الرئيس شيراك يزور ليبيا في يونيو المقبل

TT

علمت «الشرق الأوسط» من مصادر متطابقة عربية وفرنسية في باريس أن الرئيس الفرنسي جاك شيراك سيقوم بزيارة الى ليبيا ستكون على الأرجح في النصف الثاني من شهر يونيو(حزيران) المقبل. ووفق المعلومات التي حصلت عليها «الشرق الأوسط»، فإن هذه الزيارة ستتم إما في 19 يونيو (حزيران) المقبل أو في 29 منه، أي عقب القمة الأطلسية التي سيشارك فيها شيراك، والتي ستلتئم في اسطنبول في 28 من الشهر نفسه.

وإذا ما تمت هذه الزيارة وفق ما هو متوقع، فإنها ستكون أول زيارة لرئيس فرنسي الى ليبيا منذ استقلالها عام 1951، وثالث زيارة لزعيم غربي الى طرابلس. وسبق شيراك الى العاصمة الليبية هذا العام رئيس الوزراء الإيطالي سيلفيو برلسكوني ونظيره البريطاني توني بلير الذي زار ليبيا في نهاية شهر مارس(اذار) الماضي.

وكان سيف الإسلام القذافي، نجل الزعيم الليبي ورئيس «مؤسسة القذافي للأعمال الخيرية»، قد نقل دعوة رسمية الى الرئيس شيراك لزيارة ليبيا عقب تسوية ملف تعويضات ضحايا طائرة «يوتا» الفرنسية، بداية العام الجاري. حينها، قبل شيراك الدعوة، وأبلغ سيف الإسلام بذلك، وبدأت الدوائر المعنية في الجانبين البحث عن موعد يلائم الطرفين.

وما يؤكد حصول الزيارة الشهر المقبل، إلغاء وزيرة الدفاع الفرنسية ميشال أليو ـ ماري مشروعا للذهاب الى طرابلس أوائل الشهر المقبل، في إطار جولة كانت ستشمل الجزائر وليبيا. ذلك انه ليس من الجائز بروتوكوليا أن تسبق وزيرة الدفاع رئيس الجمهورية الى عاصمة أجنبية بأيام قليلة. وبأي حال، فإن زيارة شيراك تعكس رغبة فرنسية بدفع العلاقات الثنائية مع ليبيا الى آفاق جديدة. ولا تريد باريس أن يتم التقارب الليبي مع الولايات المتحدة وبريطانيا الذي توثق بعد تخلي ليبيا عن برامجها النووية وبرامج أسلحة الدمار الشامل الأخرى، على حساب المصالح الفرنسية.

وحسب المصادر الفرنسية، فإن باريس تريد مساعدة ليبيا على الإسراع في الانضمام الى مسار برشلونة الذي تنتمي إليه كل الدول المغاربية.

واضافة الى توثيق العلاقات الثنائية ومساعدة الشركات الفرنسية المهتمة بالسوق الليبية على تقوية مواقعها، بما في ذلك في القطاع النفطي الليبي، فإن باريس ترغب في التنسيق مع ليبيا في ما يخص القارة الأفريقية التي كانت في الماضي، وخصوصا التشاد، سببا للاحتكاك وحتى الحرب غير المعلنة بينهما. وترى باريس أنه بعد إغلاق ملف «يوتا» والملف القضائي الخاص بليبيا أمام المحاكم الفرنسية، لم يعد ثمة ما يمنع الطرفين من المضي قدما في تطوير علاقاتهما وهو ما تؤشر إليه زيارة شيراك. وبعد إتمام زيارة شيراك لطرابلس، يبقى السؤال المطروح وهو متى يزور العقيد القذافي باريس بعد زيارته الرسمية الاخيرة الى بلجيكا والى مقر الاتحاد الأوروبي في بروكسل.