيف يمكن لحكومة قريع ان تقوم بواجباتها لإخراج الشعب الفلسطيني من الهاوية التي سقط فيها، ورغم استقالتي من رئاسة الحكومة الا انني ما زلت عضواً في اللجنة المركزية لحركة فتح.

* بماذا تختلف حكومة قريع عن حكومة ابو مازن؟ ـ البرنامج النظري للحكومة الحالية هو نفس البرنامج السياسي والداخلي الذي حملته حكومتي، والقضايا الاساسية التي لم تنجح حكومتي في تحقيقها وهي توحيد اجهزة الأمن الفلسطينية وتحقيق الاصلاح ما زالت حكومة قريع عاجزة عن تحقيقها، واتمنى ان يتمكن قريع من الخروج من هذا المأزق.

* ماذا عن الرسالة التي تلقاها ابو علاء من الرئيس الاميركي؟ _ جاءت هذه الرسالة نتيجة المساعي التي قام بها الملك عبد الله الثاني لإعادة الاتصال بين السلطة الفلسطينية والادارة الاميركية. وتؤكد الرسالة على ما ورد في رسالة الضمانات الاميركية لإسرائيل الا انها تتوسع في نقطة هامة هي ان قضايا الحل النهائي تخضع لاتفاق الطرفين وهي نقطة نستطيع ان نبني عليها نحو المستقبل.

* كنت تعارض دوماً العمليات الفدائية ضد اسرائيل واستخدام السلاح ضد الاسرائيليين.. ماذا تقول في العمليات الاخيرة في غزة المتمثلة بتفجير دبابات اسرائيلية بمن فيها من الجنود؟ ـ انا مع العمليات ضد العسكريين الاسرائيليين في غزة لأنها تعتبر دفاعاً عن النفس، اما استخدام السلاح ضد المدنيين الاسرائيليين فهو بالاساس ليس في صالحنا لأن ميزان القوى ليس في صالحنا.

* كيف تنظر الى التمثيل بجثث الاسرائيليين؟ ـ ان مقاومة الفلسطينيين للدبابات الاسرائيلية في غزة عمل مشروع لأنه دفاع عن النفس، اما التمثيل بجثث الجنود الاسرائيليين فليس من تقاليدنا ولا من عاداتنا.

* كيف اعيدت جثث الاسرائيليين، وهل ضغطت السلطة من اجل ذلك؟ ـ نعم طلبت السلطة ذلك، وأبو عمار اوعز الى اجهزة الأمن بإعادة الجثث ولا شك ان لمصر دوراً هاماً على هذا الصعيد حيث ارسلت وفداً الى غزة لهذه الغاية.

* ماذا بشأن الحوار الفلسطيني - الفلسطيني والى اين وصل؟ ـ مر الحوار بمراحل مختلفة منذ ديسمبر (كانون الاول) 2002 وقد انصب اثناء ذلك على وقف كامل للعمليات الفدائية ضد الإسرائيليين وتكريس الوحدة الوطنية الفلسطينية. وقد توصلنا الى هدنة مع كل التنظيمات، وهذا يعتبر نجاحاً جيداً، وهناك تطور هام في مواقف حماس والجهاد الاسلامي عندما اعلنت هاتان الحركتان قبولهما بدولة فلسطينية على اراضي 1967 مقابل هدنة مدتها 10 سنوات وهو تطور ايجابي. المشكلة ان الحوار لا يتابع ولا يبنى على الايجابية وانما يبقى الحوار موسمياً.

* اذا انسحبت اسرائيل من غزة فهل تشارك حماس والجهاد في ادارة شؤون القطاع؟ ـ اذا قررت اسرائيل الانسحاب من غزة فالشعب الفلسطيني يجب ان يتحمل المسؤولية في ادارة القطاع، وحركتا حماس والجهاد جزء لا يتجزأ من الشعب الفلسطيني وموجودتان على الارض الفلسطينية، الامر الذي يتطلب ان تكون الحركتان مشاركتين في القيادة.

* هل هناك بوادر تلوح في الافق لتطبيق خريطة الطريق؟ ـ الامر يتوقف على الاسرائيليين لتنفيذ التزاماتهم المتمثلة بالانسحاب الى حدود 28 سبتمبر (ايلول) 2000 والاعتراف بدولة فلسطينية ووقف الاعتداءات على الفلسطينيين وبعد ذلك يتم التفاوض حول المرحلة النهائية. اما التزامات الفلسطينيين فتتمثل بالاعتراف بوجود دولة اسرائيل وحقها في البقاء ووقف كل العمليات ضد الاسرائيليين وتوحيد اجهزة الأمن استعداداً لمفاوضات المرحلة النهائية. الا ان شارون لا يؤيد عملية السلام وهو اول من رفض «اوسلو» وله مشروعه الخاص الذي يجعل من الدولة الفلسطينية كانتونات مقطعة الاوصال ومعزولة.

* كيف تقيم تصريحات بوش حول اقامة دولة فلسطينية عام 2005 بأنها غير واقعية؟ ـ هذه التصريحات تعتبر تراجعاً او نكوصاً عما ورد في خريطة الطريق التي وافقت عليها الادارة الاميركية.

* العلاقات الفلسطينية ـ السورية ليست على ما يرام بسبب اختلاف نظرة كل منهما للعملية السلمية.. كيف تقيمون هذه العلاقات؟ ـ العلاقات تتحسن بين سورية والسلطة الفلسطينية، وانا شخصياً لي علاقات جيدة مع المسؤولين السوريين وقمت بزيارة لدمشق قبل سنتين وكان من المقرر ان يقوم ابو عمار بزيارة لسورية الا ان الظروف لم تسمح بذلك.

* بعد التجربة التي عشتها كمسؤول فلسطيني وكأول رئيس للحكومة الفلسطينية.. هل ترغب في اعادة التجربة؟ ـ أنا لا أرغب في تشكيل حكومة فلسطينية جديدة على الاطلاق، لأن تجربتي في هذا المجال لا تشجع على ذلك.