القوات الأميركية تعلق عملياتها «الهجومية» في النجف بعد اتفاق أطراف شيعية ومقتدى الصدر على وقف القتال

TT

أكد متحدث اميركي باسم سلطة التحالف في بغداد امس ان القوات الأميركية علقت العمليات الهجومية في مدينة النجف ضد عناصر ميليشيا «جيش المهدي» التابع لرجل الدين الشيعي المتشدد مقتدى الصدر بعد توصل اطراف شيعية الى اتفاق مع الصدر حول وقف القتال الدائر منذ عدة اسابيع بين قوات التحالف وميليشيا االصدر، فيما اعلن موفق الربيعي مستشار الأمن القومي في العراق امس، ان سلطة التحالف «وعدت باحترام» لحل أزمة المدن المقدسة الشيعية.

وقال دان سينور في مؤتمر صحافي، ان الجيش الأميركي سيسلم مسؤولية الأمن في المدينة تدريجيا الى الشرطة العراقية.

وأوضح سينور انه «حتى ذلك الوقت، ستعلق قوات الائتلاف عملياتها الهجومية، الا انها ستواصل توفير الأمن من خلال تسيير دوريات».

وكان مصدر أميركي في بغداد قد اكد امس توصل اطراف شيعية الى اتفاق مع الصدر. وقال المصدر الذي اشترط عدم الكشف عن اسمه، ان الاتفاق ينص على إلقاء عناصر ميليشيا الصدر في مدينتي النجف وكربلاء اسلحتهم، واخلاء جميع المباني الحكومية التي كانوا يسيطرون عليها في النجف وتسليمها الى افراد الشرطة العراقية وقوات الدفاع المدني، والغاء المحكمة الشرعية التي أقامها السيد الصدر، ومغادرة جميع عناصر الميليشيا الذين جاؤوا الى النجف من خارجها، وتغيير قوات التحالف لمواقعها العسكرية بما يضمن حماية مقارها الموجودة في المدينتين.

وفي معرض رده على سؤال من «الشرق الأوسط» حول مصير التهمة الموجهة الى الصدر بخصوص مقتل عبد المجيد الخوئي وآخرين، قال المصدر: «التهمة ستعلق وسيبحث فيها فيما بعد، وقد يكون السيد الصدر مذنبا او برئيا من التهمة».

وكان الربيعي قد اعلن في وقت متأخر الليلة قبل الماضية عن الاتفاق، واوضح ان موافقة الصدر على الهدنة جاءت في «رسالة موجهة الى الاخوة الاعضاء في البيت الشيعي»، اعلن فيها «موافقته» على الهدنة «لغرض وضع حد للحالة المأساوية في مدينة النجف الاشرف وانتهاك المباني الحكومية وحرمة العتبة العلوية المقدسة وسائر الاماكن الشريفة فيها». واضاف ان الخطة تتألف من اربع نقاط هي:

1ـ الغاء جميع المظاهر المسلحة واشغال المباني الحكومية من قبل الدوائر والمؤسسات الحكومية وانسحاب جميع مقاتلي جيش المهدي من غير ابناء محافظة النجف من هذه المدينة والتوقف عن ملاحقة الاشخاص ومحاكمتهم والتعهد بعدم العودة الى ذلك.

2ـ افساح المجال للشرطة وسائر القوات الأمنية العراقية بممارسة مهامها لتوفير الأمن والنظام وعدم مزاحمتها في ذلك من أي احد.

3ـ انسحاب قوات الاحتلال الى قواعدها باستثناء وحدات صغيرة لحماية مقارها ومبنى المحافظة مع استمرار تواصلها مع هذين المكانين.

4ـ اجراء مناقشات واسعة مع ممثلي البيت الشيعي بشأن مستقبل جيش المهدي والملفات القضائية وعدم اتخاذ اي اجراء الى ذلك الحين.

واوضح الربيعي ان الصدر طلب في رسالته «اتخاذ الاجراءات اللازمة لتنفيذ هذه الخطة».

وعقد الربيعي امس مؤتمرا صحافيا في قصر المؤتمرات تحدث فيه عن الاتفاق قائلا «لقد توصلنا الى اتفاق مبدئي مع السيد مقتدى الصدر وهذا خبر مفرح جدا، حيث من شأنه ان يحقن الدماء في النجف والكوفة»، واصفا الاتفاق بأنه انتصار لسيادة القانون والنظام وهو انتصار للشعب العراقي بوجه عام. ووزع على الصحافيين نسخا من الرسالة التي بعثها الصدر اول من امس، مؤكدا ان الاتفاق سوف يسمح من الان فصاعدا ان يعيش سكان المدن المقدسة بسلام وللزائرين بالتدفق على عتباتها من جديد، مشيرا الى ان الاتفاق تم بين البيت الشيعي والصدر، ولم تكن قوات التحالف طرفا فيه «ولكنها تعلم بتحركاتنا»، مضيفا: «انني أصلي من اجل ان يلتزم السيد الصدر بالاتفاقية».

وقال الربيعي ان سلطة التحالف «كانت على علم بتطورات المحادثات وكانت تتابع عن قرب المحادثات التي كانت تتم بمباركتها». واضاف «وعدت باحترام الاتفاق. لو لم يحصل ذلك (الوعد) لما تم الاعلان عن الاتفاق».

واردف الربيعي «الآن لا قتال في النجف. منذ الثانية صباحا واهل النجف ينامون نوما هادئا بعد اسابيع من المواجهات. ندعو الله ان تلتزم كل الاطراف الاتفاق».

وردا على سؤال عن مصير «جيش المهدي»، والتهمة الموجهة الى الصدر، قال الربيعي: «التهمة متروك أمرها الى تفاوض ونقاش موسع بين البيت الشيعي والسيد الصدر. اما مصير جيش المهدي، فإن هناك وفدا شكله البيت الشيعي للتباحث مع السيد الصدر حول جيش المهدي وحله». يشار الى ان هذه هي المرة الاولى التي يتم فيها الاعلان عن هدنة في النجف منذ بدء الاشتباكات.