واشنطن تسعى لتخفيف حدة تقرير للأمم المتحدة ينتقد الانتهاكات الأميركية لحقوق الإنسان في العراق

TT

واشنطن ـ أ.ف.ب: افاد مسؤولون اميركيون بان الولايات المتحدة تسعى لتخفيف حدة تقرير للمفوض الاعلى لحقوق الانسان في الامم المتحدة بيرتران رامشاران يفترض ان يكون سلبيا جدا تجاه واشنطن وسلوك قوات التحالف في العراق. وقال هؤلاء المسؤولون الذين طلبوا عدم كشف اسمائهم، ان دبلوماسيين اميركيين يحاولون حاليا التخفيف من لهجة التقرير المخصص للوضع في العراق المقرر نشر صيغته النهائية اليوم في جنيف، وهم يأملون في ان يتجنب التقرير التسبب بانتقادات حادة بعد فضيحة سجن ابو غريب (غرب بغداد). واوضح المسؤولون الذين كانوا يتحدثون اول من امس ان واشنطن تخشى ان يؤثر نشر التقرير من دون تعديله في الجهود في مجلس الامن الدولي لتبني مشروع قرار اميركي ـ بريطاني حول العراق، وقالوا «وجدنا في مشروع التقرير عبارات قاسية جدا ضد الولايات المتحدة كتبت قبل ان نتمكن من اعطاء معلوماتنا الخاصة»، وان الاميركيين «يريدون عرضا اكثر توازنا».

وكان متحدث باسم الامم المتحدة قد صرح الثلاثاء الماضي بان نشر التقرير كان مقررا في 31 الشهر الماضي، لكنه ارجئ الى اليوم بعدما طلبت وزارة الدفاع الاميركية وسلطة التحالف في العراق مزيدا من الوقت لتقديم وجهة نظرهما.

واوضح المسؤولون الاميركيون ان وزارة الدفاع نقلت موقفها الى سلطة التحالف في 29 الشهر الماضي والى مفوضية حقوق الانسان في الاول من الشهر الحالي.

ونفى المتحدث الاممي امكانية تعديل النص بطلب من سلطة التحالف، لكنه اكد ان وجهات نظر هذه السلطة ستدرج في التقرير النهائي.

وقال مسؤول اميركي «نأمل ان تتم مراجعة التقرير ليعكس ما قلناه»، مشددا على ان واشنطن وجدت عددا من الفقرات فيه «مهينة لها». واكد المسؤولون ان الولايات المتحدة يمكن ان تطلب تأجيلا جديدا لنشر التقرير.

وترى واشنطن ان احدى الفقرات المحددة المتعلقة بفضيحة سجن ابو غريب مهينة. وكتب في هذه الفقرة ان «الجحيم ممهد بالنيات الحسنة وبعض العراقيين اختبروا الجحيم في سجون تديرها قوات التحالف».

ويتهم التقرير القوات الاميركية وقوات التحالف بارتكاب «انتهاكات فظة ومنهجية لحقوق الانسان والحق الانساني» وخصوصا في السجن، وهذا ما تعترض عليه واشنطن.

واكد المسؤولون الاميركيون ان «بعض هذه الاتهامات يستند الى عناصر محدودة ولا ادلة تثبتها».

وكان رامشاران قد كلف اعداد هذا التقرير خلال الدورة السنوية الاخيرة للجنة حقوق الانسان التابعة للامم المتحدة في ابريل (نيسان) الماضي، قبل كشف فضيحة المعتقلين العراقيين في سجن ابو غريب.