مشهد سياسي ساخن في انتخابات بلديات الجنوب اللبناني اليوم

TT

تنطلق صباح اليوم الانتخابات البلدية والاختيارية في جنوب لبنان وسط توقعات بمعارك حامية في كل المدن وغالبية القرى بعد سقوط محاولات الائتلاف بين القوى الرئيسية في مناطق الجنوب. وعشية الانتخابات تبدو صورة التنافس في الجنوب كالآتي:

ـ صيدا: اكبر مدن الجنوب اللبناني ذات الغالبية الاسلامية السنية، ويتواجه فيها تيار رئيس الحكومة رفيق الحريري المتحالف مع «الجماعة الاسلامية» مع رئيس التنظيم الشعبي الناصري الدكتور اسامة سعد وحليفه الجديد (خصمه السابق) الدكتور عبد الرحمن البزري وتحالف من الاحزاب يضم «حزب الله» وحزب البعث العربي الاشتراكي الموالي لسورية والحزب الشيوعي اللبناني.

وتبدو صورة المعركة مشوشة في المدينة، وتشير التوقعات الى ان أياً من اللائحتين لن يفوز بكامل أعضائه، لكن اللائحتين تستنفران انصارهما للمعركة، وسط تصاعد الاتهامات عن رشاوى واثارة مذهبية.

ـ جزين:

ولا تبدو مدينة جزين المسيحية التي تبعد كيلومترات قليلة عن صيدا افضل حالاً، اذ تتواجه فيها لائحتان الاولى مدعومة من النائب سمير عازار المقرب من رئيس مجلس النواب نبيه بري، والثانية من اطراف المعارضة اليمينية المسيحية، وأبرزها «التيار الوطني الحر» المؤيد لقائد الجيش السابق العماد ميشال عون و«القوات اللبنانية» المحظورة وعضو «لقاء قرنة شهوان» سيمون كرم السفير السابق في واشنطن. وشكا داعمو لائحة المعارضة من «ضغوط» تعرض لها بعض الشخصيات المرشحة للانسحاب منها عشية الانتخابات.

ـ النبطية:

كانت هذه المدينة الكبيرة ذات الغالبية الشيعية، الفرصة الاخيرة للتوافق بين القوتين الشيعيتين الاساسيتين «حزب الله» وحركة «امل» التي يرأسها رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري. وقد ادى سقوط التوافق فيها الى انعدام فرص الائتلاف في المناطق الاخرى.

وتبدو حظوظ «حزب الله» اقوى في المدينة والقرى المحيطة بها، وهو تحالف مع حزب البعث، و«أبعد» ممثل الحزب الشيوعي عن اللائحة عشية الانتخابات بسبب تحالف الحزب مع «امل» في كل المناطق الاخرى.

ـ صور:

تبدو مدينة صور الساحلية، ذات الاغلبية الشيعية، ميالة اكثر الى حركة «امل» التي تسعى للحفاظ على سيطرتها على بلدية المدينة، متسلحة بدعم القوى السنية والمسيحية لها، في حين يأمل «حزب الله» بخرق اللائحة.

ـ البلدات الحدودية:

سيكرر «حزب الله» فرض سيطرته على الارجح على بلديات القرى الحدودية التي كانت خاضعة للاحتلال الاسرائيلي، وفي هذه المنطقة بلديتان رئيسيتان هما بنت جبيل التي يصفها الحزب بـ«عاصمة التحرير» والخيام التي تحتوى معتقل الخيام الشهير.

ـ حاصبيا:

وانضمت بلدة حاصبيا ذات الغالبية الدرزية الى «معركة البلديات» بعد سقوط التوافق عشية الانتخابات بين تحالف الحزب الديمقراطي الذي يرأسه وزير الدولة طلال ارسلان والحزب السوري القومي الاجتماعي، وبين تفاهم الحزب التقدمي الاشتراكي الذي يرأسه النائب وليد جنبلاط والنائب انور الخليل (وهو من حاصبيا). وقد تبادل الطرفان الاتهامات بشأن المسؤولية عن سقوط صيغة التوافق. فبعدما اتهم الحزب التقدمي الحزب القومي بالاصرار على سحب احد المرشحين المسيحيين وابداله بمرشح مسيحي موال للقومي، اصدر امس وزير العمل اسعد حردان (نائب عن الحزب القومي في الجنوب) بياناً قال فيه ان الحزب «لم يؤمن يوماً بأن التوافق بين القوى والمرجعيات وبمعزل عن اهالي حاصبيا وعائلاتها الدينية والاجتماعية يمكن ان يغني عن توافق هؤلاء وان يسقط عليهم لوائح كالأمر المفعول». ورأى حردان ان «الرغبة في الوفاق لا يمكن ان تتجاوز رغبة فريق من ابناء البلدة المسيحيين في ان يكون له ممثل من ابناء حاصبيا المسيحيين المقيمين فيها ورفضهم ان يحصر تمثيلهم، ولو بكفاءات محترمة ومرموقة، بأشخاص لا يقيمون في حاصبيا ويصعب التواصل معهم ومراجعتهم في امور بلدتهم وفي شؤونهم ومصالحهم ومطالبهم».

كذلك اعتبر حردان ان «رغبة المسيحيين المقيمين في حاصبيا في ان يتمثلوا بأحدهم (...) لم تلق مع شديد الاسف اي استجابة، على الرغم من كونها مسألة تفصيلية بسيطة لا ترقى الى مستوى الخلاف على مبدأ الوفاق وضرورته وفوائده للبلدة وابنائها». ولفت الوزير حردان الى «ان بعضهم كان ينتظر اي سانحة ليتذرع بها ويتخذها سبباً لهدم هيكل الوفاق».

وفي الاطار نفسه رد النائب الخليل على بيان سابق للحزبين الديمقراطي اللبناني والقومي تحدث عن ما آلت اليه المبادرة الوفاقية اتهم فيه الجانبان التقدمي والخليل بـ«ارتكاب خطأ فادح بحق العيش الواحد». ورفض الخليل في بيانه «الانجرار الى المهاترات الرخيصة حرصاً على الاحترام الذي يكنه النائب الخليل لرئيس الحزب الوزير ارسلان». لكنه اسف «لمحاولة ذر الرماد في عيون العارفين والمطلعين على حقائق وتسلسل الاحداث والتي ادت الى تفشيل التوافق في حاصبيا».