الحياة تدب في شوارع كربلاء وإصابة 6 أشخاص في اشتباكات النجف وكبير مساعدي الصدر يعلن أن «جيش المهدي» مستعد لإنهاء وجوده المسلح بعد انسحاب الأميركيين

TT

خرج سكان مدينة كربلاء العراقية الى الشوارع امس بعد ان اعادت القوات الأميركية انتشارها في المدينة ليعيدوا الحياة لشوارع المدينة بعد اسابيع من الاشتباكات بين الجنود الأميركيين ومقاتلي ميليشيا شيعية بينما اصيب ستة مدنيين في اشتباكات بين عناصر ميليشيا «جيش المهدي» التابعة للزعيم الشيعي المتشدد مقتدى الصدر والقوات الاميركية في مدينة النجف، لكن احد كبار مساعدي الصدر قال ان ميليشيا «جيش المهدي» ستنهي وجودها المسلح في النجف وكربلاء اذا انسحبت القوات الاميركية من المدينتين.

وأبلغ قيس الخزعلي أحد كبار مساعدي مقتدى الصدر الصحافيين ان مقاتلي «جيش المهدي» مستعدون لإنهاء وجودهم المسلح فور مغادرة قوات الاحتلال للمدن المقدسة واعطاء ضمانات بذلك. واضاف الخزعلي انه لا توجد ضمانات حتى الآن بان قوات الاحتلال لن تعود ثانية الى المزارات المقدسة.

وقال سكان ان القوات الأميركية بما في ذلك الدبابات والعربات المدرعة بدأت تنسحب من المدينة في ساعة مبكرة أمس، وعادت الشوارع تزدحم بالتجار واصحاب المتاجر بعد أسابيع من الركود، لكن الجنرال مارك كيميت نائب قائد العمليات العسكرية لقوات التحالف نفى حصول اي انسحاب او اي اتفاق على الانسحاب، وقال «اعدنا انتشار بعض قواتنا في كربلاء، وهذا لا يشبه الانسحاب في شيء ولو من بعيد».

ورغم الانسحاب قال السكان انهم يتوقعون استئناف القتال في الايام المقبلة، واضافوا ان رجال الميليشيا الموالين لمقتدى الصدر ما زالوا متحصنين في مركز المدينة وان كان وجودهم اقل وضوحا عن ذي قبل.

وأكد مقاتلو ميليشيا «جيش المهدي» من جانبهم انهم مستعدون لاستئناف القتال في اي وقت. وقال احدهم، يدعى ابو كرار وهو قائد مجموعة قوامها 250 مقاتلا تتمركز قرب مسجد الإمام الحسين «ننتظر استئناف القتال في أي لحظة ومن المحتمل ان نكون نحن البادئين».

ورأى بعض سكان كربلاء في اعادة انتشار القوات الأميركية دعوة لمقاتلي الصدر لمغادرة المدينة وهو احتمال قال المقاتلون انه ليس محلا للنقاش.

وقال كاظم ابراهيم وهو واحد من نحو ألفي مقاتل يختبئون في مباني حي المقيم الذي كان مسرحا لأشرس قتال في الاسبوع الماضي ويقع على مسافة غير بعيدة من مسجد الإمام الحسين «اننا نزيل الانقاض التي خلفها الأميركيون ونحن مستعدون للعودة الى القتال في ثانية واحدة».

واعيد فتح المدارس التي اغلقت اثناء القتال، وقال شهود ان الشرطة العراقية التي تدعمها الولايات المتحدة والتي تغلب عليها مقاتلو الصدر عندما بدأوا انتفاضتهم ضد الاحتلال الذي تقوده الولايات المتحدة الشهر الماضي، قد عادت الى الشوارع ايضا.

وخرج الى الشوارع زوار المزارات الشيعية بعدما ظلوا بعيدين اثناء القتال، لكن ما زالت المخاوف من تجدد الاشتباكات قائمة في كل مكان. وقال حيدر عباس، وهو تاجر اقمشة وملابس له متجر قريب من مسجد الإمام الحسين «الوضع غير مستقر... لم يتغير شيء. لم يعلن عن شيء. نخشى من احتمال استئناف القتال من جديد».

اما في النجف فقد استمرت الاشتباكات التي اندلعت بعد ظهر امس على مشارف مقبرة المدينة حوالي نصف ساعة، كما اوضح حسن الطفيلي المسؤول في مستشفى الحكيم في النجف، موضحا ان الجرحى ليسوا من المسلحين.

ويتحصن مقتدى الصدر منذ مطلع الشهر الماضي في النجف هربا من قوات التحالف التي تريد «قتله او اعتقاله» وتتهمه بالتورط في اغتيال رجل الدين الشيعي عبد المجيد الخوئي في العام الماضي وتطالب بحل ميليشياته.

من جانبه، أبلغ قيس الخزعلي أحد كبار مساعدي مقتدى الصدر الصحافيين في النجف امس ان مقاتلي «جيش المهدي» مستعدون لإنهاء وجودهم المسلح فور مغادرة قوات الاحتلال للمدن المقدسة واعطاء ضمانات بذلك. واضاف انه لا توجد ضمانات حتى الآن بأن قوات الاحتلال لن تعود ثانية الى المزارات المقدسة.