أبو حمزة المصري يواجه 11 تهمة تتعلق بالإرهاب في أميركا بينها تهمة احتجاز رهائن في اليمن

الشرطة اعتقلته في الثالثة صباحا ووفرت مصحفا وسجادة صلاة بزنزانته * نجله يلقي خطبة الجمعة اليوم

TT

اعلنت الشرطة البريطانية ان ابو حمزة المصري مسؤول منظمة «انصار الشريعة» بلندن الذي تقدم باستئناف ضد قرار الحكومة البريطانية تجريده من جنسيته البريطانية، اعتقل فجر امس في لندن في اطار طلب تسليم مقدم من الولايات المتحدة.

وذكرت السلطات الاميركية ان ابو حمزة يواجه 11 تهمة تتعلق بالارهاب في الولايات المتحدة، بينها تهمة احتجاز رهائن تصل عقوبتها الى الاعدام او السجن مدى الحياة. ويتهم ابو حمزة، 47 عاما، كذلك بمساعدة تنظيم «القاعدة» الذي يتزعمه اسامة بن لادن. واعتقل ابو حمزة في لندن بناء على مذكرة ترحيل اميركية.

وتتضمن اللائحة التي اقرتها هيئة محلفين اميركية كبرى في 19 ابريل (نيسان) الماضي اتهام أبو حمزة باحتجاز رهائن، فيما يتصل بهجوم وقع في اليمن في ديسمبر (كانون الاول) عام 1998 وأسفر عن مقتل اربعة من الرهائن. وقال مصدر امني رفيع: «هذه القضية قد يستغرق البت فيها شهورا طويلة». وفي حال موافقة بريطانيا على تسليم الاصولي المصري الى واشنطن، فانه سيتعين على الولايات المتحدة التعهد بعدم انزال عقوبة الاعدام التي الغيت في بريطانيا. من جهته، اكد متحدث باسم شرطة اسكوتلنديارد ان «وحدة التسليم والمساعدة الدولية للشرطة اعتقلت ابو حمزة في منزله حوالي الساعة الثالثة بالتوقيت المحلي (2.00 بتوقيت غرينتش) في اطار طلب تسليم» مقدم من الولايات المتحدة.

وقال الاسلامي المصري هاني السباعي مدير مركز «المقريزي للدراسات» بلندن انه كان مع ابو حمزة في منزله حتى الساعة الثانية عشرة ليلا، وعند خروجه شاهد سيارة «فان» حمراء مغلقة تقف امام بوابة المنزل بداخلها شخص بريطاني ابيض اللون. واعرب عن اعتقاده ان السيارة تعود لاجهزة المخابرات البريطانية. وقال انه تلقى اتصالا هاتفيا في الساعة الرابعة صباح امس من ياسر نجل ابو حمزة يبلغه انه مع اشقائه ووالدته في الطريق الى احد الفنادق القريبة في منطقة هامر سميث على نفقة اسكوتلنديارد حتى تنتهي الشرطة من تفتيش المنزل. من جهته، قال المتحدث باسم شرطة اسكوتلنديارد لـ« الشرق الاوسط» «ان نسخة من القرآن الكريم وسجادة صلاة وكتبا اسلامية كانت متوفرة في زنزانة ابو حمزة قبل وصوله اليها». واعرب عن اعتقاده ان جهاز الشرطة سيوفر عناية خاصة بأبو حمزة نظرا لاعاقته. واحتجز ابو حمزة في مركز شرطة بادنغتون غرين بوسط لندن قبل مثوله ظهر امس امام محكمة بيل مارش حيث وجه اليه الاتهام رسميا، كما افاد المتحدث باسم اسكوتلنديارد. وكشفت مصادر الداخلية البريطانية «ان ضباطا من المباحث الاميركية قضوا الاسابيع القليلة الماضية في تنسيق مباشر مع فرقة مكافحة الارهاب البريطاني لاعداد ملف طلب ترحيل الاصولي المصري الى اميركا». الى ذلك، كشف اصوليون مقربون من «منظمة انصار الشريعة» لـ«الشرق الاوسط» في لندن «ان نجله محمد سيلقي اليوم خطبة الجمعة باللغة العربية في الشارع، وسيترجم ابو عزيز مدير الاتصالات في المنظمة الخطبة الى اللغة الانجليزية». وقال ابو عزيز لـ«الشرق الاوسط» «ان الخطبة ستستمر في الشارع حتى يوم الدين». وقالت مصادر مقربة من مكتب محامية الاصولي المصري مسز مدثر آرني: «ان ترحيل ابو حمزة الى اميركا سيمر بمعركة قانونية طويلة الامد، بالنظر لحالات مماثلة يحتجز فيها اصوليون في سجن بيل مارش شديد الحراسة منذ عام 1998». وكان وزير الداخلية البريطاني ديفيد بلانكيت قد ارسل في الخامس من ابريل (نيسان) 2003 رسالة الى ابو حمزة ابلغه فيها تجريده من الجنسية البريطانية التي حصل عليها بزواجه سنة 1981 من بريطانية انفصل عنها بعد ذلك.

وقد ارادت لندن قبل اعتقال ابو حمزة المصري المولود في الاسكندرية لأب ضابط في الجيش المصري تجريده من الجنسية، لتتمكن من ابعاده.

وقرر القضاء البريطاني في 26 ابريل تأجيل الاستئناف المقدم من ابو حمزة ضد قرار تجريده من الجنسية الى العاشر من يناير (كانون الثاني) 2005.

وكان ابو حمزة الذي فقد يديه واحدى عينيه في انفجار في افغانستان حيث كان يحارب ضد الاحتلال السوفياتي قد عزل في الرابع من فبراير (شباط) 2003 من منصبه كإمام لمسجد فينسبري بارك (شمال لندن) بسبب «تصريحات غير لائقة». كما اغلق المسجد على الاثر.

ومنذ ذلك الحين، واصل الاصولي المصري القاء خطب الجمعة في الشارع امام عشرات المصلين بكلمات محسوبة نسبيا بالانجليزية وداعية الى «الجهاد» بالعربية.