وكيل مؤسسي حزب الكرامة المصري: يساريون وليبراليون وإسلاميون انضموا إلينا

صباحي: نحن أول حزب يطرح مبادرات عملية حول مشاكل القمح والتلوث والتكنولوجيا

TT

اعرب نائب البرلمان المصري حمدين صباحي وكيل مؤسسي حزب «الكرامة العربية» تحت التأسيس، والذي سيتقدم بأوراق الحزب الى لجنة شؤون الأحزاب غداً، عن تفاؤله بموافقة لجنة الاحزاب على تأسيس حزب الكرامة رسميا، مشيرا الى ان تفاؤله يرجع الى الافكار الجديدة التي يطرحها الحزب والمشروعات العملية التي أرفقها مع طلب التأسيس والتى تعالج مشكلات ملموسة مثل انتاج القمح وزيادة رقعة الاراضي الزراعية والتلوث في دلتا النيل والنهضة التكنولوجية. وقال صباحي لـ«الشرق الاوسط» «عندما تقدمنا بطلب تأسيس منذ خمس سنوات كنا ندرك اننا ذاهبون الى حائط مسدود لكن الآن نتقدم ببرنامج ونحن أمام باب مغلق نسعى هذه المرة الى فتحه، ولاشك ان هناك فرقاً بين الحائط المسدود والباب المغلق، وأعتقد ان هناك فرصة جيدة للسماح لحزب الكرامة العربية بالوجود». وتابع صباحي انه يعتقد ان الفرصة سانحة هذه المرة لسببين، الأول يتعلق بالعجز الذي تواجهه الحكومة في مصر والمتمثل في عدم قدرتها على تقديم حلول للمشاكل الاقتصادية، وسعيها ردا على هذا العجز لتوسيع هامش الحرية والسماح بمتنفس سياسي يعوض الشعب عن الأوضاع الاقتصادية الخانقة، أما السبب الثاني، فيتعلق بالضغوط الخارجية التي تطالب باصلاح أحوال الديمقراطية في العالم العربي. ولفت صباحي الذي كان عضوا بالحزب الناصري القومي قبل ان يستقيل منه عام 1996 بسبب خلافات حول طريقة تقديم الفكر القومي والعالم في مرحلة تغيير مستمر، ان مؤسسي حزب الكرامة حريصون على التأكيد على أنهم ليسوا حزبا ناصريا، مشيرا الى ان الكرامة يدعو الى مشروع للنهضة العربية وانقاذ مصر قلب الأمة العربية، وبالتالي لا يفرض الحزب ايديولوجية واحدة لكن يقبل الناصري والليبرالي والماركسي والاسلامي، ويتفق برنامجه على تقييم ايجابي لثورة 23 يوليو (تموز) 1951 التي يراها حلقة رئيسية في نضالنا المصري القومي. وشدد صباحي على ان حزب الكرامة لا يطالب بالوحدة الفورية أو الفوقية، وتابع «اننا نريد ديمقراطية حقيقية للمواطن العربي ومن خلال المواطن العربي سيتم طرح برنامج للوحدة، فالحزب يتبنى مبدأ التداول السلمي للسلطة وتقوية المجتمع المدني ومن خلال ذلك سيكون طرح برنامج الوحدة من القاعدة، بمعنى اننا نريد وحدة شعوب مع التأكيد اننا نهدف الى مجتمع اشتراكي يسعى الى تحقيق العدالة للفقراء والطبقات الكادحة». اما ابرز ما يتميز به حزب الكرامة فهو طرح مبادرات ومشاريع عملية لحل مشاكل مصر الاقتصادية والاجتماعية، ووفقا لبرنامج الحزب فان اول المبادرات هي مبادرة تعمير الساحل الشمالي، وذلك عبر مشروع منخفض القطارة لتوفير مساحة صالحة للزراعة تقدر بنحو مليون فدان تكون قابلة للزيادة الى 50 مليون فدان على مدى عقود مقبلة، ومناطق سكنية تستوعب في المراحل الأولى نحو أربعة ملايين نسمة.

اما ثاني المبادرات هي مبادرة اعلان الدلتا ووادي النيل «محمية طبيعية»، من خلال تبني مشروع الخبير الدكتور رشدي سعيد، وذلك كحل لحالة التلوث المتزايد التي يشهدها النهر حيث يصب فيه سنويا ما يزيد على 500 مليون متر مكعب من عوادم المصانع الحاملة للسموم، وتؤكد المبادرة على انه آن الاوان لأن يتم النظر الى أرض وادي النيل والدلتا نظرة جديدة وأن تعامل معاملة المحميات الطبيعية ويتم المحافظة عليها كروضة تستخدم للزراعة المتقدمة.

وتتبنى المبادرة الثالثة مطلب الاكتفاء الذاتي من القمح، وتقوم على مشروع الدكتور زكريا الحداد عبر «ميكنة» زراعة محصول القمح في الأراضي القديمة، اضافة الى مشروع التقنية المتكاملة للقمح في الأراضي الجديدة ونشر عدد من التقنيات الحديثة تتماشى مع ظروف البيئة المصرية. وشملت المبادرة الرابعة طرحا للاكتفاء الذاتي من الثروة السمكية عبر ترشيد الصيد في خليج السويس، وتجريمه بمناطق تفريخ وتكاثر الاسماك، ووضع خرائط سمكية للأنواع المختلفة موسميا، وتجريم ومتابعة الملوثات في السواحل البحرية، ووقف عمليات التجفيف أو استقطاع أجزاء من البحيرات وتطبيق قوانين الصيد المقررة بكل حزم. ودعا البرنامج في مبادرته الخامسة الى انشاء نهر صناعي من بحيرة ناصر وفق مشروع الدكتور ابراهيم مصطفى كامل، كما طرح افكار اخرى حول الصندوق الوطني للتأمين الصحي، ومبادرة التوليد الحيوي لطحلب الاسبرولينا لمزيد من الانتاج الآمن الخالي من الكيماويات، ومبادرة حول الطاقة النووية وفق مشروع الدكتور فوزي حماد، ومبادرة الاختراق التكنولوجي عبر تبني مجموعة من المشاريع منها مشروع تكنولوجيا المعلومات والالكترونيات الدقيقة، وتكنولوجيا المواد الجديدة والمتقدمة للدكتور نبيل غنيم، وملامح لمشروع فضائي اعده محمد بهي الدين عرجون، وآليات مقترحة لاستنهاض صناعة الدواء للدكتور رؤوف حامد ومشروعات اخرى في تطبيقات الهندسة الوراثية والتكنولوجيا الحيوية. أما آخر مبادرات البرنامج كانت مبادرة التقسيم الاداري الجديد لمصر التي اقترحها العالم المصري الراحل جمال حمدان وتدعو الى اعادة التقسيم الاداري بصورة مختلفة وتوزيعات جغرافية جديدة للمحافظات باضافة محافظات جديدة ودمج أخرى. وعلمت «الشرق الأوسط» ان قائمة مؤسسي حزب الكرامة تضم ما يقرب من 700 مؤسس بينهم ما يقرب من 100 سيدة و50 قبطياً، وتضم القائمة عددا من الاسماء البارزة سياسيا وفنيا وفكريا من مختلف التيارات السياسية.