السودان يتحفظ على تقرير الجامعة العربية حول الوضع في دارفور

TT

قال سفير السودان في تونس اسماعيل أحمد اسماعيل ان الوفد السوداني المشارك في القمة العربية أعرب عن تحفظه ازاء ما ورد في تقرير الجامعة العربية حول انتهاكات حقوق الانسان في دارفور بغرب السودان. وأضاف السفير ان وزير الخارجية مصطفى عثمان اسماعيل سوف يعقد مؤتمرا صحافيا للحديث عن هذا الموضوع من دون ان يدلي بتفاصيل اضافية حول نقاط الاعتراض السودانية على تقرير الجامعة. وكانت الجامعة العربية قد بعثت وفدا رسميا برئاسة سمير حسني رئيس ادارة أفريقيا لتقصي الحقائق في منطقة دارفور، وأشارت في تقريرها الذي اصدرته عقب الزيارة الى وجود انتهاكات لحقوق الانسان في دارفور وتجاوزات من جانب الادارة السودانية المحلية، كما اتهمت القبائل العربية في المنطقة بشن هجمات على القبائل المحلية. ويذكر ان هذه هي المرة الاولى التي يدين فيها تقرير صادر عن الجامعة العربية احدى الدول الاعضاء بسبب انتهاكات لحقوق الانسان. الى ذلك، قدم الأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى امام القمة تقريرا حول الأوضاع في جنوب السودان، ويتضمن التقرير الجهود التي بذلتها الجامعة والعديد من المنظمات الدولية والاقليمية والاتحاد الافريقي للتوصل الى حل لمشكلة الجنوب والتحديات التي تواجهها الحكومة السودانية من أجل الحفاظ على وحدة السودان. وأفادت المصادر أن التقرير يضم ما تم إنجازه في هذا الصدد والاجتماعات التي عقدت لتأكيد التضامن مع السودان والحرص على وحدته والحفاظ على سلامته وسيادته ورفض محاولات تجزئته، اضافة الى مطالبة الأطراف الدولية والاقليمية بدعم المساعي الرامية إلى تحقيق السلام.

ويدعو الأمين العام في تقريره الى تقديم الدعم السياسي للسودان، كما يدعو مؤسسات الاعلام العربية الى الاهتمام الموضوعي والايجابي بالقضية السودانية وتوجيه رسالة إعلامية ترسخ عملية بناء السلام والثقة بين شمال السودان وجنوبه، وتؤكد على التلاقي الثقافي العربي والافريقي الى جانب تنظيم مؤتمر للترويج للمشروعات الاستثمارية في السودان. ويشير التقرير الى مطالبة السلطة الحكومية لتنمية دول شرق افريقيا «ايقاد» بمشاركة الجامعة العربية في المرحلة الانتقالية بعد التوقيع النهائي على اتفاقية السلام بين الحكومة السودانية والحركة الشعبية لتحرير السودان، الى جانب المشاركة مع فريق دولي لزيارة شمال وجنوب السودان قريبا بهدف إعداد تقرير شامل حول احتياجات السودان يقدم الى مؤتمر المانحين الدوليين الذي سيعقد في أوسلو بالنرويج عقب توقيع اتفاقية السلام. كما عرض موسى تقريرا حول الأوضاع في الصومال والجهود التي بذلتها الجامعة العربية من أجل تسوية الأزمة الصومالية واللقاءات التي عقدت مع المسؤولين الصوماليين والدوليين لهذا الغرض. وركز موسى في تقريره على أهمية البعد العربي في تسوية الأزمة الصومالية وضرورة تنسيق الجهود الدولية والاقليمية الهادفة الى مساعدة الصوماليين لتحقيق المصالحة الوطنية. وكذلك الجهود والتحركات العربية التي تمت خلال الفترة الماضية، ومن ضمنها تعيين مبعوث خاص للأمين العام في الصومال. فضلا عن مشاركة الجامعة العربية مع فريق الاتصال الدولي المعني في الصومال ومراقبة ما يجري على أرض الواقع ومتابعة مداولات مؤتمر المصالحة الوطنية الصومالية الذي قطع شوطا كبيرا نحو تحقيق الهدف المتمثل في استعادة النظام والسلام الدائم في الصومال من خلال تحقيق تسوية سياسية شاملة بين الأطراف الصومالية، مدعومة ببرنامج لنزع سلاح الميليشيات واعادة تأهيلها.

كما استعرض جهود جامعة الدول العربية للمساهمة في دفع جهود المصالحة، والمتابعة الميدانية التي يقوم بها مبعوث الأمين العام للجامعة السفير سالم الخصيبي وتقديم الجامعة دعما يقدر بنحو 75 ألف دولار من حساب دعم الصومال لدعم مؤتمر المصالحة.