الأسد ينفي من مدريد امتلاك أسلحة دمار شامل ويؤكد أن «حزب الله» لا يرتبط بأي علاقة خارجية

TT

اكد الرئيس السوري بشار الأسد ان الموقف الايجابي الذي اتخذته اسبانيا تجاه المسألة العراقية بانسحابها من العراق عزز الموقفين الدولي والأوروبي واثبت ان اسبانيا قادرة بشكل كبير على التعامل مع المسألة العراقية. ودعا الرئيس السوري في مؤتمر صحافي مشترك عقده امس مع رئيس الوزراء الاسباني خوسيه لويس رودريغث ثاباتيرو في ختام زيارة لاسبانيا استغرقت يومين حكومة مدريد الى دور فاعل بشأن عملية السلام في الشرق الأوسط.

وأشار الرئيس الأسد الى ان محادثاته مع ثاباتيرو تناولت جملة من القضايا المتصلة بأوضاع المنطقة والعراق والساحة الفلسطينية والعلاقات الثنائية والعلاقات السورية ـ الأوروبية واتفاق الشراكة بين سورية والاتحاد الاوروبي الذي انجزت جميع بنوده، وكاد ان يعلن لولا حدوث تراجع عن بعض النقاط فيه، مشيرا الى ان جميع الأقنية التي يمكن ان تؤدي لانجاح الاتفاق مشروعة ما دامت تصب في خدمة الشعب السوري.

وعن نقاط التراجع اشار الرئيس الأسد الى انها تتصل بمسألة اسلحة الدمار الشامل التي «نؤكد ان سورية لم تملك يوما من الأيام اياً من هذه الاسلحة».

وردا على سؤال حول ما اذا كانت هناك علاقة بين «حزب الله» وحركة «ايتا»، اكد الرئيس السوري عدم وجود اية علاقة بينهما، لافتا الى ان «حزب الله» حزب لبناني لا يرتبط بأي علاقة اخرى وله اعضاء في مجلس النواب اللبناني ويشكل جزءا من المجتمع اللبناني، ولسورية علاقة بجميع الاحزاب اللبنانية، وحزب الله واحد من هذه الاحزاب.

وعن معاودة المفاوضات السورية ـ الاسرائيلية، وعما اذا كانت الظروف مؤاتية لذلك اكد الرئيس الاسد رغبة سورية في التوصل الى سلام عادل وشامل، في حين تمارس اسرائيل عمليات القتل والهدم وبناء الجدار الفاصل، ودعا الرئيس الأسد اوروبا للقيام بدور مؤثر في معاودة الحوار، لكنه اشار الى ان الانتخابات الاميركية الرئاسية من شأنها خلق ظروف غير مؤاتية لذلك.

وثمن الرئيس الاسد الموقف الاسباني لافتا الى ان وزير الخارجية ميغيل أنخل مورايتنوس الخبير بقضايا الشرق الأوسط كمبعوث اوروبي لعملية السلام له دور ايجابي في تفهم عملية السلام ونقل صورة واضحة وصريحة للاتحاد الاوروبي الذي «نرغب في ان يكون له دور فعال في معاودة عملية السلام ودفعها الى الأمام حسب قرارات الأمم المتحدة».

من جانبه، اكد رئيس الوزراء الاسباني ثاباتيرو ضرورة وجود مرحلة جديدة في المنطقة على اساس الحوار وبالاستناد الى قرارات الأمم المتحدة، مشيرا الى ان المنطقة تمر الآن في مرحلة دقيقة جدا، ولم تتحول بعد نحو السلام، بل ان الامور تعقدت مما يستدعي التزام قرارات الأمم المتحدة ومؤتمر مدريد، لافتا الى ان الحوار السوري ـ الاوروبي يمكن ان يساعد في تحسين الأمور وسد الفجوات والتوصل الى انجاز الشراكة بين سورية والاتحاد الاوروبي.

واعرب ثاباتيرو عن امله في المضي في عملية الاصلاح في سورية وخاصة على الصعيد الاقتصادي، مشيرا الى ان عددا من الشركات ترغب في اقامة استثمارات في سورية ودفع عملية التبادل التجاري خطوات الى الأمام.

وعقب المؤتمر الصحافي زار الرئيس الاسد محطة القطار التي تعرضت في مارس (آذار) الماضي للانفجارات، غادر بعدها مدريد عائدا الى دمشق.