مباحثات مبارك وبوتين تركزت على مكافحة الإرهاب والرئيسان يدعوان إلى مؤتمر دولي لبحث مستقبل العراق

الرئيس المصرى عرض في موسكو نتائج القمة العربية وبحث مبادرة الشرق الأوسط الكبير

TT

دعا الرئيسان الروسي فلاديمير بوتين والمصري حسني مبارك الى اجتماع اللجنة الرباعية الخاصة بعملية سلام الشرق الاوسط، للمساعدة في احياء «خارطة الطريق»، كما دعوا في المؤتمر الصحافي المشترك الذي عقداه عقب مباحثات اجراها الرئيس المصري في الكرملين مع نظيره الروسي الى اعطاء كامل السلطة للادارة العراقية التي ستتسلم مقاليد الامور في العراق بعد تسليم السلطة للعراقيين في 30 يونيو (حزيران) المقبل. واضافة الى موضوعي العراق وفلسطين بحث الجانبان قضايا الارهاب العالمي، وموضوع الاصلاحات في الشرق الاوسط، وتعزيز العلاقات الثنائية. وقال بوتين خلال المؤتمر الصحافي امس ان لقاءه مع مبارك يعقد في الوقت المناسب، موضحا ان قضية مكافحة الارهاب الدولي تصدرت مباحثاتهما في الكرملين. واضاف ان موضوع الارهاب العالمي كان اهم ما تناوله جدول اعمال المباحثات الروسية ـ المصرية، ومدح بوتين مبارك واصفا اياه بـ«صديقنا الذى تربطه ببلدنا علاقات خاصة، من ضمنها السنوات التي قضاها للدراسة فى روسيا». كما اشاد مبارك بنظيره الروسي، قائلا «انا مقتنع بشكل كامل بأنكم على دراية بالاوضاع في العراق، وعلى علم بكل التفاصيل هناك ولديكم تقييمكم الخاص، كما انكم تعرفون بشكل دقيق تفاصيل الصراع بين الفلسطينيين والاسرائيليين»، داعيا روسيا الى مواصلة دورها النشط في عملية سلام الشرق الاوسط. واشار مبارك إلى ان الجانبين تناولا قضية الارهاب ضمن اطار تعزيز التعاون وتسوية القضايا السياسية التي يمكن ان تكون سببا في اندلاع موجات جديدة من الارهاب، مجددا دعوته الى عقد مؤتمر دولي تحت رعاية الامم المتحدة حول الارهاب العالمي. وربط مبارك وبوتين هذه القضية بمسألة انتشار اسلحة الدمار الشامل. كما شدد الرئيسان على اتفاقهما في وجهات النظر تجاه المسألة العراقية، واعلنا ضرورة عقد مؤتمر دولي لبحث مستقبل العراق بمشاركة ممثلي الشعب العراقي والبلدان المجاورة واعضاء مجلس الامن. واعرب الرئيس الروسي عن قلقه تجاه التطورات المأساوية في العراق، مشيرا الى انه يتفق مع الرئيس المصري حول ضرورة التعاون من اجل التوصل إلى تسوية عاجلة تضمن نقل السلطة في موعدها المقرر إلى العراقيين وتحقيق انسحاب القوات الاجنبية من هناك في اقرب فرصة ممكنة، مع ضرورة الحفاظ على وحدة اراضي وسيادة العراق. واضاف بوتين ان الاوضاع هناك تثير القلق وان استمرار العنف سيساعد على تعقيد اكثر للمشكلة، مؤكدا انه كلما استطاع الشعب العراقي الحصول على حقوقه وسيادته كان الوضع احسن، لأنه لا احد غير العراقيين يستطيع العثور على الحلول المناسبة. واطلع مبارك بوتين على نتائج القمة العربية الاخيرة في تونس، واتفاق الاطراف على تنفيذ مبادرة السلام العربية التى تم اقرارها فى قمة بيروت، واكدت قمة تونس التمسك بها، مؤكدا اهمية الدور الروسي في اطار اللجنة الرباعية، التي حث على تنشيط دورها من اجل الزام الطرفين الفلسطيني والاسرائيلي بتنفيذ بنود خارطة الطريق . كما اكد الرئيس مبارك استعداد بلاده للاضطلاع بأعباء تأمين الامن في قطاع غزة بعد انسحاب الاسرائيليين، موضحا ان تأمين الحدود المشتركة مسألة اخرى. واضاف ان مصر على استعداد لتدريب الفلسطينيين في مجال الامن حتى لا يسفر الانسحاب الاسرائيلي عن انفجار الاوضاع. واشار إلى انه لا توجد أي قضية تقررت بدون مفاوضات، مشيرا إلى التجربة المصرية حيث اعقبت الحرب مفاوضات بل ولجوء إلى القضاء الدولي. وقال مبارك ان سبب اعتذاره عن عدم المشاركة في قمة الثماني الكبار يعود لارتباطه بقمة الكوميسا التي تعقد في نفس الموعد. وحول مبادرة الشرق الاوسط الكبير، خلص الجانبان، وبدون الاشارة صراحة إلى هذه المبادرة، الى ضرورة تحقيق الاصلاح شريطة ان ينبع من احتياجات المجتمع وخاصة تركيبته السكانية وخصوصيته الدينية والثقافية على حد تعبير الرئيس المصري. كما تطرق الجانبان إلى مناقشة العديد من جوانب العلاقات الثنائية وسبل دعمها في كل المجالات بما في ذلك الغاز والنفط والاستثمارات المشتركة. وشارك فى المباحثات وزيرا خارجية مصر وروسيا، اضافة الى وزراء الاستخبارات والتجارة والاقتصاد في كل من البلدين. والتقى رجال الاعمال المصريون على هامش زيارة الرئيس مبارك مع نظرائهم الروس حيث جرى التوقيع على اتفاق يقضي بتأسيس مركز اعمال روسي ـ مصري بفرعين في كل من موسكو والقاهرة، إلى جانب الاتفاق على عدد من المشروعات الاستثمارية.