اشتباكات دامية في جمهورية الكونغو

TT

بوكافو (الكونغو) ـ أ. ب: أوضح متحدث باسم قوات الامم المتحدة في الكونغو ان اشتباكات وقعت امس بين القوات الحكومية وقوات اخرى موالية لضابط منشق عن الجيش الكونغولي مما اسفر عن مقتل ثمانية اشخاص وجرح 23 آخرين. واسفرت المعارك عن سقوط خمسة جنود تابعين لقوات الجنرال امبوزا مابي، قائد الجيش الكونغولي في محافظة كيفو الجنوبية، وثلاثة مدنيين. وقال سيباستيان لابييري، المتحدث باسم بعثة الأمم المتحدة في الكونغو، ان الاشتباكات الاخيرة اسفرت ايضا عن اصابة 19 جنديا واربعة مدنيين. وأضاف ان قوات الكولونيل المنشق عن الجيش الكونغولي، جولز موتبوزي، لم تتعرض الى خسائر في المعارك التي استخدمت خلالها قواته اسلحة خفيفة وقذائف هاون ومدافع «آر بي جي» ضد القوات الحكومية.

وأوضح لابييري ان عددا يتراوح بين 300 الى 400 جندي حكومي انشقوا عن الجيش وانضموا الى قوات قائد التمرد السابق. وظلت قوات قوامها 1600 جندي وضابط موالية للجنرال مابي، الذي حارب مع قوات الحكومة خلال سنوات الحرب الاهلية. وصرح لابييري ايضا بأنه لم يعرف بعد الطرف الذي بدأ القتال الذي اندلع مساء اول من امس.

وكانت قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة قد تمركزت في مواقع استراتيجية سعيا لاحتواء القتال وحماية المدنيين. وكانت بريطانية تعمل في منظمة للإغاثة قد اصيبت بطلق ناري في ساقها اثر نهب منزلها بواسطة مقاتلين يوم اول من امس.

وقال لابييري ان قوة حفظ السلام نشرت مدرعات ودوريات راجلة في مختلف أنحاء المدينة، بينما كانت طائرات الهليكوبتر الحربية تحلق فوقها. وأجرت بعثة الأمم المتحدة اتصالات بين الطرفين المتحاربين بغرض تشجيعهما على وقت القتال. وجدير بالذكر ان جمهورية الكونغو انقسمت الى مناطق تابعة لزعماء متنافسين خلال القتال الذي دار خلال الفترة بين عامي 1998 و2002 مما اسفر عن تدخل قوات تابعة لجيوش ست دول افريقية. وراح ضحية النزاع الذي اندلع خلال تلك الفترة ثلاثة ملايين شخص غالبيتهم بسبب المجاعات التي تسبب فيها القتال او الامراض.

إلا ان اتفاق سلام تم التوصل اليه عام 2002 في جنوب افريقيا مهد الطريق الى إنشاء حكومة انتقالية تسلمت مهامها في يوليو (تموز) الماضي. وسمح بموجب الاتفاق لقادة التمرد السابقين بالعودة الى العاصمة وتسلم مناصب بارزة. وتعمل في الكونغو قوات تابعة للأمم المتحدة قوامها 10800 جندي وضابط لمراقبة اتفاق السلام ومساعدة الحكومة على استعادة الامن.