ربما يؤجل جون كيري المنافس الديمقراطي الأميركي لمنصب الرئيس ترشيحه الرسمي لمدة شهر بعد عقد المؤتمر القومي للحزب في اواخر يوليو (تموز). وهو تكتيك غير مسبوق اوضح فريق حملته الانتخابية انه سيقضي على التميز المالي للرئيس بوش في الانتخابات العامة التي ستعقد في نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل.
وهذه الاستراتيجية مملوءة بالكثير من التعقيدات السياسية والقانونية، الا ان مستشاري كيري ذكروا انها ستحل العقبة الرئيسية التي يواجهها في الخريف المقبل: احتمال السماح لميزانية حملته الانتخابية بالاستمرار لمدة خمسة اسابيع اكثر من الرئيس بوش.
وتجدر الاشارة الى انه فور ترشيح كل من بوش وكيري رسميا من قبل حزبيهما، فلن يسمح لهما بجمع وانفاق التبرعات الخاصة، بل سيتلقى كل منهما 75 مليون دولار من الحكومة الفيدرالية لنفقات الحملة.
وبتأجيل ترشيحه الرسمي ـ وهو تصرف لم يسبق له مثيل من مرشح رئاسي ـ يمكن لكيري انفاق التبرعات الخاصة التي حصل عليها لفترة اطول ويحصل على الميزانية الرسمية في نفس الوقت مع بوش. وسيرشح بوش من قبل مؤتمر الحزب الجمهوري في اوائل سبتمبر (ايلول) في نيويورك، قبل خمسة اسابيع من مؤتمر الحزب الديمقراطي في بوسطن.
وقد اوجز سيناتور ولاية ماساشوسيتس عندما وجه اليه سؤالا حول احتمال تأجيل ترشيحه مكتفيا بالقول: «لم يتخذ القرار بعد، ولكني اؤيد أي خطوة تؤدي الى المساواة». ويؤكد امكان تأجيل الترشيح الاهمية المتزايدة للمال في حملة انتخابات الرئاسة للعام الحالي. كما تشرح التآكل المستمر لنظام التمويل العام، في الوقت الذي يسعى فيه المرشحون الى وسائل جديدة لزيادة ما يمكن ان يحصلوا عليه وما ينفقونه من تبرعات.
واكد مساعدو كيري ان فكرة تأجيل الترشيح لا تزال في مرحلة مبكرة، وهي واحدة من عدد من البدائل المطروحة، مثل الاعتماد على فروع الاحزاب في الولايات وعلى مؤتمر الحزب الديمقراطي القومي لجمع التبرعات خلال فصل الخريف. الا ان بيل ريتشاردسون حاكم ولاية نيومكسيكو ورئيس مؤتمر الحزب الديمقراطي القومي اصدر بيانا اشار فيه الى اعتقاده بأن القرار «اتخذ بالفعل».
واوضح ستيفن وايزمان، مساعد مدير «معهد سياسة تمويل الحملات» التابع لجامعة جورج واشنطن، ان قيود الانفاق الحالية بالنسبة للمرشحين الذين يقبلون التمويل الفيدرالي طبقا لبرنامج تم اطلاقه عام 1974 «لم يعد واقعيا». وفي الواقع فإن كيري وبوش حطما الارقام القياسية في جمع التبرعات، فقد تمكن الأول من جمع تبرعات اكثر من بوش مؤخرا، بالرغم من ان الرئيس يتميز على المرشح الديمقراطي في ما يتعلق بالمبالغ التي يحتفظ بها في المصارف، وهي 72 مليون دولار مقابل 28 مليونا لكيري.
ولأول مرة، رفض المرشحان الرئاسيان قبول التمويل العام للانتخابات التمهيدية، مما سمح لهما بالحصول على تبرعات غير محدودة الى ان يعقد المؤتمر القومي لكل من حزبيهما. وكان المرشحون السابقون، لا سيما من غير اصحاب المناصب الذين التزموا بقيود الانفاق في الانتخابات التمهيدية، يفلسون قبل عقد مؤتمر الحزب القومي الحزبي، وفي الوقت نفسه لم يتمكنوا من الحصول على التمويل الفيدرالي بسرعة كافية.
*خدمة «لوس انجليس تايمز» ـ خاص بـ«الشرق الأوسط»