أمين عام «التجمع من أجل العراق»: حوارات واسعة لتشكيل جبهة ديمقراطية ـ وطنية

TT

اعرب امين عام «التجمع من اجل العراق» الدكتور رعد مولود مخلص، عن تفاؤله ازاء مستقبل العملية الديمقراطية في العراق، واعلن ان تنظيمه يجري حوارات مع تنظيمات اخرى لتشكيل جبهة للقوى الديمقراطية ـ الوطنية.

واعتبر الدكتور مخلص في حديث لـ«الشرق الأوسط» ان الديمقراطية «اصبحت قاسما مشتركا لغالبية التنظيمات السياسية، لكن هذا وحده لا يكفي من دون التأكيد على الهوية العراقية وايمان الديمقراطي العراقي بعراقيته قبل كل شيء، اذ ان الديمقراطية لا قيمة لها من دون الوطنية واعتمادها كأساس في اتجاه أي تطور سياسي».

وقال ان تنظيمه «يجري الآن حوارات واسعة مع القوى الديمقراطية الحقيقية كافة من اجل بلورة هذه الصيغة التي تزاوج بين الوطنية والديمقراطية في اطار جبهة عمل مشترك، لا سيما ان اكثر من سنة من العمل السياسي افرز ميلا كبيرا في الشارع العراقي ينبذ التقسيمات العرقية والاثنية والدينية».

واضاف ان التجمع «الذي يضم اطياف المجتمع من مدنيين وعسكريين تقدم خطوات مهمة في هذا المجال، وان هناك شبه اجماع في الربط بين الديمقراطية والوطنية، الا ان العقبة الرئيسية التي تقف حائلا من دون توحيد الصفوف واندماجها هي النزعة الذاتية وطغيان الـ(انا) على الـ(نحن)».

واشار مخلص الى ان «كل الاطراف الديمقراطية متفقة على ضرورة توحيد الكلمة، رغم الاختلافات الجزئية، الا ان الشعور او الرغبة بالسيطرة والقيادة والزعامة تشكل عثرة لا بد من تجاوزها بنكران الذات ووعي بالمسؤولية التاريخية الملقاة على عاتق الديمقراطيين».

وقال الدكتور مخلص ان «الوعي الديمقراطي عميق الجذور في العراق وان النزعات الطائفية والعرقية هي نزعات طارئة على المجتمع العراقي، حيث قام النظام السابق بتغذيتها وتنميتها بهدف السيطرة على المجتمع من خلال تفتيته».

ورأى ان «بدعة المحاصصة الطائفية التي جلبها الأميركيون معهم، اغرقت العراق في مشاكل هو في غنى عنها وها نحن نحصد نتائجها السلبية»، وشدد على «ان تشكيلة الحكومة المؤقتة المقبلة اذا ما اعتمدت على ذات الاساس، وهذا ما نلمسه حاليا، فان مصيرها الفشل وان ما يبنى على اساس خاطئ يجر الى اخطاء اكبر واكبر».

واضاف «ان اسوأ ما في سيئات المحاصصة الجارية حاليا استبعاد عراقيي الداخل عن مراكز المسؤولية وكأنهم ليسوا هم الذين تحملوا اعباء وقهر وبطش النظام السابق، وكأنهم ايضا ليس فيهم من هو مؤهل لأن يلعب دورا قياديا في عراق اليوم والغد».

وكان الدكتور مخلص بين الاطراف الرئيسية التي ساهمت في تشكيل قوة الدفاع في الفلوجة، لكنه قال ان «ظروف الفلوجة والاحداث المفجعة التي رافقتها املت الحل الذي رأيناه بايجاد قوة دفاع من اهالي المدينة وهذه حالة شاذة يجب ألا تستمر وان تعالج بحكمة لأنها لو تركت فاننا سنجد لكل محافظة او مدينة جيشا خاصا بها. فهل نشكل اتحاد الجيوش العراقية!؟».

واعتبر امين عام التجمع من اجل العراق ان تجربة مجلس الحكم الانتقالي «لا يمكن ولا يجوز ان يحكم عليها بالفشل، وانما شكلت مرحلة مهمة في الطريق الى السيادة على الرغم من المشاكل والعقبات التي اعترضتها، لا سيما ان المجلس كان ذا صلاحيات محدودة جدا، وهذا ما يدعونا الى الاستفادة من هذه التجربة والعمل من اجل اوسع الصلاحيات للحكومة المقبلة مع الاخذ بالحسبان الابتعاد عن صيغ المحاصصة وتأكيد الولاء للعراق قبل كل شيء».