الاختبارات الدراسية موسم ذهبي لترويج المنشطات في السعودية

TT

حور بعض الشباب السعودي المفتاح المحلي للعاصمة السعودية صفر واحد إلى اسم حركي لأشهر الحبوب المنشطة رواجاً في أوساط الشباب «الكبتاجون» وجعلوا من ماركة «الشبح» لسيارة المرسيدس الألمانية دلالة على النوع الفاخر منها «الأمفيتامين».

ويبدأ بعد أقل من أسبوع الموسم الذهبي لترويج تلك المخدرات خلال موسم الاختبارات الذي ينطلق في 29 مايو (ايار) الحالي بين أوساط الطلاب في مختلف المراحل الدراسية والذين يشكلون مصدراً رئيساً لتوزيعها وتعاطيها باعتبار انها تحقق النجاح من خلال تناولهم لها حتى يتمكنوا من السهر لفترات طويلة للاستذكار.

وتحتل حبوب «الكبتاجون، والأمفيتامين» مراكز الصدارة عبر أسمائها الحركية «أبو ملف، أبو هلاليين، الشبح، صفر واحد».

ورغم التشديد الأمني لحظر انتشارها الا أن سهولة إدخالها عبر الحدود السعودية ـ اليمنية في الجنوب يشكل هاجساً أمنياً، ويقوم المهربون بشرائها من اليمن بأسعار زهيدة لا تتعدى نصف ريال سعودي فيما يبيعها في السوق المحلي بمبلغ لا يقل عن 20 ريالاً ويصل أحيانا إلى 50 ريالا حسب الموسم وحجم الرقابة الأمنية.

وقال محمد الأهدل وكيل ثانوية أبها إنه «عادة ما يتم اكتشاف عدد من الطلاب مدمنين لنوع من الحبوب المنشطة خلال فترة الامتحانات النهائية خاصة في الفترة التي تقارب فصل الصيف عندما تلزم حرارة الطقس تشغيل المكيفات في قاعات الامتحانات، وعادة عندما تشتد البرودة يصاب الطالب المتعاطي لهذه المنشطات بحالة تصلب في جسده لا تمكنه من الاستمرار في أداء الاختبار». وركز سعد الأحمري المرشد الطلابي بثانوية الفتح على أهم الدوافع لاستخدام حبوب «الكبتاجون» أو «الامفيتامينا» في ليالي الامتحانات وأيامها. وقال «نظرا لحاجة الطلاب الذين قصروا في التحصيل العلمي على مدى العام الدراسي الى زمن أطول لاستذكار دروسهم فإنهم يتعاطون تلك الحبوب التي تقلل من الحاجة الى النوم الى جانب الوهم القائم بأنها تزيد في القدرة على التركيز والتحصيل، وكذلك الحاجة إلى النشاط ودفع الشعور بالكسل الذي لا يساعد على مواصلة الاستذكار».

و تؤكد الدراسات العلمية والطبية أن تعاطي حبوب «الكبتاجون» أو الحبوب المسهرة، تؤثر على الجهاز العصبي المركزي للإنسان، وتسبب الاضطراب النفسي وتؤدي إلى هلاوس سمعية وبصرية، كما تسبب أمراضا سرطانية في اللثة والفم.

وبحسب الدكتور عبدالله عسيري مدير العيادة النفسية بمستشفى أبها فإن الطالب حينما يحاول الدراسة والاستذكار في الليل فإنه يفاجأ عند الامتحان بالنسيان وذهاب ما استذكره في الليلة السابقة مع تداخل وتضارب المعلومات، ومن هنا يتضح إن أضرار هذه المواد المنشطة بالغة على صحة وعقل وجسم المتعاطي، ولا تفيده بشيء وتظهر على متعاطيها النشوة والحركة غير المنضبطة والنشاط الزائد غير المتزن، وسرعة الغضب، وحب العزلة مع معاناته للاكتئاب والتوتر في النوم أو السهر بشراهة. إضافة الى سوء المظهر الخارجي المتمثل في الملابس الرثة و بطء الكلام وعدم القدرة على الاتزان وزغللة في العينين مع عدم صفاء البشرة كالاصفرار الزائدة والمبالغة في الكذب والسرقة للحصول على المال.

من جهتها، شرعت سلطات الأمن السعودية عبر إدارات مكافحة المخدرات في تكثيف حملات التوعية الوقائية ضد أضرار المنبهات والمنشطات لتوعية أفراد المجتمع بمخاطر تلك الآفة الفتاكة وخصوصاً بين صفوف المراهقين والشباب من طلاب المدارس، وتفتيش بعض المواقع المشبوهة خلال هذه الفترات مع زيادة برامج التوعية في الجهات التعليمية والمدارس لتعريف الطلاب بأضرار المواد المخدرة وبالذات الحبوب المنبهة ومدى اضرارها على الجسم.

وتساهم المؤسسات الدينية في البلاد ومن بينها «هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر» في نشر الوعي الديني بين الطلاب من خلال لمحاضرات الدينية بالمساهمة مع إدارات مكافحة المخدرات إضافة للمشاركة في بعض عمليات القبض على المتعاطين والمروجين.

وتشير ملفات الهيئة الى مساهمتها في القبض على 493 شخصا ممن ثبت استعمالهم أو حيازتهم للمخدر وترويجه أو التعاون على ذلك خلال عام 2002 .