القوات الإسرائيلية تقتل طفلة عمرها 3 سنوات كانت في طريقها لشراء «حلوى» من متجـر في رفح

TT

قال شهود ومسعفون فلسطينيون ان الجنود الاسرائيليين قتلوا بالرصاص طفلة فلسطينية في الثالثة من عمرها في أحدث واقعة إراقة دماء في مخيم رفح للاجئين. والطفلة تدعى روان أبو زيد. وحسب رواية شقيقها دهيب، 19 عاما، فإنها طلبت حلوى، ولم يرد ان يحرمها منها، خصوصا عندما رأى انها ستذهب الى حانوت قريب برفقة أطفال آخرين. وان الشارع كان خاليا من المسلحين، ولكن ما ان عبرت الشارع حتى أصيبت برصاصتين في رأسها مباشرة فقتلت على الفور. ولم يتوفر لدى الجيش الاسرائيلي تعقيب على الفور على الحادث الذي قال شهود ان ثلاثة فلسطينيين آخرين أصيبوا فيه. وعلى الرغم من انسحاب جيش الاحتلال من الحي، الا ان جنوده واصلوا إطلاق النار العشوائي على حي «البرازيل».

وذكرت مصادر فلسطينية ان جنود الاحتلال المتمركزين على الشريط الحدودي بين المدينة ومصر قد أطلقوا النار فقتلوا الطفلة روان. وقال خضر عم الطفلة القتيلة التي احتجزت داخل منزلها منذ ان توغلت الدبابات والعربات المدرعة الاسرائيلية في مخيم رفح الثلاثاء انها كانت قد غادرت لتوها المنزل لشراء «حلوى» من متجر قريب. وقال ان القناصة الاسرائيليين كانوا يتخذون مواقع بالقرب من منزلها «أخذت نصف شيكل من والدها وخرجت من المنزل. وعندما غادرته سمعنا صوت إطلاق رصاص كثيف وعندما خرجنا وجدناها ملقاة على الأرض وقد أصيبت برصاصتين في رقبتها ورأسها».

وذكرت مصادر طبية فلسطينية ان اثنين من الفلسطينيين توفيا متأثرين بجراح أصيبا بها في الماضي. ففي مدينة غزة توفي حسين اللدغة، ثمانية عشر عاما، متأثرا بالجراح التي أصيب بها لدى إطلاق قوات الاحتلال النار عليه عند اجتياحها لحي الزيتون في الحادي عشر من الشهر الجاري. وبذلك يرتفع عدد القتلى جراء التوغل الاسرائيلي للحي الى ثمانية عشر قتيلا. وأكدت المصادر الطبية ان الفتى محمد سامي الهمص توفي في أحد المستشفيات السعودية متأثرا بالجراح التي أصيب بها قبل ثلاث سنوات، حيث أصيب بشلل كامل.

وسحبت اسرائيل دبابات وقوات من مخيم رفح للاجئين تحت تأثير ضغوط دولية لكي تنهي القتال، لكنها قالت ان العملية في المنطقة لم تنته بعد. وبمقتل الطفلة التي تبلغ 3 سنوات يرتفع الى 42 عدد الفلسطينيين الذين قتلوا في المخيم منذ الثلاثاء.

وسمع الصحافيون الذين قاموا بجولة في المنطقة مع بيتر هانسين رئيس وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين التابعة للأمم المتحدة (أونروا) طلقات رصاص قبل مقتل الطفلة. وقال هانسن «لدينا الآن تأكيد من المستشفى بأن الطفلة ضربت بالرصاص وقتلت في واحدة من مرتين سمعنا فيهما اطلاق الرصاص».

من جهة ثانية، توجهت اللجنة الاسرائيلية ضد التعذيب بطلب مستعجل الى المستشار القضائي للحكومة، ميني مزوز، ان يأمر باجراء تحقيق جنائي في اطلاق القذائف المدفعية ضد المظاهرة المدنية في رفح، يوم الاربعاء الماضي. وجاء في الطلب ان التحقيق الذي اقره الجيش في الموضوع، هو تحقيق المجرم في جريمته. وليس في هذا اي شيء من النزاهة.

وقالت اللجنة في رسالتها ان عدد القتلى الفلسطينيين في العملية الاخيرة في رفح وصل الى 40، ليس فيهم سوى مسلح واحد. وطالبت باجراء تحقيق في مقتل كل فرد من الباقين. وقالت: «كل واحد من هؤلاء القتلى المدنيين انسان له روح واسم وكيان.. ولا يجوز لاسرائيل ان تقبل بأن تصبح قاتلة ابرياء».

وتوجهت جمعية «عدالة» العربية (فلسطينيي 48) بطلب الى نيابة الدولة، ان تقدم لها تقريرا عن ممارسات الجيش التي تمنع الخدمات الطبيــة والانسانية عن المواطنـين الفلسطينيين في رفح.