بوش يقبل استقالة مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية ويقول إن تينيت قام بعمل «رائع».. ونائبه ماكلوخلين يحل مكانه

TT

اعلن الرئيس الاميركي جورج بوش انه قبل استقالة مدير وكالة الاستخبارات المركزية (سي. آي. إيه) جورج تينيت، التي صرح انه قدمها لأسباب «شخصية»، في اشارة على ما يبدو للانتقادات المتزايدة التي وجهت للوكالة مؤخرا على خلفية المعلومات المتعلقة بالحرب على العراق. وقال الرئيس الاميركي أمس في مؤتمر صحافي نظم على عجل في الحديقة الجنوبية بالبيت الابيض «لقد أخبرني تينيت انه يستقيل لأسباب شخصية، فقلت له انني اشعر بالأسف لذلك، لقد قام بعمل رائع». وذكر بوش انه التقى تينيت في البيت الابيض امس، وانه أجرى لقاء جيدا معه.

وتابع بوش «ان جورج تينيت من الموظفين الحكوميين الذين ترغب في العمل معه. انه قوي وذو عزم. لقد خدم بلاده كمدير لوكالة الاستخبارات مدة سبع سنوات. لقد كان قائدا قويا وقديرا في الوكالة. وكان قائدا قويا في الحرب على الارهاب.. وأتطلع للعمل معه الى ان يغادر الوكالة، وسأفتقده». وتابع بوش ان نائب تينيت جون ماكلوخلين سيحل محله مؤقتا الى ان يتم تعيين مدير جديد للوكالة. ومن المقرر ان ان يستمر تينيت فى عمله حتى الحادي عشر من شهر يوليو (تموز) المقبل. وقالت مصادر مقربة من الادارة الاميركية انه من غير المتوقع تعيين شخص جديد على رأس وكالة الاستخبارات قبل إجراء الانتخابات الرئاسية المقررة في نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل. وقال بعض زعماء الكونغرس تعليقا على انباء استقالة تينيت انه الوحيد الذي لم يثق في احمد الجلبي رئيس المؤتمر الوطني العراقي المتهم بخداع الاميركيين وبتسريب معلومات لايران.

وكان تينيت قد تعرض لهجوم عنيف طوال الاعوام الثلاثة الماضية بسبب الفشل الاستخباراتى لـ«سى. آي. إيه» في ما يتعلق بهجمات الحادي عشر من سبتمبر (ايلول) 2001 على نيويورك وواشنطن، وكذلك المعلومات الخاصة بالحرب على العراق، وعلى رأسها تأكيدات وجود اسلحة دمار شامل في العراق. وجاء الهجوم الاعنف الشهر الماضي من لجنة التحقيقات في احداث 11 سبتمبر التي انتقدت بشدة تقديرات الـ«سي. آي. إيه» حول حجم تهديدات تنظيم «القاعدة» الارهابي، وقال تينيت فى شهادته امام اللجنة ان وكالة الاستخبارات المركزية تحتاج الى خمسة اعوام اخرى حتى تستطيع ان تعالج الثغرات في طريقة جمع المعلومات وتقاسمها بين الوكالات الفيدرالية المعنية بالأمن، الأمر الذي اثار استياء عدد من اعضاء اللجنة.

كما جلس تينيت خلف وزير الخارجية الاميركي كولن باول اثناء العرض الذي قدمه لمجلس الامن الدولي في الثالث من فبراير (شباط) 2003 حول اسلحة الدمار الشامل العراقية المزعومة. ولم يتم العثور على أية اسلحة وتم فتح تحقيق في المعلومات الاستخباراتية التي أكدت وجود تلك الاسلحة، ومن المقرر ان يصدر تقرير عن تلك التحقيقات بعد انتخابات الرئاسة الاميركية.

وعمل تينيت على رأس وكالة الاستخبارات منذ يوليو (تموز) 1997، ليصبح بذلك ثاني أطول المديرين خدمة في الوكالة، وهو خريج جامعة جورج تاون، ومتخصص بالعلاقات الدولية.