بوش يعلن عن تفاصيل نقل السلطة في العراق والجنرال السابق زيني يتهم إدارته بالإهمال

TT

القى الرئيس الاميركي جورج بوش خطابا سياسيا هاما بشأن خطة جديدة للولايات المتحدة في العراق، يعتبر الاول من سلسلة خطابات من المقرر ان يلقيها تتعلق بتسليم السلطة للعراقيين بعد حوالي 36 يوما. وقال دان بارتيت مدير قسم الاتصالات في البيت الابيض صباح امس على محطة «ايه بي سي» في برنامج «صباح الخير يا اميركا»: ان الرئيس الاميركي سوف يتحدث عن خطة محددة وواضحة في العراق، وذلك بعد اسابيع من الاخبار السيئة للولايات المتحدة التي شملت مشاهد تعذيب اسرى عراقيين وقطع رأس مواطن اميركي وقصف حفل زفاف على الحدود بين العراق وسورية راح ضحيته اكثر من اربعين شخصا وكذلك الخلاف بين احمد الجلبي عضو مجلس الحكم العراقي والادارة الاميركية بعد تفتيش منزله ومصادرة بعض الاوراق واجهزة الكومبيوتر.

وقال بارتيت: «على الرغم من تلك المشاهد سيتحدث الرئيس عن خطة محددة للغاية باتجاه تاريخ 30 يونيو (حزيران)، وما بعده، وهو ما سيسمح للشعب العراقي بأخذ زمام الامور في بلاده». وقال بارتيت ان الرئيس بوش، الذي يتعرض لانتقادات حادة من المعارضة الديمقراطية وحتى من بعض كبار اعضاء حزبه الجمهوري لعدم وجود خطة واضحة بشأن مستقبل العراق، سوف يتحدث عن تفاصيل الوضع الامني بعد تسليم السلطة والوضع السياسي وما سيتم من الناحية العسكرية لحماية الجنودالاميركيين وتعقب من وصفهم «بالاشخاص الاشرار». واضاف بارتيت ان بوش سيتحدث ايضا عن الجانب الدولي للعراق وعملية اعادة البناء.

وقال بارتيت ان اهم ما سيتحدث عنه بوش هو العملية الانتخابية التي من المفترض ان يشارك فيها العراقيون لاختيار حكومتهم بشكل نهائي. واضاف ان مبعوث الامم المتحدة الاخضر الابراهيمي موجود في العراق حاليا وسيعود الى واشنطن هذا الاسبوع ومعه اسماء من يمكنهم ان يخدموا كقادة في «الحكومة الانتقالية» بعد 30 من الشهر المقبل التي ستكون من مسؤوليتها ان تشرف على عملية انتخابية فيما بعد. واضاف بارتيت ان الحكومة الانتقالية لن تتمتع بصلاحيات كاملة حتى بعد قيام العراقيين بانتخاب ممثليهم بانفسهم.

وتابع بارتيت: «ان الرئيس يثق في الابراهيمي تماما والعملية جارية الان. ونتوقع ان تظهر اسماء اعضاء الحكومة الانتقالية في الاسبوع القادم». هذا وتأتي محاولات الرئيس بوش بالظهور بمظهر المخطط الجيد في العراق وان لديه اجندة عمل في العراق مع بدء نشر كتاب جديد صباح الاثنين يتهم ادارة بوش بسوء التخطيط والاهمال وعدم الكفاءة في العراق. ويصدر الكتاب جنرال الجيش المتقاعد انطوني زيني وكتابه اسمه «باتل ريدي» او «المعركة الجاهزة». ويقول زيني في كتابه «ان تصرفات ادارة بوش في العراق قد حولت البلد العربي الى مكان معرض للانفجار في اي لحظة، ومن ذلك احتمال نشوب حرب اهلية. واتهم زيني الذى كان قائدا للقوات الاميركية، بوش بانه اغرق القوات الاميركية فى عدد من اكثر اماكن العالم خطورة، وتابع انه ارسل بنصف عدد الجنود المطلوبين الى العراق، كما انه نشر القوات الاميركية بشكل منهك للقوى في اماكن مختلفة من العالم وباعد بين الولايات المتحدة وبين حلفائها بغير ضرورة وابعد اهتمام اميركا عن الاخطار الحقيقية». واضاف زيني: «انني اعتقد اننا بلا شك على حافة الفشل. اننا ننظر الى الهاوية».

واضاف زيني ان الوضع في العراق يكشف عن تفكير استراتيجي سطحي في منطقة الشرق الاوسط وسوء تخطيط للعمليات على الارض، علاوة على سوء تنفيذ على ارض المعركة، على حد قوله. وكان زيني الذي يحظى باحترام واسع داخل العسكرية الاميركية قد وصف الحرب ضد العراق بانها عملية «خداع للشعب الاميركي».

غير ان بارتيت رداً على هذه الاتهامات بقوله ان هؤلاء القادة العسكريين متقاعدون الان. وقال: «ان الرئيس بوش يستمع الى القادة النشطاء على ارض الواقع والذين يتشاور معهم بمعدل يومي... وحينما يسألهم الرئيس بوش هل لديكم ما تحتاجونه لانهاء مهمتكم فانهم يردون بالقول نعم يا سيادة الرئيس لدينا ما نحتاج».