تجدد الاشتباكات بين القوات الأميركية و«جيش المهدي» والصدر لم يؤم صلاة الجمعة في الكوفة

TT

اعلن متحدث من مسجد مدينة الكوفة الكبير ان الزعيم الشيعي المتشدد مقتدى الصدر لم يؤم على عادته صلاة الجمعة في المدينة التي شهدت اشتباكات صباحية بين مسلحي الصدر والقوات الاميركية التي تمركزت على بعد 500 متر من المسجد أسفرت عن مقتل خمسة وجرح 14 من أنصار الصدر في الكوفة والنجف. وأوضح ممثل الصدر في بغداد عبد الهادي الدراجي ان الصدر «لم يستطع الوصول الى الكوفة لوجود الدبابات الاميركية التي قطعت الطرق».

وقال المتحدث عبر مكبر الصوت في مسجد الكوفة «السيد مقتدى الصدر يبعث لكم بتحياته وسأتلو عليكم خطبته». وأكد مسؤول في مستشفى الكوفة ان ثلاثة قتلوا في اطلاق النيران وقصف البلدة بقذائف المورتر كما جرح ثمانية. وفي مدينة النجف القريبة على بعد خمسة كيلومترات جنوب غربي الكوفة، قال عاملون في مستشفى ان شخصين قتلا وجرح ستة. وقالت متحدثة باسم الجيش الأميركي ان جنديين أميركيين اصيبا ايضا في الاشتباكات عندما تعرضت سيارتهما العسكرية وهي من طراز «همفي» لإطلاق النار من جانب الميليشيات في الكوفة. واضافت «دمرت سيارتهما همفي تماما وتعين نقلهما للعلاج».

وكانت الكوفة قد شهدت قبل صلاة الجمعة اشتباكات بالاسلحة الرشاشة والقذائف المضادة للدبابات (آر. بي. جي) بين مسلحي «جيش المهدي» والقوات الاميركية.

وقال الصدر في الخطبة التي قرأها جابر الخفاجي «يدخل العدو مرة المدينة ويقصفها وانت ساكت. تضرب في قبة امير المؤمنين (علي) وانت ساكت. يدوسون على رؤوس شعبك ليس فقط بالأرجل وانت ساكت. فمتى تتكلم»؟ واضاف الصدر «هل الخطوط الحمراء تعني مكتب المرجعية فقط؟»، في اشارة غير مباشرة الى المرجعيات الشيعية الدينية، وفي مقدمتها آية الله العظمى علي السيستاني.

وكان الآلاف من مناصري مقتدى الصدر قد تدفقوا الى الكوفة من طرق فرعية تمر عبر المزارع بعد ان قطعت القوات الاميركية الطريق الرئيسي الذي يربط الكوفة بالنجف، حيث يتحصن مقتدى الصدر منذ مطلع ابريل (نيسان) الماضي. وغصت باحة مسجد الكوفة الداخلية بالمصلين بينما اتخذ آخرون مواقعهم خارج المسجد لأداء الصلاة التي درج مقتدى الصدر على ان يؤمها في الكوفة رغم الاشتباكات.

وكانت اربع دبابات اميركية قد تقدمت قبيل الصلاة الى وسط الكوفة وتمركزت قرب مسجد ميسم التمار الذي يبعد 500 متر فقط عن مسجد الكوفة الكبير.

وجرت اشتباكات بين الطرفين اسفرت، وفق الطبيب حسين علي في مستشفى الفرات الاوسط في المدينة، عن «مقتل ثلاثة مدنيين واصابة ثمانية آخرين بجروح». وأكد الطبيب حيدر حسين حمزة من مستشفى الحكيم في النجف ان المستشفى استقبل من الكوفة «قتيلا واحدا وخمسة جرحى من بينهم اطفال».

ويأتي تجدد الاشتباكات بعد مضي 24 ساعة على هدنة بين الطرفين بدأت فعليا على الارض تمهيدا للتوصل الى اتفاق لحل الازمة سياسيا.

وأفاد الدراجي في حديث هاتفي مع «الشرق الأوسط» من مكتبه في بغداد أمس بان «مكتب السيد الصدر قد بادر الى الهدنة حقنا لدماء المسلمين وحفاظا على سلامة العتبات المقدسة، لكن القوات الاميركية تقدمت صباح اليوم (أمس) باتجاه الكوفة والنجف للسيطرة عليهما وفتحوا النار على مقاتلينا من جيش المهدي».

وأضاف ممثل الصدر في بغداد «لهذا نحن اعتبرنا ان القوات الاميركية خرقت الهدنة فاشتبكنا معها»، مشيرا الى أن ميليشيات «جيش المهدي ستواصل قتالها ضد القوات الاميركية التي تريد دخول مدينة النجف المقدسة والسيطرة عليها»، مشيرا الى «ان القوات الاميركية لم تعلن من جانبها الموافقة على شروط الصدر من جهة ولا موافقتها على الهدنة من جهة ثانية».

وطالب الدراجي بـ«انسحاب القوات الاميركية من النجف وكربلاء المقدستين ومن مدينة الصدر في بغداد حتى يتوقف جيش المهدي عن شن هجوماته ضد القوات الاميركية». كما طلب من الاحزاب الاسلامية في العراق العمل من أجل «إطفاء نار الفتنة التي تشعلها القوات الاميركية».

وأضاف الدراجي «ان مدينتي النجف وكربلاء مقدستان لدى عموم المسلمين بصورة عامة وللشيعة بصورة خاصة ولا بد من الدفاع عنهما».