باحثون بريطانيون يحذرون من أن نزعة الإسلاموفوبيا بدأت تأخذ طابعا مؤسساتيا

TT

حذرت مجموعة من الباحثين ورجال الدين البريطانيين من أن نزعة الاسلاموفوبيا (الخوف من الاسلام) المتفشية في البلاد، بدأت تأخذ طابعاً مؤسساتياً. واشارت في تقرير أصدرته امس بنهاية تحقيق مفصل حول النزعة التي اعتبرتها «عنصرية» الى ان التمييز ضد المسلمين ومصادرة حقوقهم هو عبارة عن «قنبلة زمنية» تهدد بتأجيج صراعات عنيفة بين المسلمين وغيرهم. وقال الامام عبد الجليل ساجد، وهو الناطق باسم المجموعة، لـ«الشرق الاوسط»، إنه وزملاءه خاب املهم لان الحكومة لم تعمل على تنفيذ توصيات تضمنها تقرير سابق للجنة نفسها حول سبل الحد من الاسلاموفوبيا. واعتبر ساجد، وهو امام مسجد برايتون بجنوب انجلترا وقد شارك في اعداد التقريرن الاخيرين اللذين اصدرتهما المجموعة نفسها، في اتصال اجرته معه امس «الشرق الاوسط» إن الحكومة لم تقم بواجبها كاملاً في اطار مكافحة هذه النزعة العنصرية. واضاف «لقد خاب املنا بعد صدور تقريرنا السابق في 1997، لان الاجراءات التي اوصينا باتخاذها لم تنفذ». وزاد إن «الاعتداءات على المسلمين وعلى المساجد لا تزال مستمرة، لا بل انها تزايدت بوضوح بعد تطبيق قانون الارهاب 2001» وفي اعقاب احداث الحادي عشر من سبتمبر (ايلول). وتابع ان «المسلمين يتعرضون للتمييز في اماكن العمل كما يُحارب الحجاب في بعض المدارس واماكن العمل».

وتساءل «لماذا لا نرى مذيعة تلفزيونية محجبة مثلا ً؟» وشدد على ان «الاسلاموفوبيا هو انتهاك لحقوق الانسان الاساسية». واوضح الدكتور ساجد ان احد جوانب رسوخ النزعة العنصرية في بريطانيا يتمثل في تسللها الى المؤسسات الرسمية بشتى انواعها. وقال «حين وضعنا تقريرنا السابق لم نلاحظ وجود نزعة الاسلاموفوبيا المؤسساتية بقوة، بيد اننا الآن لمسنا تغلغلها الى مؤسسات كثيرة». واشار امام مسجد برايتون والعضو البارز في «المجلس الاسلامي البريطاني» الى ان التقرير الجديد ارسل الى رئيس الوزراء توني بلير ووزير الداخلية ديفيد بلانكيت. ورجح ان تلتقي اللجنة قريباً ببعض كبار المسؤولين البريطانيين لمناقشة توصياتها. وفي حين رحب بالتسريبات الاخيرة التي توحي بان الحكومة ستعمل على انصاف المسلمين، خصوصاً لجهة اعتبار التمييز ضدهم مخالفة يعاقب عليها القانون، شدد على ان «هذه التسريبات لا تزال كلاماً نظريا،ً فلم ترصد موازنة لتنفيذها ولم تشكل بعد لجنة لمتابعتها».

واضافت اللجنة التي يرأسها الدكتور اليهودي ريتشارد ستون وتضم بين اعضائها باحثين وعلماء دين مسلمين ومسيحيين، ان العنصرية الاوروبية حيال المسلمين اخذت اشكالاً مختلفة عبر هذه القرون.

واشارت الى ميل وسائل الاعلام في السنوات الاخيرة الى ترويج المماهاة بين «طالبي اللجوء» و«الارهابيين» من جهة والمسلمين من جهة اخرى، وكان كل الوافدين الاجانب غير المرغوب بهم، او منفذي اعمال العنف، مسلمين. ونبهت اللجنة الى رواج الصور النمطية المشوهة عن المسلمين في وسائل الاعلام البريطاني، موضحة ان احداً لم يكن ليتجرأ على الصاق الصورة نفسها باليهود او السود في بريطانيا.