نواب ومعارضون يطالبون بـ «استقالة وإقالة»الحكومة اللبنانية بعد المواجهات مع المتظاهرين

TT

طالب نواب لبنانيون معارضون من اتجاهات مختلفة بـ«استقالة الحكومة» في ضوء المواجهات الدامية التي حصلت امس بين المتظاهرين والقوى الامنية واسفرت عن وقوع قتلى وجرحى. فعلى صعيد المعارضة المسيحية، اسف النائب بطرس حرب لـ«تحول عملية الاعتراض على سياسة الحكومة التنفيذية لشعبنا الى مواجهة بين الشعب الجائع وابنائه من الجيش اللبناني. وان يسقط نتيجة هذه المواجهة ضحايا». وقال النائب حرب، وهو وزير سابق، في تصريح ادلى به امس «بصرف النظر عن اسباب الحادث الامني وظروفه، من غير الجائز تغييب المسؤولية وهوية المسؤولين الحقيقية وعن ما آلت اليه حالة البلاد التي دفعت بالمواطنين الى التظاهر والاحتجاج على سياسة التجويع التي اتبعتها الحكومة». وطالب بـ «اجراء التحقيق حول ظروف حصول الحادث الامني». كما طالب الحكومة «بتحمل مسؤولياتها في ادارة شؤون البلاد». ودعاها الى «الرحيل لا سيما ان هذه الحكومة لم تحظ يوماً بثقة الشعب اللبناني». كذلك، تخوفت النائبة نايلة معوض من «انفجار اجتماعي كبير». واسفت ان «يكون الجيش اللبناني الذي هو رهاننا الوحيد لنا وللوطن وصل الى مواجهة مباشرة ويبدو انها كانت عنيفة». واملت ان «تكون الاخبار غير صحيحة وان لا يواجه الجيش اللبناني شعبه لان الجيش والمتظاهرين هم اولادنا جميعاً». ثم قالت: «عندما حذرنا من هذا الوضع المتأزم قالوا لنا اننا نبالغ ولكن فلينظر الجميع الى اين وصلنا. وانا اخشى ان يكون هذا الموضوع انطلاقة نحو مرحلة اولى لانفجار يكبر حيث كبرت صرخة الناس الذين جاءوا ويئسوا وهم غير قادرين على تحمل الاوضاع».

وانتقد النائب نعمة الله ابي نصر «حكومات» الحريري التي تعاقبت على الحكم منذ الطائف حتى اليوم معتبراً ان «شعارها كان الوفاق والنمو لكن الوفاق تحول الى نفاق وزرع الشقاق والخلافات بين النقابات والعمال، حتى بين اهل الحكم انفسهم». من ناحية أخرى، في الأوساط الاسلامية واليسارية، اعتبر النائب الدكتور اسامة سعد انه من «الضروري توظيف الحركة الشعبية لخدمة اهداف شعبية وليس لخدمة اهداف سياسية». وقال سعد وهو خصم محلي لرئيس الحكومة رفيق الحريري، في حديث تلفزيوني امس «ان الحكومة يجب ان تسقط لانها عاجزة عن معالجة المشكلات المتراكمة في البلد»، مشيراً الى ان «المسؤولية عن تردي الاوضاع عامة. ويجب ان تتبلور ارادة شعبية تقود حركة جديدة نحو تغيير ديمقراطي سلمي».

في هذه الأثناء، اعتبر الرئيس السابق للحكومة الدكتور سليم الحص في تصريح ادلى به امس ان «الناس لا تقبل اية اعذار او ذرائع لاطلاق النار على متظاهرين من اجل لقمة العيش بعد سنوات طويلة من التدهور الاجتماعي»، ورأى انه «لا يجوز لقوات الدولة في اي حال من الاحوال ان تواجه المنتفضين لحياة كريمة لاطفالهم وعيالهم بالنار والرصاص». وقال: «ان احداث اليوم (امس) انما تدين المسؤولين على غربتهم عن شعبهم كما على سوء ادائهم الفاضح».