السبع يؤكد أن بري مستهدف.. وبيضون يتوقع خسارته

TT

سجلت أمس على الساحة السياسية في لبنان ثلاثة مواقف لافتة تناولت ما يتردد عن وجود «توجه» لتحجيم رئيس مجلس النواب نبيه بري. فقد أكد النائب باسم السبع ان بري مستهدف واصفاً إياه بأنه «عامل من عوامل التوازن» داخل الطائفة الشيعية ومطالباً بحماية هذا العامل، بينما حمل الوزير السابق النائب الدكتور محمد عبد الحميد بيضون، بعنف على بري، معتبراً ان الاخير شارف على نهاية عمره السياسي، متوقعاً خسارته في الانتخابات البلدية التي ستجرى اليوم في جنوب لبنان. وكان بيضون قد فصل من حركة «امل» التي يتزعمها بري بتهمة الخروج عن توجهات الحركة والاساءة اليها واستغلال مركزه لمآرب خاصة. وفي الاطار نفسه علق وزير الثقافة غازي العريضي أمس على هذا الموضوع في حديث تلفزيوني قال فيه ان لا يوافق على «وجود قرار سوري بتحجيم الرئيس بري، ولا أقول ذلك دفاعاً عن سورية... اللعبة السياسية الداخلية مفتوحة». السبع، الوزير السابق المقرب من رئيس الحكومة رفيق الحريري والنائب وليد جنبلاط، قال في حديث الى اذاعة «صوت لبنان» امس شاركه فيه النائب فارس سعيد عضو «لقاء قرنة شهوان» المسيحي المعارض: «كثيرون اعتبروا ان الرئيس بري في موقع ضعف. وهو سبق واشار قبل اشهر الى انه سيكون مستهدفاً عام 2004، ولا ادري اذا كان المعني بهذا الامر هو الانتخابات البلدية او سواها. وانا من القائلين ان الرئيس بري مستهدف واقول هذا الكلام من موقع الشخص الذي لم يتحالف معه في الانتخابات. الرئيس بري عامل من عوامل التوازن داخل الطائفة الشيعية ومسؤوليتنا حماية هذا العامل وعدم إضعافه مع ادراكي لتحالفي السياسي مع «حزب الله» في الانتخابات في الضاحية وهذا التحالف لا يضعني في موقع الهجوم على من يمثله بري على مستوى المحاولة السياسية».

وهنا قاطعه سعيد قائلاً: «الرئيس بري مسؤول مثل كل رموز السلطة عن الخلل في بناء الدولة. ولكن هناك عملية استهداف للرئيس بري منذ زيارته الشهيرة الى بكركي (مقر البطريركية المارونية). هناك استهداف سياسي كبير يوظف ضمن اطار الرسائل السورية الى الولايات المتحدة».

ورد السبع على كلام سعيد فأوضح «ان هذا الكلام يعطي استهداف الرئيس بري ابعاداً تتجاوز الحدود الحقيقية»، واضاف: «نعم هناك استهداف لبري ولقوى سياسية اخرى في البلد وهناك عملية اصطفاف سياسي جارية في البلد باتجاه استحقاقات معينة». الرئيس بري لا شك انه في الجنوب تحديداً وفي مناطق اخرى في الضاحية والبقاع، الجهاز التابع له مسؤول عن بعض الخلل في العلاقة مع الاوساط الشيعية، انما هذا الامر لا ينفي حقيقة ان نبيه بري صنع في الجنوب ما لم يصنع في تاريخ هذه المنطقة منذ 50 سنة. ونقل الجنوب من حال الى حال. وهناك ظلم كبير يمكن ان يسقط على هذا الرجل اذا اعتبرنا انه لم يحقق انجازاً كبيراً على مستوى التنمية في الجنوب. وان اسقاط ورقة الحرمان في الجنوب تم بجهد من نبيه بري مباشرة. في مقابل هذا الامر، يجب ان يقرأ الرئيس بري بوعي عميق حقيقة المتغيرات في الساحة الشيعية والوطنية، هو ومَن معه في حركة «امل».

من جهته، قال بيضون في حديث الى «اذاعة لبنان الحر» امس انه «مع مجيء الرئيس لحود الى الحكم اصبح هناك تقسيم للعمل، وهو وضع السياسة والأمن في يد الرئيس لحود وجزء كبير من الاقتصاد في يد الرئيس الحريري، وبالتالي لم يستطع بري ان يلعب دوراً مما ادى الى غيابه سياسياً ووقوفه في ظل الرئيس الحريري»، واضاف: «هناك موجة استياء كبيرة في الجنوب سببها الممارسات اليومية والمحسوبيات» مشيراً الى ان هذه الممارسات «لم تحصل في فترة ترؤسه مجلس الجنوب». وفي رد على سؤال قال بيضون «ان الاصلاح غير ممكن في حركة «امل» بوجود رئيسها الحالي».

وتوقع بيضون«الخسارة للرئيس بري في انتخابات الجنوب»، معتبراً «ان زعامته محصورة في قضاءين في المنطقة بعدما كانت تمتد من البقاع الى اقصى الجنوب». ورأى ان «حزب الله» هو حزب جميع اللبنانيين لأنه يدافع عن السيادة اللبنانية». وقال ان بري «شارف على نهاية عمره السياسي».