مقتل جندي نرويجي في هجوم بكابل وأميركا تنفي عبور قواتها حدود باكستان

TT

بينما نفت أميركا عبور قواتها حدود باكستان من أفغانستان, قتل جندي نرويجي واصيب آخر بجراح طفيفة في هجوم على قوة حفظ السلام الدولية في كابل مساء اول من امس، في هجوم بقنبلة قد تكون أطلقت من قاذف صواريخ وأصابت عربة تابعة لقوة المعاونة الامنية الدولية «ايساف» المؤلفة من 6500 فرد والتي تقوم بدوريات في العاصمة الافغانية. ولم تكشف رئاسة الاركان النرويجية هوية القتيل بطلب من اسرته.

وقالت الميجر ريتا لو بيدج ان الجندي كان في قافلة اصيبت بثلاث قذائف مضادة للدبابات «آر بي جي» مساء الاحد بينما كانت تقوم في دورية في القطاع الذي تتمركز فيه القوات البريطانية والالمانية العاملة في اطار القوة الدولية على طريق جلال اباد المؤدي الى كابل.

وقالت الميجر ريتا لو بيدج: «أعتقد ان قنبلة لم تصب هدفها في حين أصابت قنبلة اخرى العربة. كان في العربة اربعة جنود. اعتقد ان هذا اول نرويجي يقتل في بعثة ايساف». ووقع الهجوم حوالي الساعة التاسعة مساء بالتوقيت المحلي على الطريق المؤدي الى خارج كابل تجاه جلال اباد حيث توجد عدة قواعد تابعة لقوة المعاونة الامنية الدولية. وأغلقت قوات حفظ السلام البريطانية المنطقة وحلقت طائرة هليكوبتر فوق مكان الهجوم.

وفي اوسلو اعلن الجنرال ثورشتاين سكياكر للاذاعة النرويجية ان قوات ايساف اعتقلت شخصين بعد الهجوم. وقال: «القوات البريطانية هي التي اعتقلت الرجلين اللذين يتم حاليا استجوابهما. من المبكر القول ما ان كانا وراء هذا الهجوم او اذا كانا مرتبطين به». ويتمركز 231 جنديا نرويجيا في كابل في اطار قوة حفظ السلام التابعة لحلف شمال الاطلسي والمتمركزة في كابل ومدينة قندوز (شمال).

ومنذ انتشار القوة الدولية في كابل بعد سقوط نظام طالبان في نهاية 2001 شهد الامن تحسنا كبيرا في العاصمة الافغانية. لكن القوة تتعرض باستمرار لهجمات. فقد اصيب جندي من قوة حفظ السلام في وقت سابق من الشهر الجاري في هجوم صاروخي على قاعدة تستخدمها قوة المعاونة الامنية. وقتل كندي وبريطاني من قوة حفظ السلام في هجومين انتحاريين منفصلين في كابل في يناير (كانون الثاني) الماضي. واضافة الى قوة حفظ السلام هناك 20 الفاً من القوات بقيادة الولايات المتحدة في أفغانستان لمطاردة مقاتلي حركة طالبان الافغانية وأعضاء تنظيم القاعدة. وبمقتل الجندي النرويجي يرتفع الى 83 عدد عسكريي القوة الدولية الذين قتلوا في افغانستان.

على صعيد آخر قالت القوات الاميركية امس ان قواتها في افغانستان لم تتجاوز الحدود الى داخل باكستان وهي تتعقب فلول القاعدة وطالبان رغم شكاوى اسلام اباد بأنها فعلت ذلك. وقال متحدث باسم القوة في افغانستان في مؤتمر صحافي في كابل انه يأمل الا تعرقل مثل هذه المزاعم الحرب على الارهاب.

واكد الاميركيون انهم اضطروا لتجاوز الحدود الى باكستان في الثاني من مايو (ايار) الحالي. الا ان هذه كانت المرة الاخيرة التي يقع فيها مثل هذا الخطأ. واشتكى الجيش الباكستاني من انه وقع تجاوز مماثل في 20 مايو. وينطوي الامر على حساسية خاصة لباكستان حيث يواجه الرئيس برويز مشرف، حليف واشنطن في حملتها ضد فلول المتشددين الاسلاميين، انتقادات من معارضين يرون انه قريب اكثر مما يلزم من الاميركيين.

وقال المتحدث العسكري اللفتنانت كولونيل تاكر مانساغر: «بحثنا هذه المزاعم بدقة ويمكن ان نقول بدون شك ان قوات الائتلاف تقوم بعمليات على الجانب الافغاني من الحدود فقط. سنواصل التحقيق في المزاعم ونأمل في الا تصرف الجهود عن مصالحنا المشتركة في الحرب العالمية ضد الارهاب».

وشدد على ان القوات الاميركية والباكستانية على جانبي الحدود «تتعاون عن كثب». وقال ان ممثلين عسكريين في اسلام اباد يلتقون بعسكريين باكستانيين يوميا في الاغلب كما ان قائد القوات الاميركية في افغانستان يزور باكستان تقريبا كل شهر.

ويعرب الجنود الاميركيون عن ضيقهم لعدم تمكنهم من عبور الحدود الى باكستان لملاحقة المتشددين ويتساءل المسؤولون الاميركيون عن مدى التزام الباكستانيين بالتعهد بمطاردة مقاتلي القاعدة المشتبه بهم في الحزام القبلي بالمنطقة التي تتمتع بما يشبه الحكم الذاتي.