مقتل المترجم السعودي في المنطقة الخضراء ببغداد يجلب الموت لزملائه

TT

بغداد ـ رويترز: عندما يصل العراقيون الى مقر عملهم في مبنى السلطة التي تحكم بلادهم يُواجهون بتذكرة مؤلمة بالمخاطر القاتلة التي يواجهونها. فشارة الحداد السوداء المعلقة على نقطة تفتيش عند مدخل مقر سلطة الاحتلال في بغداد تعلن سقوط «الشهيد محمد غازي السعودي» وتهز نسمات الهواء صورته المعلقة فوق تحصينات من أكياس الرمال. يقول زملاء السعودي الذي كان يعمل مترجما عند بوابة المجمع المعروف باسم «المنطقة الخضراء» انه قتل بطلق ناري أمام منزله. وقال عراقي حل محل السعودي في العمل مع القوات الاميركية عند نقطة التفتيش «كان يتوقع الموت كل يوم لانه يعمل مع الاميركيين».

وأضاف بديل السعودي الذي رفض ذكر اسمه انه أصبح أكثر حذرا منذ مقتل زميله. وأضاف «اتوقع أن أُقتل في أي وقت. لكن يجب أن أعمل لأعيش». وقتل أيضا مترجمون يعملون مع منظمات اعلامية غربية. ومع تداعي الاقتصاد العراقي بسبب العنف المستمر لا يجد المترجمون العراقيون فرص عمل تذكر خارج مقر الادارة الاميركية المحصن. وقالت مترجمة رفضت مثل غيرها الادلاء باسمها «أساعد زوجي. يجب أن ندفع الايجار ونطعم الاطفال ونكسيهم». ومنذ أن بدأت العمل مع السلطة التي تقودها الولايات المتحدة قبل بضعة أشهر، حاول مهاجمون مرتين اخراج سيارتها عن طريقها، لكنها واثقة من أن الواقعتين كانتا تتعلقان بعملها الذي تبقيه سرا عن الجميع باستثناء أفراد اسرتها.

وقالت ان المقاومين خطفوا صديقا لها يعمل مترجما في جامعة في بغداد ثم أطلقوا سراحه. وبعد فترة وجيزة خطف مترجم يحمل الاسم نفسه ويعمل لدى القوات الاميركية وقتل. وأضافت «يصيبني ذلك بالهوس من أن اقتل». وتساءلت عما اذا كان الراتب الذي تتقاضاه وهو 500 دولار شهريا يستحق هذه المخاطرة. فقبل الغزو الذي قادته الولايات المتحدة على العراق كانت تتقاضى عن عملها كمترجمة مثلي هذا المبلغ. وقال مترجم آخر ان زملاءه تلقوا خطابات كتبت بالدم تحذرهم من الترجمة لسلطة الاحتلال وإلا واجهوا الموت. وأضاف « أن لهم أسلوبا مميزا في التهديد. فهم يرسلون الخطابات ثلاث مرات وفي المرة الرابعة يكون الخطاب مكتوبا بالدم». وتابع أن احد زملائه قتل بالرصاص الشهر الماضي «اطلقوا رصاصتين أو ثلاثة على وجهه من كاتم صوت». ورفض ذكر اسم القتيل.

وتابع أن زميلا اخر أطلقت عليه النار في الشارع لدى ذهابه لدفع فاتورة الغاز. وقال لن أترك عملي. اعتقد أن قوات الاحتلال جاءت لمساعدتنا لذلك يتعين علينا مساعدتها. ويتعين علي كذلك اعالة أسرتي». ويقدر اللفتنانت كولونيل دان باجيو الذي يعمل في المكتب الاعلامي بالمنطقة الخضراء المخاطر التي يتحملها المترجمون. ويقول «ان القيام بهذا العمل يتطلب شجاعة كبيرة.. نحاول احترام رغبتهم في إخفاء هويتهم».