«أمل» و«حزب الله» يتقاسمان الفوز والحريري وجنبلاط يخسران في انتخابات جنوب لبنان

TT

حملت النتائج الاولية للانتخابات البلدية في جنوب لبنان مفاجآت بعضها من «العيار الثقيل»، فيما اتت معظم النتائج في المدن والبلدات ذات الغالبية الشيعية كما كان متوقعاً.

وكانت نتائج مدينة صيدا هي المفاجأة الاكبر، اذ جاءت مخالفة للتوقعات، ولنتائج الفرز الاولية التي اظهرت في ساعات المساء الاولى تقدماً للائحة المدعومة من رئيس الحكومة رفيق الحريري المتحالف مع «الجماعة الاسلامية» في مسقط رأسه، ليطلع الصباح على فوز كاسح للائحة المنافسة المدعومة من رئيس التنظيم الشعبي الناصري اسامة سعد وحليفه الدكتور عبد الرحمن البزري. فيما تردد ان اللائحة المدعومة من الحريري تمكنت من خرق اللائحة الفائزة بمقعد واحد كما حصل في العام 1998 حين تمكن يومها النائب سعد وحده من اختراق اللائحة الحريرية. الا ان هذه المعلومات لم تتأكد بعد بانتظار اعلان النتائج النهائية من قبل وزارة الداخلية.

وفي اول تعليق له على الهزيمة التي لحقت باللائحة المدعومة من قبله، قال رئيس مجلس الوزراء رفيق الحريري: «ان جوهر الديمقراطية هو احترام الناس كيفما اتى قرارهم». واعتبر الحريري الموجود في العاصمة الفرنسية، في تصريح ادلى به امس، ان النتائج غير المسبوقة التي سُجّلت في الانتخابات البلدية والاختيارية في محافظتي الجنوب والنبطية «تعبّر عن تمسك المواطنين في الجنوب بممارسة الديمقراطية. فهنيئاً للديمقراطية والفائزين، وهنيئاً لاهلنا في صيدا والجنوب لخياراتهم، اذ ان جوهر الديمقراطية هو احترام الناس كيفما اتى هذا القرار».

وبادرت النائبة بهية الحريري (شقيقة الرئيس الحريري) الى تهنئة البزري بفوز لائحته في اتصال هاتفي اجرته معه.

* عودة «أمل» إلى الساحة الشيعية ورغم اعلان «حزب الله» فوزه بـ 61 في المائة من البلديات التي تنافس فيها مع حركة «أمل» وعددها 192 مدينة وبلدة، فان الحركة التي يتزعمها رئيس المجلس النيابي نبيه بري استطاعت ان تعيد بعضاً من هيبتها التي فقدتها بعد هزيمتها في جبل لبنان والبقاع امام لوائح الحزب القوية.

واستطاع الحزب الحصول على بلديات مدينتين من اصل 3 مدن شيعية في الجنوب هي بنت جبيل والنبطية، لكن «امل» فازت بنتيجة كاسحة في مدينة صور الساحلية واحدثت اختراقاً في اللائحة المدعومة من «حزب الله» بعدد من الاعضاء في النبطية عبر لائحة يدعمها امام المدينة الذي يحتفظ لنفسه بمسافة عن «امل».

وكما كان متوقعاً فاز «حزب الله» بمعظم بلديات المنطقة التي كانت خاضعة للاحتلال الاسرائيلي وابرزها بلدة الخيام، فيما استطاعت «امل» الفوز ببلدية ميس الجبل في المنطقة المحتلة سابقاً.

وعقد رئيس الماكينة الانتخابية في «حزب الله»، رئيس المجلس التنفيذي للحزب مؤتمراً صحافياً دعا فيه الى «وضع نتائج الانتخابات خلفنا وفتح صفحة جديدة»، وحرص على تأكيد «العلاقة الايجابية مع حركة «امل» رغم التنافس الذي حصل». وعرض صفي الدين نتائج الانتخابات مؤكداً فوز لوائح الحزب في 87 بلدية من المواقع التي خاض فيها «التنافس».

واصدرت حركة «أمل» بدورها بياناً اعلنت فيه فوزها بـ 94 بلدية في القرى الشيعية. واوضحت انها «ارادت من هذه الانتخابات ان تكون استحقاقاً تنموياً رافضة الانجرار خلف محاولات زعزعة القواعد الشعبية لارتكاز المقاومة».

وهكذا فقد بدت محصلة النتائج اشبه بتقاسم في الفوز بين حركة «امل» و«حزب الله» مع ارجحية نسبية لصالح الاخير.

واكتفى رئيس المجلس النيابي نبيه بري في تعليقه على نتائج الانتخابات البلدية والاختيارية في محافظتي الجنوب والنبطية بالقول: «شكراً لهم لقد اتاحوا لي فرصة هذا التنافس الحميم من قبلي والمحموم من قبلهم على الارض. ومرة اخرى نذكرهم بما قلناه في العام 1998 بعد الانتخابات قال الجنوب كلمته وغداً يوم آخر». واجرى الرئيس بري اتصالات هاتفية بامام مدينة النبطية الشيخ عبد الحسين صادق، مؤكداً استمرار التعاون وتقديره البالغ للدور الذي قام به.

واستقبل الرئيس بري بعد الظهر في دارته في المصيلح اعضاء المجلس البلدي المنتخب في مدينة صور واعضاء الماكينة الانتخابية ونقابتي الصيادين والقصابين وفاعليات المدينة. واكد بري ان «الدرس الذي قدمته مدينة صور مدينة الامام الصدر لم يكن جواباً لنبيه بري انما جواب لكل لبنان. فمدينة صور جسدت امس (الاول) وحدة وطنية حقيقية، وكانت عنوان لبنان. فعهدنا ان نستكمل ما بدأناه قبل الانتخابات على المستوى الانمائي، والاهم من كل ذلك سيكون بعد هذا الانجاز في سلم الاولويات خلق كل المناخات لاعادة التواصل الدائم مع ابناء مدينة صور من ابنائها من الطوائف المسيحية والارمنية».

حاصبيا: أرسلان يثأر من جنبلاط من جهته، ثأر وزير الدولة طلال ارسلان من رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي النائب وليد جنبلاط، وفاز بالتحالف مع الحزب السوري القومي الاجتماعي ببلدية حاصبيا، الحاضرة الدرزية في جنوب لبنان. وكان جنبلاط استطاع في انتخابات جبل لبنان انتزاع بلدية الشويفات المعقل التاريخي لعائلة ارسلان.

* جزين: سقوط المعارضة لم تستطع قوى المعارضة المسيحية مجتمعة تحقيق ما عجزت عنه منفردة في جبل لبنان، اذ سقطت اللائحة المدعومة من «التيار الوطني الحر» المؤيد للعماد ميشال عون و«القوات اللبنانية» المحظورة و«لقاء قرنة شهوان» الذي يضم معارضين مسيحيين وترعاه البطريركية المارونية في مواجهة اللائحة التي يدعمها النائب سمير عازار المقرب من رئيس مجلس النواب نبيه بري.