دراسة تدعو إلى منع صغار السن من ارتياد مقاهي الإنترنت

TT

دعت دراسة تطبيقية حديثة الى ضرورة منع صغار السن من ارتياد مقاهي الإنترنت، مع فرض عقوبات وغرامات مالية على المقاهي المخالفة لذلك، ودعوة الجهات الرسمية والأهلية للقيام بدورها تجاه توعية الأسر لمخاطر الاستخدام السيئ لشبكة الإنترنت من قبل الأبناء.

وتضمنت الدراسة التي أعدها الاكاديمي السعودي مزيد النفيعي، مناشدة الجهات المختصة بتطبيق القوانين المعمول بها في الدولة بحق المخالفين لقواعد ونظم استخدام شبكة الإنترنت، مع تطوير وتعديل هذه القوانين أو استحداث أخرى تكفل التصدي للاستخدام السيئ والضار لهذه الشبكة، خاصة في مجال إغواء وإفساد صغار السن.

وطالب الباحث بإلزام أصحاب مقاهي الإنترنت بمراعاة القيود التي تفرضها النظم والقوانين المعمول بها، وخاصة في ما يتعلق بتداول أو توزيع المواد المخلة بالآداب العامة أو ما يمس أمن وسيادة البلاد، مشددا على أهمية وجود رقابة صارمة على المقاهي لضمان التزامها بالقوانين واللوائح الموضوعة والمنظمة للخدمة المقدمة بها، مع توقيع العقوبة المناسبة على المخالفة منها.

ولم يغفل النفيعي التأكيد على تشجيع مستخدمي الإنترنت من مرتادي المقاهي على البحث عن المعلومات المفيدة، واستخدام الإنترنت في مجال البحث العلمي، وإجراء المزيد من دراسات مقارنة في مقاهي الإنترنت، وأسباب انتشار ظاهرة ارتيادها، والانحراف إلى الجريمة بين بعض مرتاديها في جميع مناطق البلاد».

وتوصل الباحث إلى أن أغلب أفراد عينة الدراسة من مرتادي مقاهي الإنترنت من الشباب ممن تقل أعمارهم عن 30 عاما، وان نحو ثلثي أفراد العينة من مستخدمي الإنترنت الموقوفين في إصلاحية الدمام ودار الملاحظة الاجتماعية من الشباب الذين يقعون ضمن الفئة العمرية (أقل من 30 عاما)، ونحو ثلثي المرتادين من العزاب، ونحو ثلثي الموقوفين من العزاب، وأكثر المرتادين موظفون، ونصف الموقوفين موظفون، وثلاثة أرباع المرتادين ممن يحملون الشهادة الثانوية أو ما يعادلها فأعلى، والارتفاع النسبي للمستوى التعليمي لنحو ثلثي عينة الموقوفين من حملة الشهادة الثانوية أو ما يعادلها فأعلى، وارتفاع الدخل الشهري نوعاً ما لأسر حوالي ثلثي عينة المرتادين (من 6000 ريال فأكثر)، والانخفاض النسبي للدخل الشهري لأكثر من نصف عينة الموقوفين (أقل من 4000 ريال).

وتبين للباحث أن أكثر من نصف أفراد عينة الدراسة من مرتادي مقاهي الإنترنت بدأوا في استخدام الإنترنت منذ سنة فأكثر، وبدأ استخدام نحو ثلاثة أرباع أفراد عينة الدراسة من مستخدمي الإنترنت الموقوفين في إصلاحية الدمام ودار الملاحظة الاجتماعية بالدمام للإنترنت (من سنة فأكثر)، وعدد زيارات مقهى الإنترنت لنحو ثلثي المرتادين في الأسبوع الواحد (من 3 مرات فأكثر)، والوقت المقضي في الزيارة الواحدة لمقهى الإنترنت لأكثر من نصفهم (من ساعتين فأكثر)، وأغلب الفترات المقضية في استخدام الإنترنت لأكثر من نصفهم يكون بين الساعة (7 ـ 12 مساءً)، ومتوسط عدد ساعات الاستخدام في مقهى الإنترنت خلال الأسبوع الواحد لنحو ثلاثة أرباعهم (من 5 ساعات فأكثر)، وعدد ساعات الاستخدام في مقهى الإنترنت في الأسبوع الواحد لنحو ثلاثة أرباع الموقوفين (من 5 ساعات فأكثر).

وأكدت عينة المرتادين أن المقاهي تأتي في الترتيب الأول ضمن أكثر أماكن استخدام الإنترنت، وهي كذلك لنحو ثلثي الموقوفين، وغالبية عينة المرتادين يمتلكون بريدا إلكترونيا، وطبيعة أكثر المواد المستقبلة (رسائل شخصية)، فيما تحتل مجموعات الدردشة المرتبة الأولى ضمن أكثر خدمات الإنترنت استخداماً، وهي كذلك بالنسبة لعينة الموقوفين.

وذكرت عينة المرتادين أنهم لا يتبادلون الصور الجنسية، ولا يلجأون إلى إزعاج الآخرين عبر البريد الإلكتروني، ولا يترددون على المواقع الإباحية أو المواقع المعادية للدين، أو يلجأون للمعاكسات أو التغرير بالنساء والأطفال ومن في حكمهم.

ولم يغفل المشاركون في الدراسة الإشارة إلى أن هناك تأثيرا للإنترنت في المصروف الشخصي لنحو ثلثي عينة الموقوفين، فيما كان الإنترنت أحد الأسباب لدخول نحو الثلثين للإصلاحية أو الدار.

وتبين من متوسط آراء أفراد عينة الدراسة من مرتادي مقاهي الإنترنت، وجود عوامل مهمة تجذب المرتادين إلى مقاهي الإنترنت بدرجة كبيرة، من أبرزها اكتسابهم للعديد من المعلومات والمعارف التي تنمي ثقافتهم، فيما حل الفراغ والتسلية ثانيا.

وتبين للباحث وجود آثار سلبية كبيرة للتعامل مع الإنترنت في المقاهي على الانحراف السلوكي الجنائي للمرتادين، كان من أهمها أن مقاهي الإنترنت تعتبر تجمعا شبابيا يتأثر كل مرتاد بسلوك الآخر، ووجود علاقات ذات دلالة إحصائية بين بعض المتغيرات الشخصية لأفراد عينة الدراسة ومتغيرات الدراسة الأساسية عن مقاهي الإنترنت والانحراف إلى الجريمة بين مرتاديها مثل العمر والحالة الاجتماعية والمهنة والدخل الشهري.