لحود: «الفرحة ناقصة» ببقاء مزارع شبعا تحت الاحتلال والوجود السوري يساهم في تعزيز الأمن

TT

يحتفل لبنان اليوم بالذكرى الرابعة للانسحاب الاسرائيلي من الجنوب في 25 مايو (ايار) 2000. وقد استعدت المناطق اللبنانية لاحياء الذكرى باحتفالات شعبية، لكن رئيس الجمهورية العماد اميل لحود اعتبر ان «الفرحة ستبقى ناقصة» الى «ان يتم استرجاع مزارع شبعا وبقية الاراضي اللبنانية العزيزة». كما اكد خلال استقباله امس وفداً اميركياً ان الوجود السوري في لبنان «يساهم في تعزيز الامن في لبنان والمنطقة».

واكد لحود في كلمة القاها بالمناسبة ان لبنان «لن يحيد عن مواقفه الثابتة، وعن خطه الاستراتيجي الذي يتبعه لاسترداد كامل اراضيه والتحرر كلياًَ من الاحتلال الاسرائيلي. وان قرار رفض التوطين قرار نهائي غير قابل للمساومة». وكرر «تمسك لبنان بالشرعية الدولية وبقرارات الامم المتحدة كونها السبيل الناجع لاعادة الاستقرار الى المنطقة بشكل نهائي وشامل»، داعياً المجتمع الدولي الى «تفعيل دوره في كل مناطق العالم، لكي لا تسود شريعة الغاب ويغلب منطق القوة، ويغيب العدل والمساواة بين الجميع».

وقال لحود: «ان هذا العيد يأتي في وقت لا يزال لبنان يعاني من وجود قسم من اراضيه تحت الاحتلال. وبالتالي فان الفرحة تبقى ناقصة الى ان يتم استرجاع مزارع شبعا وبقية الاراضي اللبنانية العزيزة على قلب كل لبنان. ولبنان، على المستويين الرسمي والشعبي، لن يبخل بأي جهد في سبيل تحقيق هذه الغاية».

ورأى «ان لبنان عرف كيف يتعامل مع السياسة الاسرائيلية القائمة على عرقلة كل جهود السلام واعتماد مبدأ العنف والقتل، بدليل انه تمكن من خلال ارادة اهله والدعم السوري والتفاف المواطنين حول الدولة والجيش والمقاومة، من استرجاع القسم الاكبر من ارضه المحتلة، واجبار العدو على الانسحاب بشكل مذل ومخيب، كما تمسك باسترجاع الآلاف من الامتار من الاراضي اللبنانية التي كانت قوات الاحتلال تنوي ابقاءها ضمن سيطرتها بعدما فشلت في احتلالها عبر الطرق العسكرية، واستعاد اسراه ومعتقليه من السجون الاسرائيلية. وهو سيواصل السعي لاستعادة عميد الاسرى اللبنانيين سمير القنطار بالطرق المناسبة».

واعتبر لحود «ان اسرائيل ومن خلال اعتداءاتها وتعنتها وافشالها كل جهود السلام التي بذلت وتبذل، انما ترغب في استهداف كل الشعوب العربية. فالاعتداءات على لبنان، ومعاناة الفلسطينيين، والتهديدات التي تستهدف سورية تصب في هذا المنحى وتشكل دليلاً واضحاً على النوايا الاسرائيلية الخبيثة المتنامية الاطراف». كما اعتبر «ان رفضها (اسرائيل) المطلق لعودة الفلسطينيين الى أرضهم يصب في خانة شرذمة الشعب الفلسطيني ومنعه من العودة الى ارضه والحصول على حقوقه الشرعية». غير انه شدد على «ان لبنان يقف بالمرصاد لهذا المخطط، واجماع اللبنانيين على رفض التوطين وادخاله في صلب دستورهم، قرار نهائي غير قابل للمساومة».

