القنصل الأميركي في حفل برنامج الزائر الدولي: المتشددون يريدوننا أن نعادي بعضنا ونهدر قوانا في الخوف وانعدام الثقة

TT

غزل سياسي متبادل كان العلامة المميزة المشتركة لكلمات وأحاديث المشاركين في الحفل الخاص للقنصلية الأميركية في جدة من سعوديين وأميركيين الذين شاركوا في الحفل التكريمي للسعوديين المشاركين في برنامج الزائر الدولي للولايات المتحدة.

جينا أبركرومبي القنصل العام للولايات المتحدة في جدة، سعت الى نسج خيوط التواصل بين الحضور من السعوديين والأميركيين واعادة روح الحميمية بين الجميع.

وفي كلمتها، طالبت المشاركين في البرنامج بالانضمام الى محاربة القوى التي تحاول نشر عدم الثقة والكراهية بين الشعوب بشتى الوسائل. وقالت «لطالما نسمع صفات يتداولها البعض وينعتون بها بعضهم البعض كالصليبيين والكافرين او أدوات الشيطان، ان المتشددين في كلا البلدين يطالبون بأن يعادي بعضنا الآخر وان نهدر قوانا في الخوف وفقدان الثقة».

وتابعت بالقول «لا انكر وجود فوارق بيننا, فقط اريد ان تركزوا معي على الاشياء التي تجمعنا. خاصة ان العلاقات التي تربط بلدينا ترتكز على ستين عاماً من التعاون المتبادل, لذلك لدينا الآن خياران أما ان نعمل سوياً لتوطيد الصداقة والعلاقات التي تجمعنا وان نقف معا في وجه موجات انعدام الثقة او نغرق في فيضان الاتهامات».

واختتمت بالقول «ان الوقت الحالي يعد مرحلة عصيبة في العلاقات بين الولايات المتحدة والمملكة العربية السعودية، وهناك قوى في كلا البلدين تريد ان تسيء او ان تطيح بهذه العلاقة، وهي تريد ان تشدنا الى الامور التي تفرقنا وان تظهر اختلافنا، وليس هناك وسيلة افضل لنشر عدم الثقة والكراهية بين الشعوب من ان يقوم اشخاص بالتذكير المستمر بالأمور التي تجعل كلا من الشعبين مختلفا عن الآخر».

وأثنى عدد من المتحدثين ممن شاركوا في البرنامج على تميز العلاقات السعودية الأميركية وأشادوا بمشاركتهم في البرنامج وفق تجاربهم الشخصية وكان بينهم صحافيون وطلاب وحتى عاملون في مجال التعليم قدموا من مختلف مناطق السعودية.

وشملت الملاحظات مختلف المجالات الحياتية في الولايات المتحدة، وجرى حديث عن قيمة الوقت في الولايات المتحدة، وانضباط الأميركيين في تعاملاتهم، وتفهمهم للعلاقة المتميزة بين البلدين، وايضاً كان هناك من اعجب بطريقة الحياة الأميركية وبساطتها بوجه عام، لكن أبرزها كان عندما طرح متحدث تساؤلاً عما اذا كان التفهم للآخر وحده يكفي لاصلاح ما حدث.

معلوم ان برنامج الزائر الدولي يعد من بين اهم برامج التبادل المعرفي لدى الحكومة الأميركية ويقوم بارسال أفراد مميزين في مجال عملهم الى الولايات المتحدة للتعرف على كيفية ممارسة نظرائهم في المجتمع الأميركي لوظائفهم ومهامهم. وتضطلع سفارات واشنطن وقنصلياتها سنوياً بمهمة البحث عن مرشحين لهذا البرنامج من بين شرائح المجتمع في كل دولة ممن يتنبأ لهم بمستقبل واعد في حياتهم المهنية.