ممثلة التركمان في مجلس الحكم العراقي تتحدث عن مشاهداتها في سجن أبو غريب

تشابوك: سجينات تعرضن لتعذيب الشرطة العراقية أكثر من الأميركيين وعرضت موضوعهن على المجلس منذ شهرين ووزير الداخلية اعتذر عن عدم المساعدة

TT

كشفت عضو مجلس الحكم العراقي صن كول عمر تشابوك عن انها نبهت منذ وقت مبكر من هذا العام الى الانتهاكات التي يتعرض لها السجناء العراقيون، وخاصة النساء، على ايدي القوات الاميركية في سجن أبو غريب، «الا ان وزير الداخلية السابق نوري بدران لم يعر للمسألة اي اهتمام مؤكدا ان موضوع السجناء بأيدي القوات الاميركية وليس بايدينا».

واوضحت ممثلة تركمان العراق في المجلس في حديث لـ«الشرق الأوسط» عبر الهاتف من بغداد أمس انها كانت قد تلقت في نهاية مارس (آذار) الماضي رسالة من سجينة سابقة في سجن أبو غريب موقعة باسم «نور» تؤكد انها تعرضت للاغتصاب من قبل الجنود الاميركيين، واضافت انها عرضت الرسالة على مجلس الحكم ووزير الداخلية السابق، واشارت الى انها قامت مؤخرا بزيارة السجينات في أبو غريب وبرفقتها زميلتها في المجلس رجاء الخزاعي وممثلون عن العضوين مسعود بارزاني وحميد مجيد موسى، وقالت مؤكدة «بكيت من أجل معاناتهن».

* كم سجينة في سجن أبو غريب حاليا؟

ـ أنا التقيت خمس سجينات فقط.

* هل هناك خمس سجينات فقط ام انك التقيت بهذا العدد من السجينات فقط؟ ـ لا خمس سجينات فقط في كل العراق كما أكد لي مدير السجن اللواء ميلر، وهن: (ب.م) مديرة مدرسة سابقا و(ن.ح) وهي وزوجة قاضي وشقيقتها(هـ.ح) و(ج.ع) وهي أرملة وكانت سابقا عضواً في اتحاد نساء العراق.

* ما هي التهم الموجهة لهن؟

ـ بالنسبة لـ(ب.م) كان زوجها عضو مكتب في حزب البعث وهرب واعتقلت لاجباره على تسليم نفسه، و(ج.ع) متهمة بتمويل منفذي الهجمات بينما هي أرملة وليس لها اي مورد مالي وواضح انها فقيرة، اما (م.ك) فتهمتها ان من نظم لها بطاقة السكن، وهي بطاقة يحملها كل عراقي وكانت تنظم من قبل وزارة الداخلية، مطلوب للقوات الاميركية، حيث هجموا على شقتها بناء على وشاية ووجدوا اسم وتوقيع المطلوب على بطاقة السكن العائدة لها، وهي تعاني من انهيار عصبي وكبيرة في السن، والشقيقتان (ن.ح) و(هـ.ح) فقد استدرجتا ـ حسبما تقولان ـ من قبل ضابط شرطة عراقي طلب منهما أموالاً للتوسط باطلاق سراح شقيقهن المتهم بانتمائه للمهاجمين ثم قام هذا الضابط بتسليمهما الى القوات الاميركية بتهمة تمويل المهاجمين.

* ما رأيك بهذه التهم؟

ـ باعتقادي هذه تهم ملفقة او تافهة لا تستحق الاعتقال حتى لايام، واذا كن يستحققن الاعتقال بالفعل فبالامكان نقلهن الى سجون مخصصة للنساء داخل بغداد.

* هل خصصت لهن زنزانة واحدة أم زنازين منفردة لكل منهن؟

ـ لا وضعن في زنازين منفردة، كل سجينة في زنزانة.

* هل يقع سجن النساء قريبا من سجن الرجال أم بعيدا عنه؟

ـ الزنزانات موزعة على طابقين، وقد خصص الطابق العلوي للنساء والارضي للرجال.

