القوات الإسرائيلية تنتشر مجددا حول رفح ومخيمها

مقتل فلسطينيين في نابلس ومشاهد الدمار في حي السلطان تعكس حجم المأساة

TT

اعاد جيش الاحتلال فجر امس انتشار قواته حول مدينة رفح جنوب قطاع غزة، بعد ان سحب جنوده من قلب حي تل السلطان في المخيم، عقب حملة «قوس قزح»، التي استمرت ستة ايام واسفرت عن مقتل 57 فلسطيني وجرح ثلاثمائة اخرين وتشريد الف وخمسمائة اسرة فلسطينية.

في غضون ذلك واصلت قوات الاحتلال عمليات القتل في مناطق مختلفة من الاراضي الفلسطينية فقتلت صبيين في مدينة نابلس ومخيم بلاطة. وبذلك يرتفع عدد القتلى في نابلس خلال 24 ساعة إلى خمسة بينهم اثنان من كتائب عز الدين القسام الجناح العسكري لحماس وثالث من كتائب الأقصى التابعة لفتح.

وانتشر عناصر لواء المشاة جفعاتي في محيط المدينة بجوار الشريط الحدودي مع مصر «ممر فيلادلفي». وأفسحت اعادة الانتشار في حي تل السلطان، المجال امام سكان الحي لدفن ابنائهم الذين قتلوا خلال الحملة، واحتفظ بجثثهم في ثلاجات الخضار التابعة للتجار داخل الحي.

وشيع حوالي 50 الفا من سكان الحي والمدينة جثامين 23 شخصا. ودعا المشاركون الى سرعة الانتقام للذين سقطوا برصاص الاحتلال. واطلق الجنود النار على المشاركين في الجنازة، الامر الذي ادى الى اصابة شخصين احدهما بحالة خطر.

من ناحية ثانية توافد آلاف من سكان رفح وبقية مناطق قطاع غزة الى جانب طواقم اعلامية على حي تل السلطان لمعاينة حجم الدمار، الذي لحق بالحي. وكانت هناك مشاهد مثيرة للمشاعر عندما التقى سكان الحي باقاربهم الذين يقطنون في مناطق مختلفة من القطاع. وكان احد اكثر المظاهر تأثيرا هو اللقاء بين احد الرجال وبناته وقام الرجل بتقبيل ارجل احفاده والدموع تذرف من عيونه. واخذ سكان الحي يروون لاقاربهم ما مر بهم من مآس اثناء الاقتحام الاسرائيلي. ورغم الانسحاب الا ان السكان سيستغرقون وقتا طويلا من اجل العودة الى الحياة الطبيعية، حيث ان المياه لا تصل الى السكان هناك، بعد ان دمرت قوات الاحتلال شبكة المياه، فضلا عن تلوث مياه الشرب بمياه الصرف الصحي.

وتقدر تكلفة ترميم البنية التحتية التي اتلفها جيش الاحتلال في المنطقة بملايين الدولارات. وسارع العديد من الاهالي الى اخلاء منازلهم بعد ان اجبروا على البقاء فيها رغم الدمار الذي لحق بها. وافاد الاهالي بان قناصة الاحتلال الذين اعتلوا اسطح المنازل دمروا اجزاء من الطوابق الارضية ودخلوا المنازل من الاجزاء المدمرة. وسينتقل السكان الذين دمرت منازلهم اما الى اقاربهم او الى المخيمات التي اقيمت لهم داخل المؤسسات العامة، سيما مدارس وكالة الغوث.

وفي مخيم بلاطة شرق مدينة نابلس وسط الضفة الغربية قتلت قوات الاحتلال حمدي البوريني. وتوفي الطفل عدنان البحش ،12 عاما، متأثرا بالجراح التي اصيب بها بعد ان اطلق عليه جنود الاحتلال النار اول من امس في حي «القصبة» في قلب البلدة القديمة. وبذلك يصل عدد القتلى في المدينة الى 5 بعد مقتل 3 في سيارتهم بعد ظهر اول من امس، وهم سعد زامل عليان ،23 عاماً، وسعيد القطب ،25 عاماً، وكلاهما من كتائب عز الدين القسام الجناح العسكري لحركة «حماس» وسعد عدنان غزال ،22 عاما، من كتائب شهداء الاقصى الجناح العسكري لحركة «فتح». من ناحية ثانية نفت المصادر الفلسطينية مقتل عبود عكوبة قائد «كتائب العودة»، التابعة لحركة «فتح»، في المدينة في اشتباك مع قوات الاحتلال. واكدت المصادر ان عكوبة اصيب بجراح خطرة.