«شرائط غوانتانامو» أدلة أساسية في دراسة أعضاء الكونغرس لشكاوى الإساءة ضد سجناء «القاعدة»

TT

سان خوان (بورتو ريكو) ـ أ.ب: ظهر عدد من شرائط الفيديو لوحدة اميركية مكلفة باخضاع السجناء غير المطيعين في قاعدة غوانتانامو بكوبا، باعتبارها ادلة اساسية في دراسة اعضاء الكونغرس في اميركا لشكاوى الاساءة ضد سجناء «القاعدة» وطالبان.

وذكر مسؤولون في وزارة الدفاع ان عدة شرائط لم يحدد عددها موجودة في الوقت الراهن في البنتاغون قبل ان تقرر الوزارة ماذا ستفعل بها.

وكان السناتور باتريك ليهي، الديمقراطي من فيرمونت قد طلب من وزارة الدفاع تسليم الشرائط في موعد اقصاه غدا (الاثنين) لكي تطلع عليها لجنة الخدمات المسلحة في مجلس الشيوخ ولجنة الاعتمادات.

وكانت القوات المسلحة الاميركية قد نفت وجود امثلة على الاساءات في غوانتانامو. وقال متحدث باسم القاعدة الليفتنانت كومندر روبرت مولاك انه «لا يوجد حالات ضرب في الاشرطة»، وان الوحدة معروفة باسم «قوة رد الفعل المبدئي».

وكان معتقل بريطاني سابق في غوانتانامو كشف لصحيفة «الاوبزرفر» البريطانية الاسبوع الماضي ان سجانيه الاميركيين اساءوا معاملته وصوروا على اشرطة فيديو عمليات العنف التي مورست عليه.

وأكد طارق درغول، 26 عاما، احد البريطانيين الستة الذين افرج عنهم من سجن غوانتانامو في مارس (آذار) الماضي انه تعرض لعمليات تعذيب خلال فترة اعتقاله، متحدثا للمرة الاولى عن الطريقة التي عومل بها في سجن القاعدة البحرية الاميركية في كوبا. ونقلت عنه صحيفة «الاوبزرفر» البريطانية انه «كان هناك شخص يصور كل ما كان يحدث». وأكد المعتقل البريطاني السابق انه تعرض للاذلال والضرب، وروى خصوصا حادثة قام فيها خمسة عسكريين اميركيين بـ«رش غاز الفلفل على وجهي وبدأت اتقيأ، ثم هاجموني وسمروني على الارض ووضعوا اصابعهم في عيني وهم يدفعون برأسي الى كرسي المرحاض (...)، ثم اوثقوني كالحيوان وجثوا علي وقاموا بركلي وضربي. وفي آخر المطاف اخرجوني مقيدا بالاغلال من الزنزانة واقتادوني الى القسم المخصص للاستراحة، حيث حلقوا لحيتي وشعري وحاجبي». الا ان المتحدث باسم مركز الاعتقال في غوانتانامو اللفتنانت كولونيل ليون سمتر قال للصحيفة البريطانية ان تسجيلات الفيديو كانت بهدف ان يتمكن كبار الضباط من مراقبتها لاحقا، مضيفاً ان كل التسجيلات تحفظ في ارشيفات قاعدة غوانتانامو. ونقلت وكالة «الاسوشييتد برس» امس عن الكولونيل روبيرت مولاك المتحدث باسم قاعدة غوانتانامو البحرية الاميركية في كوبا قوله «ان تصوير سجناء «القاعدة» كان الهدف من تسجيل سلوكيات السجناء، بهدف مساعدتهم، فمثلا اذا اصيب احد السجناء بالعدوانية ورمى «جردل» البول على الحراس، وجب نقله الى زنزانة اخرى. وبعد فضيحة تعرض السجناء العراقيين في سجن ابو غريب الى انتهاكات، ارسل وزير الدفاع الاميركي دونالد رامسفيلد اوائل الشهر الحالي جنرال البحرية الاميركية آدم البرت تشرش الى كوبا لمراجعة اجراءات معاملة سجناء «القاعدة» وطالبان. وقال الجنرال تشرش انه لم يعثر على قضايا مثيرة لانتهاكات الحراس ضد السجناء، باستثناء امثلة قليلة، منها اعتداء احد الحراس على سجين بلكمة قوية، بعد ان تعرض للعض من قبل السجين. وبعد النظر في عدد من شكاوى الانتهاكات في معتقل غوانتانامو، وقعت العقوبة على حارسين، وتم تخفيض رتبتهما، اما الثالث فقد تمت تبرئته من محكمة عسكرية. وقال روبرت موليك المتحدث العسكري باسم غوانتانامو ان الجنرال شاهد عدة شرائط فيديو التقطت في معسكر «دلتا»، وأخذ نسخا منها عند عودته. وقد دفعت رواية الاسير البريطاني (المغربي الاصل) طارق درغول، الى مطالبة الحكومة البريطانية بالضغط على الولايات المتحدة من اجل نشر تسجيلات الفيديو. وقد افرج عن طارق درغول في مارس الماضي بعد اعتقاله لفترة 22 شهرا في غوانتانامو بدون توجيه اي تهمة اليه. وقد كتب اثنان من المعتقلين الآخرين المفرج عنهم، شفيق رسول وآصف اقبال، من تيبتون قرب برمنغهام، الى الرئيس الاميركي جورج بوش ليطلعاه على التجاوزات وسوء المعاملة التي تمارس اثناء الاستجواب. وقال رسول واقبال في رسالتهما انهما كان يجبران على الجلوس قرفصاء وايديهم مقيدة لساعات خلال استجوابهما.

كما كان يتم استخدام الكلاب والاضواء المبهرة والموسيقى الصاخبة لمضايقتهما.