إسلام آباد تسمي العقل المدبر لمحاولتي اغتيال الرئيس برويز مشرف

TT

أعلن مسؤولون في المخابرات في إسلام آباد أمس ان أمجد فاروقي، وهو باكستاني ذو صلة بتنظيم «القاعدة» ومطلوب في جريمة قتل الصحافي الأميركي دانييل بيرل، هو الذي يقف ايضا وراء محاولتي اغتيال الرئيس برويز مشرف. ويذكر ان مشرف، وهو من ابرز حلفاء الولايات المتحدة في حربها على الإرهاب، نجا في المحاولتين في 14 و25 ديسمبر (كانون الأول) الماضي على التوالي، لكن 15 شخصا دفعوا حياتهم ثمنا للمحاولة الثانية بمن فيهم انتحاريان.

وقال مسؤولو المخابرات ان المحققين وجدوا رابطا قويا بين فاروقي ومحاولتي الاغتيال وايضا بحادثة تفجير القنصلية الأميركية في كراتشي عام 2002 بهجوم انتحاري كان هو عقله المدبر. ونقلت صحيفة «نيوز» الباكستانية الصادرة باللغة الانجليزية امس عن مسؤولين في اروقة السلطة العليا ان فاروقي على اتصال مباشر بخالد شيخ محمد المتهم بتدبير هجمات 11 سبتمبر (ايلول) في أميركا والذي قبض عليه في منزل ضابط باكستاني برتبة ميجر في روالبندي العام الماضي.

وقالت الصحيفة ان فاروقي أشرف على تدريب قرابة 25 فنيا من العاملين في قاعدة شاكالا الجوية في روالبندي، وكان لهم ضلع رئيسي في محاولة اغتيال مشرف الأولى بتجنيدهم الانتحاريين. ونقلت الصحيفة عن مصادرها التي لم تسمها، قولها ان الفنيين قضوا يومين في وضع كميات كبيرة من المتفجرات حول اعمدة جسر على واحد من الطرق في مدينة روالبندي بالقرب من اسلام اباد قبل هجوم 14 ديسمبر (كانون الاول). إلا ان مسؤولي الشرطة او الاستخبارات العسكرية، المكلفين مراقبة خط سير موكب الرئيس مشرف، لم يكتشفوا وجود هؤلاء الاشخاص، وانفجرت القنبلة بعد لحظات فقط من مرور سيارة مشرف. وأشارت الصحيفة الى ان المحققين توصلوا الى ان المتفجرات التي استخدمت في العملية من النوع الذي كان يستخدمه تنظيم «القاعدة» في افغانستان. وكان التقرير المشار اليه قد ظهر عقب تصريح الجنرال مشرف خلال لقاء تلفزيوني معه يوم الاربعاء بتورط عدد من صغار الضباط في سلاح الجو الباكستاني في محاولة اغتياله، كما اشار ايضا الى تقديمهم لمحاكمة عسكرية قريبا.

وقالت الصحيفة ايضا ان مدبري المخطط استخدموا انتحاريين في هجوم يوم 25 ديسمبر بعد ان علموا أن سيارة الرئيس مشرف مزودة بأجهزة تشويش تمنع تفجير العبوات الناسفة بواسطة التحكم من بعد. وأوضحت ان منفذي الهجوم حصلوا على المعلومات الخاصة بخط سير موكب الرئيس مشرف من مخفر للشرطة بمدينة روالبندي وبمساعدة شخص يعمل في سجن المدينة. واصبح أمجد فاروقي، الذي يحمل عدة اسماء مستعارة من ضمنها امتياز فاروقي وحيدر ومنصور حسين، اخطر مطلوب في باكستان. ونقلت «نيوز» عن مسؤول باكستاني قوله ان إلقاء القبض عليه سيكون بمثابة قاصمة للظهر لإرهاب القاعدة في باكستان. وقالت المصادر ان عناصر الشرطة والاستخبارات الباكستانية كادت ان تلقي القبض على فاروقي في فيصل آباد وكراتشي وكويتا خلال الاسابيع الاخيرة لكنه كان ينجو بأعجوبة من مداهماتها في كل مرة.