تقرير فرنسي يحذر من نشاط الجمعيات الإسلامية وتأثيرها على الأجيال الناشئة

TT

قبل حوالي أسبوعين على موعد الانتخابات الأوروبية وما تثيره من انتقادات، خصوصا من قبل المتحدرين من أصول عربية وإسلامية الذين يتذمرون من تهميشهم ومن إبعادهم عن لوائح الأحزاب الفرنسية يمينا و يسارا و وسطا، كشفت دراسة اجتماعية عن تهميش الجمعيات الإسلامية اجماعيا في فرنسا. وحذرت بشدة من مخاطر«أسلمة» الشباب المسلم بطريقة تدفعه الى الاعتقاد بأن الأسلام يتفوق على ماعداه، الأمر الذي قد يؤدي إلى انطواء الشباب.

ومن المتوقع أن يثير تقرير صدر امس حول ملخص للدراسة التي اعدتها دنيا بوزهر، عضو المجلس الفرنسي للديانة الإسلامية، نقاشا حادا حول دور الجمعيات الإسلامية في فرنسا وتأثيرها على الأجيال الناشئة و على تصرفاتها الاجتماعية بما في ذلك تغذية تهميشها الاجتماعي.

وتدفع خلاصات هذا التقرير الى التساؤل عما إذا كان يتعين على المؤسسات الرسمية الاستمرار في دعم هذه الجمعيات التي تعمل تحت ستار مساعدة شباب الضواحي الى نقل خطاب إسلامي يزيد من فروق الهوية بدل المساعدة على الاندماج والانصهار الاجتماعي.

وترى دنيا بوزهر، وهي باحثة اجتماعية مشهود لها بالمعرفة والكفاءة وسبق لها أن نشرت عدة كتب تتناول الإسلام وصعوباته في المجتمع الفرنسي والغرب بشكل عام، أن الإسلام الذي ينقل غالبا الى الشباب «يدفع الى الانعزال عن المجتمع» كما أنه «يحاصر هؤلاء في هوية محض إسلامية» فيما هم يعيشون في مجتمع غربي يميل الى العلمانية و يتراجع فيه تأثير الدين بشكل متزايد.

ومما يذكر أن التقرير نشر في مجلة «معهد الدراسات العليا للأمن الداخلي» وهي مجلة بحثية تمولها وزارة الداخلية الفرنسية. ويأتي التقرير بينما لم تطو صفحة الجدل حول الحجاب التي ألهبت النقاش في فرنسا في السنوات الأخيرة.

وحذرت الدراسة من أن إصرار الجمعيات على أسلمة الشباب بالطريقة الحالية لن يساعد على انخراطه في المجتمع الغربي.

وتشير الباحثة، التي تعترف بتغيير رأيها في تقويم عمل الجمعيات الفاعلة في الوسط الاسلامي، الى أن النظرة التي تبث في الشباب تفسر كل الظواهر عبر الاسلام، ووصفت ذلك بأنه ظاهرة مستشرية.

وفي تصريحات لصحيفة «لوفيجارو» أمس قالت دنيا بوزهر إن بعض القادة (المفكرين) يوهمون الناس بأن الاسلام اخترع كل شيء: المواطنة، والحداثة، والدفاع عن البيئة، وهذا خيار خطير لأنه يجعل الإسلام متفوقا ويستبعد رؤى العالم الأخرى وينفي أهمية كل ما ليس دينيا في بناء الأفراد والمجتمعات».

وكانت الدراسة قد رصدت عمل مجموعة من الجمعيات الفرنسية الإسلامية التي تسير في خط اتحاد المنظمات الإسلامية في فرنسا القريبة من طروحات الإخوان المسلمين والتي تمثل أقوى أطراف المجلس الفرنسي للديانة الإسلامية وتلك المتأثرة بالمفكر الإسلامي الذي يعيش في جنيف طارق رمضان وهو حفيد حسن البنا، مؤسسس الإخوان المسلمين. وينشط رمضان في الوسط الإسلامي الفرنسي وكان له حضور قوي في الجدال حول الحجاب، كما أنه «نازل» وزير الداخلية السابق نيكولا سركوزي حول الإسلام والحجاب وغير ذلك من القضايا. وتابعت الدراسة أيضا نشاط الجمعيات الأخرى مثل «الشباب المسلم في فرنسا» و«طلاب فرنسا المسلمون» و«الحضور المسلم».