بريطانيا تتقدم بمشروع قرار إلى مجلس الأمن الدولي لإرسـال قوات دولية إلى السـودان بعد توقيع السلام

TT

يعتزم مجلس الامن الدولي التابع للامم المتحدة تبني قرار بتشكيل قوة لحفظ السلام في السودان لمراقبة تطبيق اتفاق سلام شامل يطوي صفحة الحرب الاهلية في السودان المستمرة منذ اكثر من 20 عاما.

وقدمت بريطانيا مساء اول من امس مشروع قرار الى مجلس الامن يعطي الضوء الاخضر للمنظمة الدولية لبدء الترتيبات لارسال قوات لحفظ السلام في السودان، بعد ان افلح السودانيون في التوقيع على 3 بروتوكولات في نيفاشا لتقاسم السلطة، تمهد الطريق لاتفاق شامل بين الحكومة السودانية والحركة الشعبية لتحرير السودان التي يقودها جون قرنق. ورحب مشروع القرار البريطاني في بدايته بتوقيع البروتوكولات في 26 مايو (ايار) 2004 بمدينة نيفاشا الكينية. ودعت بريطانيا الاطراف السودانية الى سرعة انجاز السلام الدائم والشامل، وطلبت من الامين العام للمنظمة الدولية كوفي انان تحديد حجم وهيكل القوات ومدة عملها وابلاغ المجلس بذلك حتى تتم الموافقة على الخطة. ويتوقع ان تتم الموافقة على هذا الاجراء في غضون اسبوع. ولا يزال امام الطرفين السودانيين ابرام اتفاق سلام شامل ووقف اطلاق النار ووضع آليات لتنفيذه مما قد يستغرق شهرين آخرين. وكررت الحكومة السودانية امس رفضها الشديد لفكرة ارسال قوات حفظ سلام دولية الى السودان. وقال الدكتور مصطفى عثمان اسماعيل وزير الخارجية السوداني في تصريحات، ان السودان ما زال عند موقفه القديم الرافض لفكرة ارسال اية قوات دولية لحفظ السلام. واضاف «نحن مع ارسال مراقبين لعملية السلام ولكن ضد القوات الدولية لهذا الغرض»، وذكر ان بريطانيا لم تتحدث عن قوات سلام وانما عن مراقبين للسلام. ويقول انان انه بمجرد التوصل للاتفاق النهائي وموافقة مجلس الامن على عملية حفظ السلام، فإنه يتعين على المنظمة الدولية اتخاذ «خطوات لنشر قوات حفظ السلام لضمان الالتزام» بالاتفاقات، ولم تشمل محادثات السلام التي اجريت في كينيا صراعا منفصلا في منطقة دارفور بغرب السودان والذي تطور الى واحدة من اسوأ الازمات الانسانية في العالم. وترحب مسودة القرار البريطاني بنشر قوات مراقبة بقيادة الاتحاد الافريقي في دارفور، الا انها لم تقترح اي دور لمجلس الامن الدولي في المنطقة. واتهم مسؤولو حقوق الانسان في الامم المتحدة مليشيات يدعمها الجيش السوداني بأنها تقوم بطرد السكان من قراهم وتقوم بعمليات قتل وسلب ونهب لاغتصاب حقوقهم. ونفت الحكومة السودانية تلك الاتهامات. وحذرت منظمة الصحة العالمية اول من امس من ان انتشار الاوبئة والوفيات خاصة بين الاطفال، في تزايد في دارفور، ودعت الى تقديم مزيد من التمويل الى منظمات الاغاثة التي ربما تتمكن الان من دخول دارفور. وفي صنعاء ذكرت مصادر صحافية أن اليمن يعتزم المشاركة بكتيبة في قوات حفظ السلام الدولية في السودان. واوضحت صحيفة 26 سبتمبر الاسبوعية التي تصدر عن وزارة الدفاع اليمنية ان «الكتيبة اليمنية سيتم نشرها ضمن القوات الدولية المزمع ارسالها الى السودان بعد توقيع اتفاقية السلام النهائية» المزمع التوقيع عليها في نهاية الشهر المقبل. واضافت ان «مجموعة من افراد كتيبة حفظ السلام اليمنية ستتلقى تدريبات في اندونيسيا واخرى في اليونان خلال الايام المقبلة باشراف الامم المتحدة». واعلنت مصر استعدادها كذلك للمشاركة في هذه القوة.