الشرع: القمة ستخرج بموقف «جيد» متضامن مع سورية لكن «المهم تطبيقه»

عريقات: موقف الرئيس عرفات بشأن الانسحابات الإسرائيلية ليس تراجعا

TT

قال فاروق الشرع وزير الخارجية السوري في تصريح صحافي مقتضب أدلى به أمس في تونس، ان مشروع القرار الذي توصل اليه الاجتماع التشاوري لوزراء الخارجية العرب في تونس عشية القمة «قرار جيد لكن المهم هو تطبيقه». واستأثرت ملفات العراق وفلسطين وسورية، باهتمام اجتماع وزراء الخارجية الذي أقيم على مائدة عشاء برئاسة الحبيب بن يحيى وزير الخارجية التونسي، ودام الاجتماع زهاء ست ساعات والتأم في جلستين تخللتهما استراحة. وقالت مصادر حضرت الاجتماع ان الجلسة الأولى خصصت لملفات الاصلاحات، وتميزت بتوافق عربي حول أبرز القضايا التي طرحت فيها سواء فيما يتعلق بالاصلاحات السياسية في العالم العربي أو اصلاح الجامعة العربية.

فيما خصصت الجلسة الثانية للتطورات الاقليمية والملفات الساخنة، وكان ضمنها موضوع سورية التي كانت قد أبدت حرصها على الحصول على دعم وتأييد عربي قوي في مواجهة الضغوط الأميركية، والتي كان يعبر عنها في الصيغة الأولى لمشروع القرار بـ«الضغوط التي تمارس على سورية» من دون تحديد لمصدرها. ولكن تطورات الموقف الأميركي وصدور قرار أميركي رسمي بفرض العقوبات على سورية أملى على المشاركين في الاجتماع التطرق المباشر للموضوع وعدم الاكتفاء بالتلميحات. وبشأن تطورات الوضع في الشرق الأوسط اكدت المصادر ان وزراء الخارجية العرب، كانوا متوافقين حول التركيز على احياء مبادرة السلام العربية واعتبارها مرجعية التحركات في المرحلة المقبلة، في أفق حث الأطراف الدولية المعنية بتفعيل خريطة الطريق.

ومن جهته عبر صائب عريقات كبير المفاوضين الفلسطينيين وعضو الوفد الفلسطيني في القمة أن المشاورات العربية كانت جيدة بشأن الملف الفلسطيني وان المهم هو تفعيل القرارات، وانشاء صندوق مالي لدعم الفلسطينيين واعادة بناء ما دمرته قوات الاحتلال في رفح والاراضي الفلسطينية الاخرى.

وقال عريقات لـ«الشرق الأوسط« ان تأكيد الرئيس عرفات التزام السلطة واجهزتها الأمنية بتحمل مسؤولياتها في المناطق التي تنسحب منها اسرائيل ليس أمرا جديدا ولا تراجعا من الجانب الفلسطيني، لأن رؤية الفلسطينيين لتلك الانسحابات هي أن تكون جزءا من عملية الانسحاب المقررة في خريطة الطريق. وقال عريقات ان انعقاد لجنة القدس أمر ضروري ومستعجل نظرا للتطورات الخطيرة التي تجري في القدس.

وبشأن، الملف العراقي أبرزت المصادر ان هنالك توافقا بين الدول العربية حول ضرورة استعادة العراقيين لسيادتهم واقامة سلطتهم المستقلة والحرة وانسحاب قوات الاحتلال وحلول قوات الأمم المتحدة في محلها، واضافت المصادر ان الدول العربية التي طرحت على هامش المؤتمر أفكارا بشأن إرسال قواتها الى العراق، اعتبرت ان الاطار الصحيح هو الأمم المتحدة. وذكرت المصادر ان واشنطن اقترحت على دول المغرب العربي ومصر ايفاد قوات، لكن تلك الدول متحفظة على طريقة مساهمتها في حفظ السلام بالعراق وتتمسك بضرورة المرور عبر الأمم المتحدة. وقالت المصادر في هذا السياق إن واشنطن سعت قبيل انعقاد القمة العربية الى مقايضة العرب في هذا السياق، بموقفها في مجلس الأمن الدولي وعدم استخدام الفيتو في وجه قرار ادانة الاعتداءات التي ارتكبتها القوات الاسرائيلية في رفح.

وأضافت المصادر ان واشنطن قبلت بالتعاطي مع «المزاج العربي» في مسألة الاصلاحات كي لا تبدو كطرف أجنبي يسعى لفرض املاءاته من الخارج، وبالمقابل يسعى الرئيس بوش للذهاب الى قمة الثماني الكبار بانطباع حول نجاح مبادرته حول الشرق الأوسط الكبير ولو كانت معدلة لترضي الجانب العربي.