توقعات بعقد قمة مصرية سودانية وشيكة وقرنق يزور القاهرة

TT

قالت مصادر مقربة من الرئاسة المصرية لـ«الشرق الأوسط» ان الأيام القليلة المقبلة ستشهد إجراء ما وصفته باتصالات سياسية رفيعة المستوى بين القاهرة والخرطوم في أعقاب توقيع بروتوكولات المرحلة قبل النهائية من اتفاق السلام بين الحكومة السودانية والحركة الشعبية لتحرير السودان في مدينة نيفاشا الكينية الاربعاء الماضي.

وتوقعت المصادر عقد قمة ثنائية بين الرئيس المصري حسني مبارك ونظيره السوداني عمر البشير في إطار المشاورات المستمرة بين الطرفين حيال تطورات عملية السلام السودانية والعلاقات المصرية السودانية، مشيرة إلى أن هذه القمة ستعقد بعد نهاية الزيارة التي يقوم بها الرئيس مبارك إلى روسيا حاليا.

وقالت المصادر إن الرئيس مبارك تابع أولا بأول تفاصيل هذا الاتفاق انطلاقا من المصالح المشتركة التي تربط الشعبين المصري والسوداني. كما توقعت مصادر سودانية بالمقابل أن يقوم الدكتور جون قرنق زعيم الحركة الشعبية بزيارة قريبة للقاهرة في هذا الصدد لعقد سلسلة من اللقاءات مع الرئيس مبارك ووزير خارجيته احمد ماهر بالإضافة إلى عمرو موسى الأمين العام للجامعة العربية.

ومن المقرر أن يبحث قرنق مع موسى المشاريع التنموية التي بدأتها الجامعة العربية مؤخرا في جنوب السودان بالإضافة إلى التحضير لمؤتمر اقتصادي موسع لاطلاع رجال الأعمال والمستثمرين العرب وصناديق التمويل العربية على فرص الاستثمار المتاحة في المناطق الجنوبية وخاصة مدينة جوبا الاستراتيجية.

وقال مسؤول مصري رفيع المستوى ان القاهرة تنتظر الاطلاع على تفاصيل ما تم مؤخرا في نيفاشا والاستماع إلى وجهات نظر الحكومة السودانية والحركة الشعبية حول امكانية توقيع الاتفاق النهائي والشامل لإحلال السلام والاستقرار في السودان.

وأعرب المسؤول الذي طلب عدم تعريفه عن أمله في أن يؤدي توقيع اتفاق نهائي للسلام في السودان إلى إعادة إحياء تنفيذ مشروع قناة جونقلى لزيادة الموارد المائية المتاحة لمصر والسودان.

موضحا ان اندلاع الحرب الأهلية في جنوب السودان قد أدى إلى توقف العمل بهذا المشروع الحيوي الذي يستهدف تعظيم الحصة السنوية التي تحصل عليها مصر والسودان من مياه نهر النيل.

ونفت مصادر ليبية ان يكون الزعيم الليبي معمر القذافي قد وافق على منح الولايات المتحدة ممرا آمنا عبر الأراضي الليبية لتوصيل المساعدات الإنسانية والاغاثية العاجلة إلى المتضررين من المواجهات العسكرية بين الحكومة السودانية وحركات التمرد في منطقة دارفور غرب السودان. وكشفت النقاب عن أن الإدارة الأميركية طلبت رسميا من ليبيا التعاون معها في هذا الصدد، مشيرة إلى ان السلطات الليبية لم تتخذ بعد قرارا نهائيا بانتظار معرفة وجهة نظر الحكومة السودانية حياله.

وكانت تقارير صحفية أميركية قد زعمت ان مسؤولين في الإدارة الأميركية اجروا مؤخرا مفاوضات غير معلنة مع دبلوماسيين ليبيين بوساطة من منظمة الأمم المتحدة والحكومة البلجيكية للتعرف على مدى استعداد طرابلس لمنح الولايات المتحدة الحق في استخدام أحد المطارات الليبية القريبة من نقطة الحدود مع السودان تمهيدا لنقل المساعدات الإنسانية جوا إلى هذا المطار ومنها بطريق البر إلى منطقة دارفور السودانية.

ويخشى مسؤولون سودانيون من ان يؤدي التدخل الأميركي في دارفور إلى تعقيد الموقف السياسي للحكومة السودانية والتقليل من أهمية الاتفاقات التي وقعتها مؤخرا مع الحركة الشعبية لتحرير جنوب السودان.