جهود متشعبة الاتجاهات لإعطاء مصر دورا أمنيا مميزا في قطاع غزة

TT

في الوقت الذي تمارس فيه اسرائيل ضغوطا غير مباشرة على مصر حتى تأخذ لنفسها مسؤولية الأمن على الشريط الحدودي مع فلسطين، من جهة قطاع غزة، تجري محادثات سرية مع القاهرة من مختلف الاتجاهات، الفلسطينية والاوروبية والاميركية، حتى تعطي مصر دورا امنيا مميزا في قطاع غزة بعد الانسحاب الاسرائيلي الموعود.

فالفلسطينيون من جهتهم يحاولون الاستفادة من دور مصري مباشر في القطاع، حتى تطمئن الولايات المتحدة واوروبا وحتى اسرائيل، فيتم التعجيل في الانسحاب الاسرائيلي. والولايات المتحدة من جهتها تجد في اعطاء مصر دورا امنيا مميزا في قطاع غزة، امرا ايجابيا و«مساهمة عربية حيوية في عملية السلام». اما الاوروبيون، فانهم يرون هذا الدور المصري حلا للعقدة التي تطرحها اسرائيل بسبب عجز اجهزة الامن الفلسطينية عن مكافحة العنف، اذ ان مصر، بحكم علاقاتها الجيدة مع السلطة الفلسطينية ومع فصائل المعارضة على اختلافها («حماس» و«الجهاد» و«تنظيم فتح ـ كتائب شهداء الاقصى»)، تستطيع ضمان الهدوء.

وفي اسرائيل ايضا تلقى هذه الفكرة التأييد، شرط ان يكون الوجود المصري محدودا بالعدد وبالعدة.

المعروف ان اسرائيل تريد تعهدا من مصر بأن تضمن الأمن على الحدود مع قطاع غزة، الشريط الحدودي المسمى «فيلادلفي»، لكن مصر ترفض تحمل المسؤولية الكاملة عن هذه المنطقة ومنع التهريب تماما. وأحد اهداف اسرائيل من العمليات الحربية الشرسة في رفح اليوم هو الضغط على مصر لكي تقبل. وقد سمع المسؤولون الاسرائيليون، وهم يبررون هذه العمليات في الايام الاخيرة، ان «اسرائيل مضطرة لفرض الأمن هناك وقطع دابر تهريب الاسلحة والمخدرات، وذلك بعد ان رفضت مصر القيام بهذه المهمة».