محكمة بريطانية ترفض الإفراج عن أبو حمزة بكفالة وممثل الادعاء يصفه بأنه «بطل» في نظر «القاعدة»

الأصولي المصري كان نائما في الجلسة وأتباعه يتظاهرون اليوم أمام السفارة الأميركية

TT

رفضت محكمة بريطانية الافراج بكفالة عن أبو حمزة المصري المطلوب تسليمه للولايات المتحدة خلال جلسة عقدت بمحكمة بلمارش امس. وجدد القاضي تيموثي ووركمان حبس الاصولي المصري حتى الاول من يوليو (تموز) المقبل بعدها سيمثل أمام محكمة بو ستريت في لندن من داخل سجن بلمارش عبر الفيديو.

ويتهم أبو حمزة، واسمه مصطفى كمال مصطفى، 47 عاما، بالتآمر لاقامة معسكر تدريبي تابع لـ«القاعدة» في الولايات المتحدة وتقديم «الدعم المالي لارهابيين» في اليمن. وكانت الشرطة البريطانية داهمت منزل ابو حمزة جنوب غربي لندن واعتقلته بناء على الطلب الاميركي فجر يوم 27 مايو (ايار) الماضي. وجلس أبو حمزة في قفص الاتهام امس محاطا بثلاثة حراس أمن. ولم يتحدث الا لتأكيد صحة اسمه وفهمه للطلب الاميركي لتسلمه. وبدا الاصولي المصري معظم الجلسة نائما ومغلق العينين. الا ان اصوليين مقربين من ابو حمزة اشاروا لـ«الشرق الاوسط» إلى انه لم يكن نائما بل «متناوما»، وهو نوع من الاحتجاج او رسالة يريد ان يقول فيها انها «مسرحية وليست محاكمة». وكان ابو حمزة يرتدي قميصا احمر اللون وسروال كاكي ومعطفا من نفس اللون. وتأخر مثوله في المحكمة امس لان الحراس كانوا يبحثون عن حزام يستخدمونه في تقييده بدلا من القيود الحديدية بسبب يديه المقطوعتين من اثر انفجار لغم في سنوات الحرب ضد الروس في افغانستان. ومن المقرر ان تنظر المحكمة البريطانية في تسعة اتهامات موجهة الى مسؤول منظمة «انصار الشريعة» في لندن عند النظر في وقائع الطلب الاميركي، يوم 23 يوليو (تموز) المقبل.

وحضر أبو حمزة الذي يعتبر من المعجبين بأسامة بن لادن بداية ما قد يكون محاولة تستغرق وقتا طويلا لتسليمه للولايات المتحدة لمحاكمته هناك.

وقال وزير الداخلية ديفيد بلانكيت الاسبوع الماضي انه يريد الاسراع في القضية لكن محامية أبو حمزة قالت انها ستقيم دعوى استئناف.

وقال بول هاينز ممثل الدفاع في جلسة أمس «ان موكله معاق جسديا ويحتاج الى رعاية طبية مستمرة». الا ان القاضي تيموثي وركمان رد بقوله: «ان هناك امكانية لهرب ابو حمزة بالاضافة الى احتمال تاثيره على الشهود في القضية». وقال جيمس لويس ممثل الادعاء ان ابو حمزة يعتبر في نظر القاعدة «بطلا مثل زعيمها بن لادن». وفي حال ادانته في اميركا، فانه قد يواجه عقوبة الاعدام أو السجن ما يصل الى مائة عام بالرغم من أن بريطانيا التي ألغت عقوبة الاعدام عام 1965 ستسلمه فقط اذا ما حصلت على تأكيد على عدم تنفيذ هذه العقوبة عليه.

وتتضمن صحيفة الاتهام الأميركية 11 اتهاما، بما في ذلك ضلوعه في هجوم عام 1998 في اليمن واحتجز فيه رهائن وسقط فيه أربعة قتلى.

كما أنها تزعم أنه حاول مساعدة «القاعدة» على اقامة «معسكر تدريب ارهابي» في ولاية أوريجون من أكتوبر (تشرين الاول) عام 1999 الى أوائل عام 2000. وأثار أبو حمزة قلق السلطات الأميركية لعدة سنوات بسبب خطبه التي يشيد فيها بابن لادن وهجمات 11 سبتمبر )ايلول(. وكان ابو حمزة قد جرد من جنسيته البريطانية قبل عام لمزاعم دعمه للارهاب. وامهل في ابريل (نيسان) تسعة اشهر اخرى لاستئناف القرار، وهو ينفي اي صلة رسمية له بـ«القاعدة».

وقد يفضي اتهامه الى معركة قانونية طويلة بخصوص تسليمه. ولم يتسن للمسؤولين البريطانيين على الفور توضيح ما اذا كانت الاولوية القانونية ستمنح للاتهامات الموجهة اليه في الولايات المتحدة ام تلك الموجهة اليه في بريطانيا. ويطالب اليمن ايضا بتسلمه منذ فترة طويلة.

ووزع الاصوليون في لندن امس منشورات تدعو الى التظاهر اليوم أمام السفارة الاميركية بوسط لندن احتجاجا على احتجاز الاصولي المصري. وفي المنشورات التي اعدها اعضاء منظمة «انصار الشريعة» بلندن وتلقت «الشرق الاوسط» نسخة منها امس عبر البريد الالكتروني صور ابو حمزة وعمر عبد الرحمن الزعيم الروحي لـ«الجماعة الاسلامية» الذي يقضي عقوبة السجن مدى الحياة في اميركا بتهمة التورط في تفجيرات نيويورك عام 1993 .

وقال الاسلامي المصري هاني السباعي مدير مركز «المقريزي» للدراسات بلندن «ان هناك ربطا بين الرجلين فكلاهما معاق; اولهما فقد يديه واحدى عينيه في افغانستان، وثانيهما شيخ ضرير بالاضافة الى ان كليهما يتعرض للعقاب من قبل السلطات الاميركية».