96 ألف عائلة في شمال المغرب تعيش على تجارة المخدرات

TT

أكد خبير فرنسي في مجال تجارة المخدرات عبر العالم أن 96 ألف عائلة في شمال المغرب تعيش على تجارة المخدرات عن طريق بيع القنب الهندي.

وقدر أندريه دوماس، أستاذ العلوم الاقتصادية بجامعة مونبولييه الفرنسية، رقم معاملات ترويج القنب الهندي المغربي بـ 13 مليار دولار.

إلا أن دوماس أكد أن الوسطاء وتجار المخدرات الأجانب، الذين يتمركزون في القارة الأوروبية، يبقون أكبر مستفيد من تجارة القنب الهندي المغربي، اذ يحصدون 54 % من رقم المعاملات المذكور مقابل 44 % لكبار الوسطاء المغاربة، بينما لا تحصل العائلات الـ 96 ألف سوى على 2 % فقط.

واعتبر الخبير الفرنسي، في لقاء نظمه عبد العالي بنعمور، مدير المعهد العالي لدراسات التدبير أول من أمس بالدار البيضاء، أن هذه الأرقام تؤكد أن المستفيد الرئيسي من بقاء زراعة المخدرات في شمال المغرب هم التجار الأجانب بدرجة أولى، ويبدو انهم يعملون على أن يظل الوضع على ما هو عليه الآن بسبب تزايد استهلاك مخدر الحشيش الذي يظن الكثير أن المغرب من أول المنتجين العالميين له.

وقال إن خطر تزايد استهلاك المخدرات لا ينحصر في مخدر القنب الهندي بل يشمل المخدرات القوية، كالكوكايين والهرويين، التي عرف استهلاكها ارتفاعا كبيرا في دول شرق أوروبا والدول الأسيوية الجنوبية في المدة الأخيرة، ونفس الأمر ينطبق على دول العالم الثالث ومن بينها المغرب. وقال «أصبح من السهل الحصول على مادة الهيروين أو الكوكايين المخدرتين في الدار البيضاء، فالتجار لا يستثنون أي بلد أو أي شريحة اجتماعية وكل ما يهمهم هو تحقيق الربح ».

وحذر ادريس موساوي، استاذ علم النفس ورئيس جمعية «نسيم» المغربية، المختصة في مساعدة المدمنين على الإقلاع عن استهلاك المخدرات، من الاعتقاد بأن الدول الإسلامية تبقى بمنأى عن خطر انتشار استهلاك المخدرات من طرف شبابها. ووصف ذلك الاعتقاد بأنه «خاطئ»، وقال إن في باكستان لوحدها مليونين و200 ألف شاب يستهلكون مادة الهيروين بسبب انخفاض كلفتها التي لا تتعدى 3 دولارات للغرام الواحد ونفس المشكل يحصل في إيران التي استنجدت حكومتها بمنظمة الصحة العالمية لمساعدتها على وقف هذه الإشكالية.

وقال إن انتشار زراعة المخدرات في مدن شمال المغرب له عدة تبعات سيئة على العلاقات الاجتماعية وتهدم النسيج الاجتماعي العائلي للمزارعين والمستهلكين على حد سواء.

وأضاف أن المغرب يعرف فعلا انتشار زراعة مخدر القنب الهندي على مساحة 70 ألف هكتار لكن هذا لا يعني أنه من كبار منتجي هذه النبتة المخدرة.