ابن زميل صدام في المدرسة مرشح للبرلمان الأوروبي عن دائرة بريطانية

أنس أسامة التكريتي: المسلمون يستعدون للعب دور سياسي أقوى

TT

أعرب أنس التكريتي، وهو بريطاني من أصل عراقي، انه متفاءل بالفوز في انتخابات البرلمان الاوروبي الوشيكة خصوصاً انه مرشح حركة معارضة الحرب على العراق التي تلقى تأييداً واسعاً في بريطانيا. وأضاف ابن زميل الرئيس السابق صدام حسين في مدرسة تكريت، إن المسلمين في بريطانيا بدأوا يميلون الى لعب دور اكثر فاعلية في الحياة السياسية. واعتبر ان الحرب على العراق ستكون القضية الحاسمة التي ستحدد كيفية تصويت البريطانيين بغض النظر عن انتماءاتهم الدينية. ورجح ان يتلقى حزب العمال الحاكم صفعة قوية خصوصاً من الناخبين المسلمين.

ويُشار الى ان بريطانيا تستعد لاجراء ثلاثة انتخابات دفعة واحدة في العاشر من يونيو( حزيران) الجاري، وذلك لاختيار اعضاء البرلمان الاوروبي وأعضاء المجالس البلدية ومحافظ لندن. وجدير بالذكر ان عائلة انس اتت الى بريطانيا قبل 34 عاماً، وهو معارض قديم لنظام صدام.

ومن جانبه، اعتذر «المجلس الاسلامي البريطاني» عن عدم تأييد حزب بعينه. غير ان مصدراً رفيعاً في التجمع الذي يضم اكثر من 300 منظمة اسلامية، اكد على وجوب مشاركة المسلمين في عملية الاقتراع وفقاً لما تمليه عليه مبادئهم ومواقفهم من قضايا محلية فضلاً عن حربي العراق وافغانستان وقضيتي فلسطين وكشمير. وقال المسؤول الاعلامي عنايات بونغوالا في اتصال مع «الشرق الأوسط» إن المجلس «منظمة غير حزبية ولا يسعنا الدعوة لتأييد مرشحي حزب بعينه». غير انه أردف «اننا قد اصدرنا كتيباً نوصي فيه بتقييم كل مرشح على أساس مواقفه من مسائل محلية تتعلق بنا كمسلمين بصورة مباشرة ومن قضايا خارجية ايضاً في مقدمتها العراق وفلسطين وكشمير والشيشان». واعتبر ان ما قاله اخيراً رئيس الوزراء البريطاني توني بلير عن رغبته بالتقرب من المسلمين وتحقيق تقدم على صعيد حل قضية فلسطين «لا يكفي ما لم تقترن هذه الكلمات بالافعال». واضاف أن المسلمين البريطانيين قد «ملوا الوعود التي تبقى حبراً على ورق». ويشار الى ان الاحزاب البريطانية كلها تتسابق على اصوات المسلمين الذين يقدر عددهم بحوالي مليون و800 ألف ناخب. وأوضح التكريتي، 35 عاماً، في اتصال أجرته معه أمس «الشرق الأوسط» أنه استقال من رئاسة «الرابطة الاسلامية في بريطانيا» قبيل الاعلان عن ترشحه باسم مجموعة «ريسبكت» التي يقودها النائب جورج غالاواي. وعزا المرشح العربي عن دائرة يوركشاير وهامبر بشمال انجلترا، استقالته الى الرغبة بالتأكيد على ان «الرابطة محايدة من الناحية الحزبية». واعتبر أن تقديم الرابطة، التي كانت في طليعة منظمي النشاطات الاحتجاجية في بريطانيا ضد الحرب على العراق بما فيها تظاهرة المليونين التي شهدتها لندن العام الفائت، نصيحة لمؤيديها بالتصويت لصالح حزب الاحرار الديمقراطيين بدلاً من حزبي العمال والمحافظين امر طبيعي. وقال «اولاً الرابطة تدعو الى تأييد الاحرار الديمقراطيين في الانتخابات البلدية فقط، وثانياً مواقف هذا الحزب أفضل بكثير من مواقف حزب العمال الحاكم او المحافظين بشأن العراق».

ولفت الى ان الرابطة التي يعد أعضاؤها بالآلاف «أوصت ايضاً بالتصويت لصالح كين ليفنغستون محافظ لندن الراغب في الاستمرار بمنصبه، مع انه مرشح عن حزب العمال الحاكم». وذكر أن الرابطة التزمت قبل فترة طويلة بتأييد ليفنغستون بسبب مواقفه الايجابية من قضايا المسلمين. ويُشار الى أن محافظ لندن يعتبر من أصلب معارضي الحرب على العراق والممارسات الاسرائيلية في الاراضي الفلسطينية، بين السياسيين البريطانيين البارزين. واشار التكريتي، وهو نجل الدكتور اسامة زميل صدام في الدراسة، الى أن الرابطة حثت أنصارها على التصويت لصالح المرشحين الذين وقفوا مواقف معارضة للحرب على العراق وافغانستان وأيدوا حقوق الشعب الفلسطيني. وقال ان هذا دفعها الى «دعوة المسلمين البريطانيين لتأييد كارولين لوكاس مرشحة حزب الخضر» التي تسعى الى الاحتفاظ بمقعدها في البرلمان الاوروبي، وذلك لانها عارضت الحرب بصورة فعالة. كما ان مواقف محافظ لندن كين ليفنغستون من الحرب والحقوق الفلسطينية والاسلامية دفعا الرابطة الى مباركة ترشيحه. ورأى المرشح العراقي الاصل الذي يحضر شهادة الدكتوراه في الترجمة من جامعة درهام بشمال بريطانيا، الى ان فرص عدد من مرشحي «ريسبكيت» بالفوز «قوية الى حد ما».

وأوضح التكريتي إن عدداً من ابرز مرشحي انحاء انجلترا، مسلمون بينهم عربي آخر. واشار الى ان الدكتور أحمد هادي اليمني الاصل رشح نفسه للبرلمان الاوروبي في شمال غربي انجلترا باسم «ريسبكت» وحركة مناهضة الحرب على العراق. وافاد ان بين مرشحي المجموعة البارزين من اصحاب الحظ القوي بالفوز الآسيويين سلمى يعقوب ومحمد فياض.