استهل رئيس الوزراء الجورجي زوراب جفانيا زيارته للعاصمة الروسية التي تستغرق يومين بلقاء مع سيرغي لافروف وزير الخارجية مشيرا إلى انه وصل إلى موسكو يحمل معه «حزمة كبيرة من المقترحات». ورغم ان المسؤول الجورجي لم يكشف هذه المقترحات، فقد اشار إلى ان الجانبين «تناولا خلال الاشهر الاخيرة قضايا لم يكونا ليصلا إلى حل بشأنها وحسب بل ولم يكونا ليتطرقا إليها على الاطلاق».
واشارت المصادر إلى ان جفانيا بحث في لقائه مع لافروف قضية تسوية الاوضاع مع كل من ابخازيا واوسيتيا الجنوبية في اطار ما سبق ان ناقشه الجانبان خلال الزيارة الاخيرة التي قام بها ايغور ايفانوف سكرتير مجلس الامن القومي الروسي للعاصمة الجورجية.
وقالت المصادر بتقدم الجانبين على طريق تلمس نقاط الاتفاق من اجل التوصل إلى تسوية مناسبة للنزاع القائم حول عودة ابخازيا واوسيتيا الجنوبية إلى جورجيا بعد انفصال من جانب واحد منذ مطلع التسعينيات من القرن الماضي. وقد بدا واضحا ان هاتين القضيتين تتصدران اليوم قائمة اهتمامات الجانبين. وقد صارت جورجيا تدرك، اكثر من ذي قبل، استحالة التوصل إلى حل مناسب دون وساطة العاصمة الروسية.
وكانت موسكو قد ادت دورا محوريا في نزع فتيل التوتر العسكري ابان الازمة التي اسفرت عن استقالة الرئيس الجورجي السابق ادوارد شيفارنادزه بوساطة من جانب ايفانوف سكرتير مجلس الامن القومي الروسي. وقد ساهم هذا الرجل ايضا في حل الازمة التي هددت بحرب مع ادجاريا بإقناع رئيسها اصلان اباشيدزه بالرحيل معه على متن طائرته إلى موسكو.
وكان الرئيس الجورجي ميخائيل ساكاشفيلي قد اعلن صراحة ان هاتين القضيتين تشغلان موقعا متقدما على خريطة علاقات جورجيا مع الكرملين. وهو ما يعني ضمنا رغبته في عدم الخوض فيهما مع الاطراف المباشرة. وقالت المصادر ان جفانيا يناقش في موسكو مسألة استئناف عمل السكك الحديدية بين روسيا وجورجيا عبر ابخازيا وعودة اللاجئين إلى ديارهم في ابخازيا.
ومن المقرر ايضا ان يلتقي جفانيا مع جيرمان غريف وزير العلاقات الاقتصادية الخارجية وعدد آخر من المسؤولين الروس في قطاع الطاقة لبحث المسائل المتعلقة بالتعاون الاقتصادي واستئناف امداد جورجيا بالغاز الروسي. وقالت ان تبليسي تعول كثيرا على الاستثمارات الروسية. وقد تم الاعلان عن مشاركة عدد كبير من رجال الاعمال الروس في المؤتمر الذي سيعقد في العاصمة الجورجية لبحث هذه القضايا في 27 ـ 29 من الشهر الجاري.