عوائل كردية نزحت من الفلوجة تخشى العودة خوفا من استئناف المعارك والانتقام

TT

السليمانية (العراق) - ا.ف.ب: لا تزال عشرات العوائل الكردية التي تسكن مدينة الفلوجة منذ عشرات السنين والتي نزحت عنها بسبب المعارك الضارية التي حصلت فيها الشهر الماضي، تخشى العودة الى هذه المدينة خوفا من استئناف المعارك ومن تعرضها لعمليات انتقام.

واضطرت المعارك الضارية التي وقعت الشهر الماضي بين قوات مشاة البحرية الاميركية (المارينز) ومسلحين في مدينة الفلوجة مئات العوائل الكردية التي تسكن هذه المدينة الى الهرب الى موطنها الاصلي في مدن كردستان في شمال العراق التي تتمتع بامان لا يقارن بما هو قائم في بقية المدن العراقية.

وكانت اكثر من 300 عائلة كردية تضم نحو الفي شخص فرت الى شمال العراق واستقرت لدى اقرباء لها في مدينتي كلار وخانقين شمال شرقي بغداد.

وعلى الرغم من انتهاء المعارك في مدينة الفلوجة وعودة النازحين اليها قرر الاكراد النازحون عدم الرجوع إلى المدينة.

ومن الاسباب التي دفعتهم الى عدم الرجوع الى المدينة خشية البعض من اتهامهم بالتعاون مع الاميركيين وتعرضهم بالتالي للانتقام من قبل بعثيين واصوليين كما قال حسن عبد الله، وهو رب اسرة تتكون من سبعة أفراد. واضاف قائلا «هم يكرهوننا ويتهموننا بأننا نحن اتينا بالاميركيين الى العراق».

من جانبه قال علي والي، 22 عاما، ان «المقاتلين العرب اتخذوا مناطقنا مكانا لشن الهجمات ضد القوات الأميركية».

واوضح انه «منذ مدة قام عدد من المسلحين بقتل شاب كردي عمدا في وسط الفلوجة ودون اي سبب».

وقال كمال كريم وهو خريج جامعة «نحن نشعر بالتهديدات التي تصدر عن الجماعات المسلحة في المدينة واحيانا على شكل بيانات تندد بالكرد والقيادات الكردية».

وذكر النازح سيروان محمد «ان الفلوجة كانت تضم اكرادا من معظم المدن الكردية وقد عاد الكثير منهم الى مدنهم الاصلية في شمال العراق خوفا من تلك التهديدات».

من جانبها قالت أمينة محمد وهي ام لخمسة أطفال تعيش الآن مع أحد أقربائها في مدينة كلار «نحن هربنا خوفا من الحرب، ولا نريد العودة الى الفلوجة قبل ان يستقر الوضع الأمني تماما وتنعدم المظاهر المسلحة في المدينة».

وعائلة أمينة واحدة من مئات العوائل التي قام النظام العراقي السابق بترحيلها من شمال العراق الى وسط وجنوب البلاد في عام 1975 بعد فشل الثورة التي قادها الملا مصطفى بارزاني زعيم الحزب الديمقراطي الكردستاني ووالد مسعود بارزاني.

وبحسب احصائية وزارة حقوق الانسان الكردية فان عدد العائلات التي قررت عدم الرجوع الى مدينة الفلوجة يبلغ 253 عائلة في مدينة كلار، و60 عائلة في مدينة خانقين.

وتقوم المنظمة الدولية للصليب الاحمر والمنظمات الانسانية في شمال العراق بمساعدة هذه العوائل.