وزير خارجية فرنسا يزور المغرب غدا في أول محطة عربية منذ تعيينه

يدشن مع نظيره المغربي أول اجتماع لمجلس التوجيه والتحكم للشراكة بين البلدين

TT

في أول زيارة له الى العالم العربي اختار ميشال بارنيه، وزير الخارجية الفرنسي، أن يكون المغرب محطته العربية الاولى، في ما يمكن اعتباره ترجمة عملية لـ«الشراكة النموذجية» التي تربط الرباط وباريس، وفق ما قالته الناطقة المساعدة باسم وزارة الخارجية الفرنسية، سيسيل بوزو دي بورغو. وبموازاة ذلك، يتهيأ بارنيه لزيارة الجزائر. ورغم أن وزارة الخارجية الفرنسية لم تفصح عن تاريخ محدد لها، الا أنه من المرجح أن تتم هذه الزيارة في الأول من يوليو (تموز) المقبل.

وأعد لبارنيه الذي يزور المغرب غدا بدعوة رسمية من نظيره المغربي محمد بن عيسى تمتد يومين، برنامج لقاءات حافل أهمه استقبال العاهل المغربي محمد السادس له في قصره في أغادير. كما سيجتمع بارنيه الذي تسلم وزارة الخارجية الفرنسية في نهاية مارس (آذار) الماضي بالوزير الأول المغربي أدريس جطو، وبالطبع، ستكون له لقاءات مطولة مع نظيره الوزير بن عيسى، الذي سيدشن معه أول اجتماع لـ«مجلس التوجيه والتحكم للشراكة»، الذي يجمع المغرب وفرنسا، والذي أعطي دفعة استثنائية خلال زيارة الدولة التي قام بها الرئيس جاك شيراك الى المغرب في الخريف الماضي. ويتشكل المجلس الذي وصفته وزارة الخارجية الفرنسية بأنه «يمثل مرحلة جديدة من علاقات البلدين» من أربع لجان تتناول شؤون البحث والتعليم والتطور الانساني والاجتماعي، ودعم المبادرات الاقتصادية والمشاريع الثقافية والمسموع والمرئي.

وقالت وزارة الخارجية الفرنسية ان بارنيه سيتناول مع المسؤولين المغاربة الوضع الدولي، خصوصا ما يتعلق بالعالم العربي «الذي يلعب فيه المغرب دورا بارزا»، وكذلك المسائل الاقليمية، وأولها التكامل المغاربي المجمد ومسألة الصحراء الغربية التي يختلف بشأنها المغرب والجزائر، والتي تشكل السبب الرئيسي لتعثر اتحاد المغرب العربي.

وكانت باريس، قد اكدت علنا على لسان الرئيس الفرنسي جاك شيراك، دعمها للمغرب بشأن الصحراء، لكن فرنسا دأبت على التأكيد أن هذا الدعم، خصوصا في مجلس الأمن، لا يمنعها من أن تكون لها علاقات استراتيجية ومميزة مع الجزائر التي زارها شيراك أخيرا لتهنئة الرئيس عبد العزيز بوتفليقة باعادة انتخابه.

وتحرص باريس على ابراز دعمها للمغرب الذي يطالب بـ«وضعية خاصة» متقدمة في شراكته مع الاتحاد الأوروبي. وقالت وزارة الخارجية الفرنسية أمس ان باريس «تنوي لعب دور نشط في توثيق علاقات المغرب والاتحاد الأوروبي» فيما توسع الاتحاد ليشمل 25 دولة. وتشكل دعوة باريس للدول المغاربية لاعادة تفعيل الاتحاد المغاربي احدى ثوابت السياسة الفرنسية في المنطقة. ويحتل المغرب الذي تشكل فرنسا شريكه الاقتصادي والتجاري الأول، رأس لائحة الدول المستفيدة من مساعدات التنمية الفرنسية.