من جهة اخرى، اشار الرئيس لحود خلال استقباله وفداً مشتركاً من مؤسسة «اميركان تاسك فورس فور ليبانون» وعاملين في الكونغرس الاميركي الى «ان الاولوية الآن يجب ان تكون البحث في كيفية احلال السلام العادل والشامل والدائم في منطقة الشرق الاوسط وانهاء حالة الحرب فيها»، مؤكداً «تمسك لبنان بتكليف الامم المتحدة مهمة اعادة السلام والاستقرار الى العراق، ومنع تقسيمه وتمكين شعبه من تقرير مصيره من خلال انتخابات حرة باشراف دولي». وحمّل رئيس الوزراء الاسرائيلي ارييل شارون «المسؤولية الكاملة في احباط كل المساعي والمبادرات التي قامت من اجل حل القضية الفلسطينية على اسس عادلة ودائمة، عبر شنه حرب ابادة على الفلسطينيين».

وتناول لحود موضوع الوجود السوري في لبنان فأكد انه «يساهم في تعزيز الامن في لبنان والمنطقة»، منوهاً بما قدمته سورية لارساء مسيرة السلم الاهلي في لبنان، ولتوحيد الجيش ودعمه. وقال: «ان الوجود السوري كان وسيبقى عامل استقرار في لبنان والمنطقة. وان الاولوية الآن ليست للحديث عن الانسحاب السوري في لبنان، بل للبحث في كيفية احلال السلام العادل والشامل والدائم في منطقة الشرق الاوسط وانهاء حالة الحرب فيها نظراً للانعكاسات السلبية التي تتركها هذه الحالة على الاستقرار في العالم كله».

واعتبر «ان تنفيذ عقوبات اميركية بحق سورية هو خطأ جسيم، لكنها لن تؤثر على سورية وخياراتها القومية، بل تظهر كم ان الادارة الاميركية ساعية لارضاء اسرائيل مع اقتراب موعد الانتخابات الاميركية».

ورداً على سؤال حول رؤيته لمستقبل الوضع في العراق، قال الرئيس لحود للوفد الاميركي ان موقف لبنان «كان ولا يزال يصر على ضرورة تكليف الامم المتحدة مهمة اعادة السلام والاستقرار الى العراق، للمحافظة على وحدته ومنع تقسيمه وتمكين الشعب العراقي من تحديد خياراته الوطنية من خلال انتخابات حرة باشراف دولي»، معتبراً «ان استمرار الوضع على ما هو عليه الآن سيزيد الامور تعقيداً ويعزز دخول المنطقة في المجهول مع ما يترك ذلك من تداعيات خطيرة».

وعن رأيه في العمليات الانتحارية التي تنفذ ضد مواقع اسرائيلية مدنية وعسكرية، اعتبر الرئيس لحود «ان من الضروري درس الاسباب التي تدفع الى القيام بأعمال توصف بالانتحارية، ومحاولة ايجاد حلول لها»، مشيراً الى «ان الممارسات الاسرائيلية العدوانية ضد الشعب الفلسطيني وسكوت العالم عنها يدفع هذا الشعب للجوء الى كل ما يرى ان من حقه القيام به لحماية نفسه واسترجاع ارضه المحتلة وسيادته المنتهكة». الى ذلك، استعدت المناطق اللبنانية لاحياء ذكرى المقاومة والتحرير باقامة الزينة ورفع اللافتات والمجسمات التي تمجد هذه المناسبة وتشيد بالانجاز الذي تحقق منذ اربع سنوات. كما صدرت مواقف حيت المقاومة ودعت الى استكمال هذا الانجاز التاريخي بتحرير مزارع شبعا وعميد الاسرى اللبنانيين في السجون الاسرائيلية سمير القنطار.

ومن جانبها، اصدرت السفارة الايرانية في بيروت بياناً باركت فيه للبنانيين المناسبة، معتبرة نفسها «شريكة في هذه الافراح الباهرة والمشاعر الخالدة». وجاء في البيان: «ان الجمهورية الاسلامية الايرانية، باعتبارها السند والمدافع عن لبنان الشقيق وعن قضاياه الحقة والعادلة وحقوقه المشروعة والثابتة، تؤمن ايماناً راسخاً بان الارادة الشعبية المقتدرة والحازمة التي استطاعت الحاق الهزيمة بالمحتل وارغامه على الانسحاب من جزء كبير من الاراضي اللبنانية، لهي قادرة ايضاً على التصدي للاستكبار والحد من عدوانيته على شعوب المنطقة المظلومة لا سيما في فلسطين والعراق وافشال مخططاته التآمرية المشؤومة».