سجانون أميركيون في أبو غريب: كنا نعذب لمعاقبة المعتقلين.. وللتسلية أيضا

TT

كشفت وثيقة سرية حصلت عليها صحيفة «واشنطن بوست» ان المعتقلين العراقيين الذين ظهروا في ثلاث صور تعرضوا فيها للتعذيب والاساءة في سجن ابو غريب لم يكن الهدف منها تحضيرهم للتحقيق معهم من قبل ضباط الاستخبارات كما قيل سابقا، وانما كانوا يعاقبونهم على اعمال اجرامية متهمين بها او للهو.

واوضحت الوثيقة ان الشرطة العسكرية الاميركية رتبت التقاط هذه الصور كنوع من التسلية او لمعاقبة السجناء على تصرفات تتراوح بين اثارة الشغب واغتصاب مزعوم لصبي مراهق في السجن.

وتضم الوثيقة معلومات استقيت من اربعة من بين 7 من رجال الشرطة العسكرية المتهمين في فضيحة الاساءة والتعذيب في سجن ابو غريب.

وبعض الصور التي نشرت على نطاق واسع تضمنت لقطات لسجناء كوموا عرايا فوق بعضهم البعض في شكل هرمي، ولسجين آخر اوقف على صندوق وضع كيس بلاستيك على رأسه بينما تم توصيله بأسلاك واخرى لثلاثة سجناء عرايا قيدت أياديهم معا وقد كوموا على أرضية السجن.

واوضحت الوثيقة نقلا عن شهادة خطية موثقة لضابط بالشرطة العسكرية ان مدنيين وضباطا في الاستخبارات العسكرية كانوا يزورون السجن ليلا ويقتادون السجناء بعيدا لاستجوابهم داخل «كوخ خشبي» خلف السجن.

ويحقق الكونغرس الاميركي ووزارة الدفاع في الانتهاكات الجسدية والجنسية التي تعرض لها سجناء عراقيون في سجن أبو غريب قرب بغداد.

ويواجه سبعة جنود اميركيين، هم اربعة رجال وثلاث نساء، محاكمات عسكرية بسبب الانتهاكات في سجن أبو غريب. وأقر الجندي جيريمي سيفيتس بأنه مذنب يوم الاربعاء الماضي اثناء محاكمته في بغداد. ويواجه جندي آخر، هو تشارلز غرينر، ورد اسمه في شهادات ادلى بها ثمانية سجناء، اتهامات اضافية.

وقال محامي غرينر في السابق ان موكله كان ينفذ الاوامر الصادرة اليه من ضباط الاستخبارات العسكرية.

وقد ادلى العديد من الجنود الذين شوهدوا في الصور ومن بينهم سيفيتس والجندية سابرينا هارمان والجندية جافال ديفيس والجندية ليندي انغلاند بأقوالهم الى المحققين.

وكان قد تم اكتشاف الانتهاكات للمرة الاولى عن طريق الجندي جوزيف داربي الذي اوضح انه اكتشف أمر الانتهاكات عندما بدأ يتحرى عن اطلاق للرصاص في السجن.

وقال داربي انه سأل غرينر ان كانت لديه أي صور للزنزانة التي وقع فيها اطلاق الرصاص. واعطاه قرصين مدمجين محملين بصور رقمية.

ووجد داربي على القرصين المدمجين مئات الصور التي تبين سجناء عرايا يتعرضون لانتهاكات من جانب جنود اميركيين.

وقال غرينر، وهو حارس في سجن مدني في بنسلفانيا «الانسان المسيحي بداخلي كان يقول ان هذه الاشياء خطأ. لكن ضابط التقويم بداخلي يقول اود ان اجبر رجلا ناضجا على ان يتبول على نفسه».

وقد طلب غرينر واثنان آخران، هما السيرجنت ايفان فريدريك والجندية ميغان امبول، محامين وامتنعوا عن تقديم شهادات تحت القسم الى المحققين.

وتحتوي الوثائق على أقوال من افراد الشرطة العسكرية الذين وصفوا غرينر وفريدريك بأنهما منسقا الانتهاكات. واضاف محامو بعض المتهمين من الشرطة العسكرية ان ضباط الاستخبارات أمروهم بتحضير السجناء للاستجواب.

وفي يوم 24 اكتوبر (تشرين الاول) الماضي قررت الشرطة العسكرية معاقبة ثلاثة سجناء كان يشتبه في انهم اغتصبوا صبيا في السجن.

وقالت انغلاند في التحقيق «بدأوا في تقييد الاثنين اللذين اغتصبا الصبي في أوضاع بطرق غريبة».

واوضحت «تم احضار الشخص الثالث وتقييده بين الاثنين، ثم اصبحوا يرقدون على الارض معا وأياديهم مقيدة بحيث يراهم جميع السجناء».

كما اجبر احد السجناء على الوقوف فوق صندوق أغذية وقد تم توصيل اسلاك بأصابع يديه وقدميه وعضوه التناسلي.

كما اعترفت الجندية سابرينا هارمان بأنها اوصلت الاسلاك بالسجين الذي اطلق عليه اسم «جيليجان» وأبلغته بأنه سيصعق بالكهرباء اذا سقط من فوق الصندوق.

وسأل محقق عسكري هارمان كما جاء في الوثائق «لماذا فعلت هذا بالمعتقل جيليجان». وردت هارمان بقولها «كنت ألهو معه فحسب».

* خدمة «واشنطن بوست» ـ خاص بـ«الشرق الأوسط»