لبنان: كرامي أرجأ قرار الاستنكاف عن خوض المعركة الانتخابية بانتظار مساعي «اللحظة الأخيرة»

القاء قنبلة على مطعم في بلدة سير وإصابة ستة بجروح

TT

انتظر الطرابلسيون يوم امس الخميس من الرئيس السابق للحكومة عمر كرامي اطلاق موقف من العملية الانتخابية المقررة يوم الاحد المقبل في محافظة الشمال، وصفته مصادر مطلعة بـ«المتفجر»، خصوصاً بعد ما تردد في ساعة متأخرة من ليل اول من امس من انه يتجه للانسحاب من المعركة نتيجة لما آلت اليه الاتصالات والمشاورات الجارية منذ نحو شهر والداعية الى التوافق على لائحة واحدة في عاصمة شمال لبنان. وكان خصوم الرئيس كرامي السياسيون، المتمثلون بوزير الاشغال العامة والنقل نجيب ميقاتي ووزير التربية سمير الجسر (ممثل تيار الرئيس رفيق الحريري في الشمال) و«التكتل الطرابلسي» الذي يضم النواب محمد الصفدي ومحمد كبارة وموريس الفاضل، قد اعلنوا لائحة مكتملة من 24 مرشحاً برئاسة المهندس رشيد جمالي اطلقوا عليها اسم «لائحة طرابلس» وحملت شعار «آن الاوان (اي للتغيير)».

وأمس ذكرت مصادر متابعة لسير المعركة الانتخابية في طرابلس ان كرامي آثر الانكفاء عن خوض هذه المعركة بعدما وصلت الأمور الى افق مسدود، ووجد نفسه امام خيارين: اما القبول ببضعة اعضاء فقط في المجلس البلدي (4 او 5 من اصل 24) قد لا يكون بينهم رئيس البلدية الحالي العميد سمير الشعراني الذي يتمسك به كرامي. واما خوض المعركة منفرداً وبالتالي تحميله مسؤولية اسقاط التوافق مع العلم ان طروحاته كانت منذ البداية بتمثيله بنصف اعضاء المجلس البلدي اي (12 زائد رئيس البلدية الحالي الشعراني).

وتشير هذه المصادر الى انه عندما اتجه تحالف ميقاتي ـ الجسر ـ «التكتل» الى السير بلائحة منفصلة تركزت الاتصالات على تشكيل لائحة تضم تيار كرامي والهيئات الاسلامية، التي شكلت لائحة منفصلة من سبعة اعضاء فقط يمثلون الجماعة الاسلامية والاصلاح والسلفيين. الا ان كرامي فوجىء مطلع الاسبوع بالهيئات الاسلامية «ترفع سقف» مشاركتها في تلك اللائحة من سبعة الى 11 عضواً، الامر الذي اعتبره كرامي مطلباً تعجيزياً لا يساعد على السير في تلك التوجهات. كما ان حساباته افضت الى قراءة مفادها «ان الاجواء غير مريحة وكرامتنا فوق اي شيء آخر»، مع ان اجواء ماكينة الانتخابية كانت توحي قبل ايام بالحماسة والاندفاع خصوصاً بعد تسرب انباء عن لقاء موفق أجراه مع مسؤولين سوريين كبار.

ولكن بعد دعوة الاعلاميين صباح امس لحضور المؤتمر الصحافي الذي كان سيعقده رئيس الحكومة الأسبق ويعلن خلاله عن استنكافه ويشرح الاسباب التي حدته الى اتخاذ قراره هذا، جرى ابلاغ الاعلاميين بعد الظهر ان الموعد ارجىء الى صباح اليوم الجمعة الأمر الذي فسره المعنيون بالشأن الانتخابي في الشمال بأنه يأتي تلبية «لرغبة ما» في «اخذ نَفَس» قبل الاقدام على اية خطوة سلبية. وهذا ما قد يفتح الباب مجدداً امام امكانية حصول «توافق اللحظة الاخيرة» يخرج به الجميع بلا خسائر في ظل اوضاع بالغة الدقة في المنطقة ككل.

وفي هذا الاطار سألت «الشرق الأوسط» النائب السابق المحامي أسعد هرموش، المسؤول السياسي للجماعة الاسلامية في لبنان، عن امكانية السير مجدداً بطروحات توافقية، فقال: «ان كل شيء مطروح»، مذكراً بأن الجماعة الاسلامية مرتبطة بالهيئات الاسلامية الاخرى المتحالفة معها «وليس من المعقول اجراء تغييرات جذرية في الموقف».

في المقابل رفضت المصادر المقربة من كرامي الادلاء بأي موقف او تعليق على المستجدات المطروحة واكدت على ضرورة انتظار ما سيعلنه في مؤتمره الصحافي اليوم الجمعة فقط لا غير.

على صعيد انتخابي آخر في محافظة الشمال، وفي تطور لافت، سقط ستة جرحى من جراء انفجار قنبلة يدوية القيت قبيل منتصف ليل الاربعاء ـ للخميس على مطعم فيصل رعد في بلدة سير في منطقة الضنية ( تبعد البلدة عن مدينة طرابلس نحو 30 كيلومتراً شرقاً). وترددت شائعات عن ان بعض اعضاء لائحة «الخيار التوافقي» التي يرأسها نجل صاحب المطعم المحامي راغب رعد مدعومة من النائب احمد فتفت (من تيار الحريري في الشمال) وأحد مسؤولي الحزب القومي السوري في الضنية عبد الناصر رعد (ترشح في الانتخابات النيابية لأكثر من من دورة). وعُلم ان الجرحى الستة هم من رواد المقهى وجرى نقلهم الى مستشفى سير الضنية الحكومي حيث اجريت لهم الاسعافات الاولية.

النائب فتفت الذي تفقد مكان الانفجار اعتبر العمل «مداناً واجراميا» آملاً بكشف الفاعلين من أجل وأد الفتنة التي يحاول البعض زرعها على الصعيدين الامني والسياسي في الضنية.

وبعدما قلل فتفت من خطورة اصابات الجرحى ذكّر بالمتفجرة التي القيت قرب منزله العام الماضي دون كشف الفاعل، مطالباً الاجهزة الامنية بأن لا تجهِّل الفاعل مرة اخرى.

تجدر الاشارة الى ان الانتخابات النيابية الفرعية التي أجريت في بعض بلدات القضاء في عام 2001 واكبها القاء متفجرة على احد المقاهي في بلدة سير، واقتصرت الاضرار يومها على الماديات. وتبعها في العام الماضي القاء متفجرة قرب منزل النائب فتفت.