التحذير الأميركي الجديد من هجمات لـ «القاعدة» جاء بعد اعتراض اتصالات في بلد ثالث تشبه اتصالات ما قبل هجمات سبتمبر

TT

أعلنت وزارة العدل الاميركية ومكتب المباحث الفيدرالي (اف. بي. آي) عن بداية حملة جديدة لاحباط هجوم ارهابي محتمل في الولايات المتحدة هذا الصيف، مشيرين الى معلومات استخباراتية غامضة لكن «موثوقة» بأن تنظيم «القاعدة» يوشك ان يفي بوعده بشن حملة على الاراضي الاميركي مرة اخرى.

وافاد وزير العدل جون آشكروفت، ومدير مكتب المباحث روبرت مولر انه تم البدء بسلسلة من المقابلات مع مواطنين في جميع انحاء الولايات المتحدة بهدف تطوير المزيد من المعلومات الاستخباراتية حول احتمال وقوع هجمات، وتشكيل مجموعة عمل في الصيف لتنسيق جهود احباط المخطط المحتمل. كما وجها نداءات الى الرأي العام للمساعدة في تحديد مكان 6 اشخاص كان قد اعلن سابقاً عن ميولهم الارهابية، كما كشفا انهما اصدرا اوامر بالبحث عن شخص سابع، وهو اميركي يدعى آدم يحيى غاداهن، ويعرف ايضاً باسم آدم بيرلمان.

وفي المؤتمر الصحافي ذكر كل من آشكروفت ومولر ان المقابلات ستكون على غرار برنامج مقابلات لمكتب المباحث طبق قبل الحرب على العراق. وقد ركزت تلك المقابلات على مناطق يقطنها مسلمون، واثارت القلق من احتمال استهداف اشخاص بطريقة غير عادلة، وإن كان آشكروفت قد قال ان تلك المقابلات اسفرت عن معلومات قيمة تسببت في «حماية حياة الاميركيين».

واشار مسؤولون الى انه لم يتم اعداد تفاصيل البرنامج الجديد، بالرغم من ان مولر ذكر ان المقابلات تجري بناء على «معلومات استخباراتية» ولا تستهدف جماعة معينة.

وقال آاشكروفت ان مجموعة العمل ستركز على احتمال تطوير تهديدات في فصلي الصيف والخريف، وتنسيق المعلومات الاستخباراتية، والتحليل والعمليات الميدانية. وذكر مسؤول في مكتب المباحث ان تشكيل المجموعة لم يتقرر بعد.

وذكر اعضاء في ديمقراطيون في الكونغرس ونقابات عمال مؤيدة لمرشح الرئاسة جون كيري ان توقيت الاعلان عن التهديدات ربما يهدف الى ابعاد الانظار عن الموقف المتدهور في العراق.

غير ان المتحدث باسم البيت الابيض، سكوت ماكليلان، نفى هذه الادعاءات، وقال «ان الرئيس يعتقد انه من المهم تبادل المعلومات بطريقة مناسبة. اننا نفعل ذلك عبر العديد من الطرق عندما يتعلق الامر بالنظر الى التهديدات التي نواجهها هنا» في الولايات المتحدة.

وذكر عدد من المسؤولين الاميركيين في الآونة الاخيرة انهم تلقوا معلومات استخباراتية عامة لكن مؤكدة تشير الى ان «القاعدة» لا تزال مصممة على ادخال نشطاء الى الولايات المتحدة وشن هجمات فيها.

وفي الوقت الذي ذكر فيه آشكروفت ومولر انه ليست لديهما اية معلومات استخباراتية تتعلق بالتوقيت او مكان الهجوم، فإن السلطات تلقت معلومات استخبارية «مترابطة» تشير الى هجوم كبير، طبقا لمسؤول كبير في سلطات تطبيق القانون تقاعد قبل فترة. وقال هذا المسؤول: «هناك بعض التهديدات الصادقة بدرجة كبيرة، واحدة منها على وجه الخصوص». واضاف المسؤول الذي طلب عدم ذكر اسمه ان معظم تلك المعلومات تجمعت في الاشهر الاخيرة من خلال اعتراض اتصالات من بلد على وجه الخصوص، وانه يشابه بطريقة مخيفة المعلومات الاستخبارية التي ترددت قبل 11 سبتمبر (ايلول) 2001 والتي تحدث فيها نشطاء عن توقع حدث كبير وقريب.

وتشير المعلومات الاستخبارية الى هجوم كبير قد يقع في نقطة ازدحام في شبكة السكك الحديدية في منطقة ما على طول الممر الشمالي الشرقي، من نيويورك الى العاصمة واشنطن وربما بوسطن في الشمال، طبقا لما ذكره المسؤول السابق. ولمواجه ذلك وزع مكتب المباحث وغيره من الوكالات الحكومية عددا كبيرا من العملاء لمراقبة خطوط السكك الحديدية، مما ادى الى قلق اضافي، طبقا لما ذكره المسؤول السابق وعدد من السلطات التي تعمل في مجال مكافحة الارهاب.

وقد تحول التحذير من الهجوم المحتمل الى قضية صراع بين الحزبين الرئيسيين في الولايات المتحدة. وقال المرشح الديمقراطي المحتمل للانتخابات المقبلة جون كيري: «أعتقد أن كل من استمع إلى الأخبار الليلة (قبل الماضية) أو قرأ الصحف صباح (امس) فوجئ بخطورة القلق الذي تبثه هذه الإدارة». وأضاف أن الخطر المعلن يكشف عجز الحكومة عن حماية القطارات من هجمات محتملة وفشلها في مراقبة وتفتيش الحاويات التي تعبر الموانئ الأميركية. وتابع قائلاً: «نحن نحتاج إلى رئيس للولايات المتحدة لا يحول سلامة الوطن إلى مناسبة لالتقاط الصور أو زاد للحملات الخطابية».

لكن مسؤولي الإدارة قالوا انهم يبذلون جهودا كبيرة لتأمين المناسبات الكبيرة التي ستشهدها الولايات المتحدة خلال الاشهر المقبلة. وقال المسؤولون ان أكبر مشكلة تواجهها قمة مجموعة الثماني تكمن في ان فعاليات تلك القمة ستجري في أكثر من 12 موقعا تبعد أكثر من 50 ميلا عن بعضها البعض، من سافانا في جورجيا إلى جاكسونفيل في فلوريدا. وسيعقد الكثير من الفعاليات في مواقع معزولة بما في ذلك اجتماع القمة في سي آيلاند بجورجيا. وقال آسا هتشيسون، وكيل وزارة الامن الداخلي: «سنكون على أعلى درجة من الإجراءات الأمنية التي تشهدها أية مناسبة قومية في كل تاريخ أمتنا».

وقال المسؤولون الأميركيون انهم يخشون أن يلجأ الإرهابيون المفترضون إلى تنفيذ عدة هجمات متزامنة ضد «أهداف سهلة»، مستخدمين شاحنات تفجر عن طريق التحكم عن بعد، مع تفادي الأماكن ذات المعاني الرمزية العالية. واشار المسؤولون الى اهداف محتملة مثل مراكز التسوق ومحطات القطار والفنادق والاماكن السياحية والمعابد المسيحية واليهودية.

* خدمة «لوس أنجليس تايمز» و«واشنطن بوست» ـ خاص بـ «الشرق الاوسط»