زوجات الدبلوماسيين العرب بواشنطن يبدأن حملة لتوعية الأميركيين بالحضارة العربية

TT

واشنطن ـ أ.ب: بالإعلام وحده لا يمكن تعزيز حوار الحضارات ومعالجة مشاعر العداء بين المسلمين والعرب وبين الغرب .. فالحضارات في حاجة إلى وسائل جديدة للتعرف على بعضها البعض. من بين هذه الوسائل ذلك المهرجان الذي أقامته مؤخرا زوجات 18 سفيرا عربيا في الولايات المتحدة، في محاولة هادئة تعيد إلى الأذهان زمن التعاون الحار بين الحضارتين العربية الاسلامية والغربية. وجاء المهرجان بعد عام تزايدت فيه المشاعر المعادية للغرب في العالم العربي.

المهرجان حمل اسم الأندلس، وأقامته مؤسسة الموزييك الخيرية التي تضم زوجات السفراء العرب للتركيز على 8 قرون من الحكم الاسلامي في الأندلس، الواقعة في شبه جزيرة آيبيريا، حيث كان المسلمون واليهود والمسيحيون يعيشون معا ويبدعون في مجال الفنون والهندسة المعمارية والترجمة والشعر. هذه الإبداعات لم تكن لتتحقق، كما تقول نيرمين فهمي زوجة السفير المصري ورئيسة المهرجان «اذا لم نكن نعيش في وئام».

هذا الكلام يطرح وجهة نظرمهمة في وقت رفعت فيه حرب العراق، ولا سيما إساءة معاملة السجناء العراقيين على يد القوات الاميركية، درجة التوتر بين الجانبين. والتزاما بالأعراف الدبلوماسية، لم تعلق زوجات السفراء خلال مقابلات صحافية أجريت على هامش المهرجان، الذي أقيم في الفترة من 11 حتى 18 من الشهر الماضي، على فضيحة السجون العراقية او العلاقات بين دولهم والولايات المتحدة، وبدلا من ذلك فقد ركزن جهودهن على اهداف مرحلة ما بعد 11 سبتمبر (ايلول) وأهمها توعية الاميركيين بالحضارة العربية ومساهمتها في الغرب.

وتبدو الاندلس اطروحة مناسبة للمهرجان لا سيما انها «الفترة الذهبية للعرب»، كما ذكرت نيرمين فهمي. وامتدت من القرن الثامن الى القرن الخامس عشر. واضافت نيرمين انها الفترة التي تميزت بالتبادل الثقافي بين الناس من ديانات مختلفة عبر اسبانيا والبرتغال وجنوب فرنسا.

وتتساءل نيرمين «من اين اتى الفلاسفة الاغريق بفلسفتهم؟..هل من فراغ؟» . وتجيب «لقد كانت مستمدة من الحضارة المصرية القديمة. وما اخذوه منها اضافوا اليه».

المهرجان شمل سلسلة من الاحداث الثقافية في العاصمة الاميركية وتركزت حول معرض في متحف سميثونيان حول الفنون الزخرفية في اسبانيا الاسلامية. ومن المقرر أن يستمرالمعرض حتى منتصف شهر اكتوبر (تشرين الاول). ولكن في الوقت الذي يهدف فيه المهرجان الى الكشف عن الاهداف الايجابية للحضارة العربية، فإن آخر ما تتمناه زوجات الدبلوماسيين ان تتجمد صورة العرب ـ ولا سيما المرأة العربية ـ عند العصر الفرعوني.

وتكشف لمى قعوار زوجة السفير الاردني ان زيادة التبرعات التي تتلقاها الجمعية زادت منذ احداث 11 سبتمبر. وقد جمعت هذه الجمعية الخيرية العلمانية اكثر من 6 ملايين دولار اميركي منذ عام 1998 لصالح قضايا تشمل صحة وتعليم الاطفال والقضاء على الايدز في افريقيا وابحاث السرطان في الولايات المتحدة. وكانت قد اقامت حفل عشاء كان ثمن الطبق الواحد فيه 500 دولار اميركي، حضره 800 شخص. وتمكنت من جمع 750 الف دولار لتعليم البنات والمدرسات في جيبوتي واليمن ومصر. وقالت لمى «من المؤكد، كان هناك المزيد من حب الاستطلاع، نحاول الاستفادة منه لصالحنا ونحاول توعية الشعب الاميركي».

ومن اجل ذلك قالت زوجات السفراء انهن سيبدأن في إنشاء صندوق للمساهمة في بناء مركز الثقافة العربية في واشنطن.