* هل لك ان تصفي لنا حالتهن؟

ـ السجينات كن في حالة نفسية صعبة ويبكين، حتى اني بكيت من أجلهن، وقالوا بأنهن تعرضن للتعذيب على ايدي رجال الشرطة العراقية عندما القت القبض عليهن أكثر مما عانوه على ايدي القوات الاميركية.

* ما هو نوع التعذيب؟

ـ هن تحدثن عن التعذيب الجسدي والنفسي حتى ان احداهن كسر انفها من الضرب من قبل الشرطة العراقية، وحالتهن الان جيدة.

* هل تعرضن للتحرش الجنسي أو الاغتصاب؟

ـ كان معي خلال الزيارة بعض الرجال ولم يستطعن التحدث او الشكوى من هذا الموضوع، لكنني شعرت، وأنا أمرأة استطيع ان أخمن، بأن هناك خفايا لم يتحدثن عنها وانت تعرف المرأة العراقية تخجل وتخشى الحديث عن هذه الجوانب لانها ستبقى لاصقة في تاريخها وسمعتها، لكنني عندما قبلتهن شعرت بوضعهن السيئ وأمسكن بيدي طالبات الخروج معي من وحدتهن وسجنهن.

* هل تعتقدين انهن تعرضن للتحرش الجنسي؟

ـ أنا اسألك لماذا المرأة تبكي بهذه الحرقة ولا تتكلم، ماذا يعني ذلك، ثم ان هناك صوراً وصلتني عبر الانترنت توضح كيف تعرضت بعض السجينات للاغتصاب، ولا أدري مدى صحة هذه الصور والمرأة المنشورة صورتها ترتدي ذات ملابس السجن الذي ترتديه السجينات اللواتي قمنا بزيارتهن لكنها ليست واحدة منهن.

* هل قابلن عوائلهن خلال مدة سجنهن؟

ـ لا لم يلتقين بأي شخص من عوائلهن.

* ما هي نوعية الطعام المقدم لهن؟

ـ لم يتحدثن عن الطعام لكن مدير السجن قال انهم يقدمون لكل السجناء وجبات جيدة.

* ماذا يرتدين؟

ـ ملابس سوداء (جبة) تشبه العباءة ويغطين رؤوسهن بحجاب أسود.

* هل عرفوكم عندما دخلتم عليهن؟

ـ أول ما دخلت قالت احداهن هذه صون كول.

* كيف عرفتك؟

ـ كانت تعمل في كركوك، وأنا من أهالي كركوك.

* هل يشاهدن التلفزيون او يسمعن الراديو او يقرأن الصحف؟

ـ كلا، على الاطلاق ليس هناك تلفزيون او راديو او اية صحف.

* حراسهم من الرجال ام النساء؟

ـ من كلا الجنسين.

* ما هي أعمار السجينات؟

ـ بين الاربعين والستين عاما.

* ألم يلتق بهن أحد قبلكم؟

ـ كان قد التقى ببعضهن عضو المجلس محسن عبد الحميد في نوفمبر(تشرين الثاني) من العام الماضي عندما قام بزيارة للسجن وقال انه التقى تسع نساء وهن تعرضن للتعذيب فقط وليس للاغتصاب.

* ألم يطرح موضوع اطلاق سراحهن؟

ـ كان قد زار السجن للاطلاع على احوال كل السجناء ونحن في مجلس الحكم نهتم جدا بوضع السجناء سواء كانوا من الرجال او النساء.

* أنت أو اي من زميلاتك في المجلس لماذا لم تبادرن لزيارة السجينات في السابق؟ ـ في نهاية مارس (آذار) وصلتني رسالة من مجهولة تحمل توقيع (نور) تتحدث فيها عن ظروف اعتقالها في سجن أبو غريب وتعرضها للاغتصاب من قبل الجنود الاميركيين هناك وهي من أهالي سامراء وذكرت في رسالتها بانها حامل. وعلى أثر ذلك طرحت موضوع السجينات في مجلس الحكم خلال استضافته لوزير الداخلية السابق نوري بدران وطلبت ان نقوم بزيارة للسجن للتحقق من حوادث اغتصاب السجينات وهذه مسألة مرعبة للمرأة بصورة عامة ولنسائنا بصورة خاصة، وأنا طلبت زيارة السجن لكن وزير الداخلية قال ان ادارة السجون بأيدي الاميركيين ولا نستطيع التدخل في هذا الموضوع كون الملف الامني بأيدي سلطة التحالف وليس بيد العراقيين واعتذر عن تقديم اية مساعدة في موضوع زيارة السجن وقال هذا الموضوع من مسؤولية سلطة التحالف وليس من صلاحيات وزارة الداخلية، وطلبت ذلك ايضا من سلطة التحالف لكنهم لم يوافقوا على الطلب.

