السرطان يغلب الفنانة دلال المفتي قبل أن تحقق حلمها بالعودة إلى بغداد

TT

غيب الموت في لندن أول من أمس الفنانة التشكيلية دلال المفتي بعد صراع مع مرض السرطان لم يستمر سوى أشهر قليلة.

والمفتي لا يمكن تعريفها كفنانة تشكيلية وحسب بل كانت شخصية ثقافية وباحثة اجتماعية وعانت كثيرا بسبب المواقف السياسية الملتزمة التي التزمت بها مع زوجها الشاعر الراحل بلند الحيدري.

ولدت عام 1931 في مدينة الحلة (وسط العراق) لهذا تقول في سيرتها مع زوجها الحيدري التي روتها خلال حديث صحافي «أنا عراقية الروح والقلب، ولا أرضى أن أكون غير ذلك. أما من ناحية الأصول، فإني اتحدر من أرومة سورية، أمي من بيت العوّا، وجدتي من بيت عرق سوس وجدة جدتي جذرها تركي. أما جدي لأبي فهو مفتي ديار الشام وأستاذ الملك فيصل الأول».

تزوجت دلال من بلند عام 1953، وقالت عن اول مرة التقت فيها الحيدري: كان ذلك عام 1952 في بغداد، وعن طريق السيدة أفسر الحيدري أخت بلند التي كانت صديقتي في كلية البنات البيروتية، يومها دعتني أفسر لتناول الشاي في بيت خالها داوود الحيدري، وزير العدل آنذاك، وبلند كان حاضرا، اذ ثمة شيء جذبني اليه، ربما موهبته الشعرية بالدرجة الاولى». كانت دلال المفتي حاضرة في غالبية الفعاليات والمناسبات العراقية، الفنية باعتبارها فنانة تشكيلية كما ترأست جمعية الفنانين التشكيليين والجمعية الثقافية، فهي عاصرت اهم الفترات التي تمخضت عن ولادات الشعر الحديث والقصة الجديدة ما بين بغداد وبيروت، والسياسية، اذ كانت سكرتيرة اتحاد الديمقراطيين العراقيين في العاصمة البريطانية لندن على مدى سنوات طويلة، وكانت (أم عمر) تحضر بابتسامتها العريضة التي لم تغب عن وجهها رغم كل الظروف، وبمساهماتها سواء بانجازها الفني باعتبارها نحاتة خزفية او بسجالاتها الثقافية.