تركيا توقف سفينة محملة بصواريخ في طريقها من أوكرانيا لمصر وتعتبرها قضية تهريب أسلحة

TT

أعلن مسؤول حكومى تركى أن السلطات التركية بدأت تحقيقات اثر عثور رجال الجمارك فى اسطنبول على حمولة أسلحة، وصفها بأنها «متطورة جدا»، من بينها صاروخ يتم توجيهه بالراديو، ومنصة اطلاق، وصواريخ، وذخيرة ورؤوس حربية، على متن سفينة قادمة من اوكرانيا فى طريقها لمصر. وقال الوزير ان الامر متعلق بتهريب غير قانونى للاسلحة، مما يجعل المسألة خطيرة. وبينما اعلنت السلطات الاوكرانية انها بدأت تحقيقا حول الموضوع لم يصدر تعليق رسمي مصري. غير ان مصادر مصرية وتركية متطابقة قالت لـ«الشرق الاوسط» ان اتصالات غير معلنة تجرى حاليا بين القاهرة وانقرة للتحقق من المعلومات حول السفينة. وقال كورساد توزمين وزير شؤون التجارة الخارجية والجمارك التركي للصحافيين، ان الاسلحة المصادرة اكتشفت في حاويتين خلال عمليات تفتيش قام بها رجال الجمارك الاتراك للسفينة اثناء رسوها على ميناء «امبارلي» الذى يبعد 35 كيلومترا عن المدينة. وتابع الوزير ان الحمولة التى اعلن عنها قبطان السفينة لم تكن مماثلة لما اكتشفه رجال الجمارك خلال تفتيشهم للحاويتين، موضحا ان القبطان قال ان السفينة تحمل قطع غيار، غير ان رجال الجمارك الاتراك ساورتهم الشكوك عندما رأوا أن الارقام التي تحملها الحاويتان غير واضحة ومشوهة.

وقال الوزير عقب لقاء عقده مع مسؤولي الجمارك ورجال الشرطة في امبارلي امس: «عثرنا على معدات عسكرية واسلحة داخل السفينة»، وتابع: «يمكننى القول ان الاسلحة من النوع الذي يمكن وصفه بأنه متطور جدا», مشيرا الى انه سيتم فتح حاويات اخرى تابعة للسفينة نفسها على يد لجنة تحقيق تتكون من رجال الشرطة والجمارك.

واشار الوزير الى ان السلطات بدأت تحقيقا فى الحادث، غير انه لم يعط اية تفاصيل اضافية حول عدد الاسلحة او مدى الصواريخ التي تم العثور عليها.

ومنعت سلطات الميناء الصحافيين من الاقتراب من موقع السفينة، غير ان عددا من محطات التلفزيون التركية بث لقطات لرجال الجمارك والأمن وهم يفتشون الحاويتين.

ومن ناحيته، قال تلفزيون «ان.تي.في» التركي، ان طاقم السفينة اعتقل لاستجوابه. غير انه لم ترد انباء رسمية عن اعتقال الطاقم او جنسيته او عدد افراده، كما رفض وزير التجارة التركي التعليق على انباء الاعتقال.

وفي اوكرانيا، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الاوكرانية ماركيان لوبكيفسكى ان« الوزارة بدأت في فحص كل الحقائق المتعلقة بالسفينة وحمولتها».

وليس من الواضح الاسباب التى دعت سلطات السواحل التركية لتفتيش السفينة الاوكرانية، غير ان انقرة بدأت عموما اجراءات امنية مشددة، خاصة على السواحل التركية تحسبا لأي اعمال ارهابية خلال قمة الاطلسى (ناتو) المقررة نهاية الشهر الجاري، والتي سيحضرها الرئيس الاميركي جورج بوش وعدد كبير من قادة العالم، وقالت السلطات التركية انها ستحد من عدد السفن التي سيسمح لها بعبور مضيق البوسفور، المضيق الوحيد في العالم الذي يربط الدول المطلة على البحر الاسود بالبحر الابيض المتوسط، خلال قمة الناتو تحسبا لأي مخططات ارهابية عبر السفن. وكانت الشرطة التركية قد أحبطت الشهر الماضي في مدينة «بورصة» التي تقع شمال غربي البلاد، مخططا للهجوم على قمة الناتو وتم اعتقال تسعة اشخاص على علاقة بالمخطط يخضعون للمحاكمة حاليا، كما ضبطت الشرطة في نهاية ابريل (نيسان) وفي ميناء امبارلي ايضا شحنة تحتوي على نحو 500 بندقية من طراز كلاشنيكوف. وعثر على الاسلحة التي أنزلتها سفينة بلغارية في الميناء في حاوية كانت سترسل الى باراغواي.