تحطم مقاتلة سعودية في تبوك أثناء التدريبات على استعراض جوي ومقتل قائدها

TT

تحطمت أمس شمال السعودية طائرة عسكرية من طراز «هوك» وقتل قائدها. وذكر بيان صادر عن وزارة الدفاع السعودية أمس، أن الطائرة تحطمت في قاعدة الملك فيصل الجوية في تبوك شمال غربي البلاد، وقتل قائدها النقيب مشعل بن حماد الحماد، ولفت البيان إلى أنه لم تقع أضرار نتيجة الحادث.

وجاء في البيان أن الطائرة، وهي إحدى طائرات الاستعراض من «صقور السعودية» التابعة للقوات الجوية الملكية السعودية في قاعدة الملك فيصل الجوية في تبوك، تحطمت صباح أمس أثناء قيامها ببعض التمارين الاستعراضية التي تعد أصعب وأخطر وأدق التمارين. وأكد البيان أن التحقيق ما زال جاريا لمعرفة الأسباب الحقيقية للحادث. ويعد النقيب طيار مشعل بن حماد الحماد الحربي، 32 عاما، الذي ولد ونشأ في المنطقة الشرقية، ومتزوج منذ قرابة الخمسة اعوام، ولديه طفلان، كما أنه أكبر أشقائه. كان قد تخرج من كلية الملك فيصل الجوية قبل ما يقارب 10 أعوام، وعمل طيارا في قاعدة الملك عبد العزيز الجوية في الظهران، ثم انتقل قبل عامين إلى قاعدة الملك فيصل الجوية في تبوك للعمل مدربا للطيارين ضمن الصقور السعودية التي تقوم بأداء الاستعراضات الجوية في مختلف المناطق السعودية أثناء الاحتفالات والأعياد.

وتلقت أسرة الطيار نبأ وفاة ابنها وهم موجودون حاليا في مدينة رفحاء شمال السعودية منذ الأربعاء الماضي للمشاركة في مراسم عزاء أحد أقاربهم. وخصصت وزارة الدفاع طائرة عسكرية لنقلهم من رفحاء إلى تبوك لحضور الصلاة عليه اليوم الأحد ودفنه.

وطائرة «هوك» المتحطمة ذات مقعدين، وتستخدم لتدريب الطيارين، على الطيران وتشغيل أنظمة الملاحة الجوية، إضافة إلى التدريب على تشغيل الأسلحة، كما أن لها قابلية للتحول إلى الهجوم لما تمتلكه من قدرة عالية على المناورة، وعادة ما يزود هذا النوع من الطائرات بالأسلحة الجوية قصيرة المدى.

ويذكر انه في يناير (كانون الثاني) 2002 لقي ضابطان سعوديان برتبة رائد طيار ونقيب طيار حتفهما في حادثة تحطم طائرة عسكرية (أف. 15) نتيجة خلل فني أثناء عملية تدريب ليلي في المنطقة الشرقية. وبعدها بثلاثة اشهر أعلن مصدر مسؤول في وزارة الدفاع والطيران السعودية عن احتراق طائرة من طراز (أف. 15 سي) في شمال غربي السعودية ونجاة قائدها. كما تحطمت طائرتان عسكريتان من طراز (هوك) في المنطقة الشمالية الغربية مطلع فبراير (شباط) الماضي إلا أن طاقميهما المكونين من ضابطين نجيا. وأسوأ تحطم طائرة عسكرية كان قد وقع عام 1991 وأدى إلى مقتل ستة وتسعين شخصاً.

وفي عام 2001 صدرت دراسة عن مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية في واشنطن أشارت إلى قلق القادة الإسرائيليين من السعودية التي أصبح سلاحها الجوي موازياً من الناحية النوعية، للسلاح الجوي الإسرائيلي. وأفادت أن طائرات الرصد والقيادة والسيطرة الجوية (اواكس) وقاذفات (أف 15) تمنح سلاح الجو السعودي القدرة على قصف أهداف بعيدة المدى. وفي أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، تلقى عدد من أعضاء الكونغرس الأميركي «رسالة خاصة» من رئيس لجنة العلاقات الخارجية في الكنيست يوفال شتينتز تتناول قضية مشتريات الأسلحة التي تحصل عليها السعودية من الولايات المتحدة وتصف هذه القضية بأنها تمثل تهديداً استراتيجياً لإسرائيل. تجدر الإشارة إلى أن اللوبي اليهودي قد حاول إثارة لغط حول وجود طائرات عسكرية سعودية في قاعدة تبوك الجوية بدعوى أنها تهدد إسرائيل. إلا أن السعودية قالت انه ليس من حق أي جهة مجرد الحديث عن هذا الموضوع لأن القاعدة السعودية تقع داخل أراض سعودية وللرياض الحق في اتخاذ ما تراه مناسبا لحماية حدودها.