* وماذا كان رأي مجلس الحكم؟

ـ المجلس مثلما أخبرتك كان وما يزال مهتما بموضوع السجناء وكان يضغط لاطلاق سراحهم وقد تم اطلاق سراح مائة سجين سابقا، كما عرض عضو المجلس غازي الياور ان يكفل شخصيا جميع السجناء لاطلاق سراحهم، كما طلب عضو المجلس احمد البراك اجراء مقابلات تلفزيونية مع المتهمين سياسيا وخاصة اركان النظام السابق، لكن بريمر قال ان من تعتقله سلطات التحالف لا دخل لكم به ومن تعتقله الشرطة العراقية فمن حقكم التصرف بشأنه.

* هل عرفتم كم سجينة كانت في أبو غريب؟

ـ كانت هناك 11 سجينة وأطلق سراح 6 وإن شاء الله يطلق سراح السجينات الخمس المتبقيات.

* هل تصفين لنا وضع وشكل الزنزانات المخصصة للنساء؟

ـ مساحة الزنزانة بحدود مترين في ثلاثة امتار وفيها سريران احدهما فوق الاخر ومرافق صحية في الارض وقربها حنفية ماء. هناك زنزانات مغلقة لا تستطيع ان ترى من في داخلها حيث تغلق بباب حديدي ليس فيها اية نافذة، وهناك زنزانة مساحتها متر في مترين وتوجد في الباب نافذة صغيرة، وأخرى محاطة بقضبان وتستطيع ان ترى كل ما يحدث داخلها.

* وهل هناك ستارة او باب تفصل المرافق الصحية عن المنام او حتى عن أعين الحراس؟

ـ كلا، المرافق موجودة خلف السرير ويمكن مشاهدة السجينة اذا استخدمت المرافق الصحية.

* هل الزنزانات نظيفة؟

ـ أنا شاهدتها نظيفة

* كيف يقضين اوقاتهن؟

ـ ليس هناك اي شيء سوى قراءة القرآن الكريم.

* هل توفر لهن ادارة السجن نسخاً من القرآن؟

ـ الآن بدأوا بتوفير هذه النسخ وسوف يسمحون لعوائلهن بالزيارة.

* هذا الآن؟

ـ نعم بعد اكتشاف فضيحة التعذيب حيث تم تغيير إدارة السجن وتوفير مستشفى متنقل لهم.

* هل بين الحراس عراقيون؟

ـ لم نلتق سوى بالحراس والموظفين الاميركيين.

* وكيف كان وضع بقية السجناء؟

ـ غالبية السجناء واعدادهم بالالاف في مخيمات محاطة بأسلاك شائكة، في معسكر اطلق عليه اسم (كانسبي) وعندما شاهدونا نمر بالقرب منهم رفعوا لافتات تقول «ماذا فعلتم بشأن الفضيحة» ويقصدون فضيحة تعذيب السجناء في أبو غريب.

* وماذا فعلتم «بشأن الفضيحة»؟

ـ محكمة في بغداد لمقاضاة الذين قاموا باعمال الانتهاك بحق السجناء العراقيين.

* هل تعتقدين ان مجلس الحكم قام بما يجب فيما يخص هذا الموضوع؟

ـ شكلنا لجنة لمتابعة القضية، وأنتم تعرفون صلاحياتنا، ونحن نعمل بحدود هذه الصلاحيات، وطالبنا بإشراك قضاة عراقيين في المحاكم التي ستقاضي الجنود الاميركيين المتهمين بالانتهاكات.

* وماذا عن السجينات الخمس؟

ـ نحن نعمل حاليا على اطلاق سراحهن وسراح بقية السجناء الذين لم تثبت عليهم اية تهم.